جوع
وعطش

Faim et soif

مقدمة

العهد
القديم

1. الجوع والعطش تجربة للإيمان:

2. الجوع والعطش نداء المحبة:

العهد
الجديد

 

 

مقدمة

إن
الجوع والعطش، بحكم تعبيرهما عن احتياج حيوي، يوحيان بضعف الوجود الإنساني أمام
الله. ولذلك فهما من ثم يحملان نوعاً من الإزدواج في المدلول (أمثال 30: 9).
فالشعور بالجوع والعطش اختبار إيجابي لا بد وأن يساعد على الانفتاح إلى الله. ولكن
حالة الجائع شر لا يريده الله، ولا بد من السعي لإزالتها، فإذا ما اتخذ الجوع
أبعاد الظاهرة الجماعية، (كالمجاعة مثلاً)، فإن الكتاب المقدس يرى في ذلك كارثة
وعلامة دينونة، إلهية.

العهد
القديم

1. الجوع والعطش تجربة للإيمان:

أ)
في البرية:

إن
الله قد ترك شعبه يجتاز الجوع اختباراً وتجربة له، لسبر أغوار قلبه (تثنية 8: 1-
3). وكان على إسرائيل أن يتعلّم أنه يتبع الله تبعية كلية في وجوده، أو وحده يمنحه
غذاءه وشربه. ولكن فيما وراء هذه الاحتياجات الطبيعية وفي أعماقها، ينبغي لإسرائيل
أن يكتشف احتياجاً أكثر الحاحاً، وهو احتياجه إلى الله نفسه. إن المّن الذي يأتي
من السماء، إنما يشعر أيضاً بما يخرج من فم الله، أي بكلمته، بالشريعة، التي فيها
يجد الشعب الحياة (نثنية 30: 5 1- 17، 32: 46 47). ولكن الشعب لا يفهم ولا يفكّر
إلا في "لحوم مصر " يا لها من ذكريات! " (عدد 11: 4- 5). والله،
بدلاً من أن يجرّب إسرائيل تجربة الجوع المؤدية إلى الخلاص، ينتهي بأن يتخم
إسرائيل لحماً "حتى يخرج من أنوفهم" (11: 20، راجع مزمور 78: 26 – 31
) .

هل تبحث عن  هوت مقارن تبسيط الإيمان 26

ب)
ولما استوطن إسرائيل في أرضه، وأتخم بخيراتها، نسي "درس البرية"، وأخذ
ينسبها إلى استحقاقه ويفتخر بذلك أمام الله (تثنية 32: 0 1- 5 1،هوشع 13: 4- 8).
فلا بد وأن يعيد الله شعبه إلى الصحراء (هوشع 2: 5)، حنى إذا مات عطشاً وبكى على
غلته المفقودة وكرومه المخرّبة (2: 11 و 14)، يصحو قلب إسرائيل (2: 16)، فيحس
بالجوع والعطش الأساسيين، أي "بسماع كلمة الله" (عاموس 8: 11
)

ج)
إن الأنبياء والحكماء يجمعون هذه الدروس. فالاحتياج للخيرات والرغبة فيها، اللذان
يخصّ الرب بهما محبيه، يكون التعبير عنهما باستمرار في صور الوجبة، والحر. والماء،
والخمر. فما أكثر الجماهير جوعاً إلى الوليمة التي يعدها الله على جبله من أجل
جميع الشعوب (إشعيا 25: 6). وما أكثرنا عطشاً إلى الحكمة التي تروي (أمثال 5: 15،
9: 5)، وإلى الخمرّ المسكر، أي الحب (نشيد 1: 4، 4: 10)، فالجميع يهرعون ليأخذوا
من الله "دون مقابل " مشروب العطاش، والطعام الذي يُشبع (إشعيا 55: 31)
ولكنّ العطش أكثر ما يكون إلى الماء الأطهر، إلى الخمر الوحيد الذي يكون السكرّ به
حياة، حياة الله: (مزمور 42: 2). والله نفسه يجعل ذاته مستعداً لإرواء هذه الرغبة:
"فأوسع فاك وأملأه" (مزمور 81: 11
).

2. الجوع والعطش نداء المحبة:

إن
محبة الجوع والعطش ينبغي أن تحتفظ بطابعها الإستثنائي. فالفقراء 1 الذين لن يختفوا
من البلاد (تثنية 15: 11)، يشكلون نداءات حية موجهة لمن يدنون منهم. فمن واجبات
الإسرائيلي الأولية أن يعطي الخبز والماء إلى أخيه ومواطنه (خروج 23: 11)، وإلى كل
من يحتاج اليهما (طوبيا 4: 16- 17)، وحتى إلى عدوه (أمثال 25: 21): و بهذا إنما
يمارس البر (حزقيال 18: 7 و 16)، ويجعل صيامه مقبولاً لدى الرب (إشعيا 58: 7 و10):
وفي النهاية سيتدخل الله نفسه لخير الجياع، فيدعوهم إلى وليمة تشبع جوعهم وظمأهم
(إشعيا 6: 25، راجع 65: 13)
.

هل تبحث عن  هوت عقيدى سر التناول إفخارستيا عشاء الرب 06

العهد
الجديد

1. يسوع المسيح، المسيا الموعود به للفقراء (لوقا 1:
35)، يعلن أن الجياع والعطاش يشبعون (6: 1 2). إنه يفتح رسالته ويأخذ على عاتقه
وضع الجياع والعطشان. فهو وقد جرّب أسوة بإسرائيل في البرية، يؤكد ويثبت أن حاجة
الإنسان الأساسية هي لكلمة الله، ولمشيئة الآب (متى 4: 4)، وأنه يجعل منها غذاءه
فيحيا بها (يوحنا 4: 32- 34). وعلى الصليب "حين يشرب الكأس التي جعلها له
أبوه" (يوحنا 18: 11)، وفي وضعه كمصلوب، لا ينفصل عطشه عن رغبته في
"إكمال كل شيءٍ" (يوحنا 1": 28)، وفي إتمام عمل أبيه، ولكن أيضا في
"الظهور أمام وجهه" (مزمور 42: 3)
.

2. يسوع يخفف من الجوع والعطش، ويثيرهما. وكما فعل الله
فيما مضى في البرية، فيسوع يخفف من الجوع عن الشعب الذي يتبعه (مرقس 8: 31). كما
يعمل 1 يضاً على تحريك الرغبة في سماع كلمة الله وفي تناول الخبز الحقيقي الذي هو
يسوع نفسه (يوحنا 6)، كذلك يحرّك الرغبة في الماء الحي الذي هو روحه" (يوحنا
7: 37- 39). وهو يثير لدى السامرية العطش إليه (يوحنا 4: 1- 14)، كما أنه يدعو
مرتا إلى الرغبة في كلمته، فإنما الحاجة إلى أمر واحد (لوقا 10: 39 – 42)
.

3. المسيحي والجياع:

بالنسبة
إلى تلاميذ المسيح، يكون واجب إشباع الجياع أكثر إلحاحاً الآن منه في أيّ وقت مضى،
وإن العطش الذي يعذّب في جهنّم معدّ لما لم يلحظ الجياع الواقفين على بابه (لوقا
16: 19- 24). وتكون المكافأة لمن يقدّم كوب ماء لأحد تلاميذ يسوع (متى 15: 42).
فهذا ما سيجري عنه الحساب في الدينونة، فتغذية الجائع، وإرواء العطشان، يمثلان تهدئة
جوع وظمأ يسوع في شخص إخوته (متى 25: 35 و 42
).

هل تبحث عن  هوت مقارن تبسيط الإيمان 14

وينبغي
أن نكون عطاشاً باستمرار إلى هذه المحبة التي بفعلها نحقق من آلام الآخرين. وينبوع
هذه المحبة متاح ومجاني أمام الأنفس المفعمة الرغبة، والعطشى إلى الله وإلى معاينة
وجهه، أي المتعطشة إلى الحياة الحق (إشعيا 55: 1- 3، رؤيا 21: 6، 22: 17
) .

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي