حاك
– حائك

 

حاك
الثوب يحوكه حوكاً وحياكاً وحياكة، نسجه. وكانت عملية النسيج قديماً بتثبيت أطراف
عدد كبير من الخيوط تسمى السدى، في عارضة النول. وتمد هذه الخطوط متوازية ومتجاورة
حول خشبة أخرى، وتشد الخيوط إما بتثبيتها في وتد بالأرض، أو بوتد في حائط خلف
النول، حسب وضع النول رأسياً أو أفقياً، أو أن تعلق بها أثقال لشدها إن كان النول
رأسياً. وتقسم خيوط السدى بالتبادل إلى مجموعتين، وتمر خيوط كل مجموعة في حلقات خيطية
مثبتة في خشبة معلقة بطريقة تسمح برفعها وخفضها بالتبادل مع خشبة المجموعة الأخرى،
بحيث تنفرج خيوط إحدى المجموعتين عن خيوط المجموعة الأخرى، لكي تمر بينهما الوشيعة
(المكوك)، وعليها خيط اللحمة، ثم يعكس وضع المجموعتين، وتضرب اللحمة بمشط ليلصق كل
خيط منها بما سبقة، وهكذا إلى أن تتم عملية النسيج بالطول والعرض المطلوبين . وكان
الناسج يجلس القرفصاء خلف العارضة المثبتة بها الخيوط في النول الموضوع أفقيا
مرتفعاً قليلاً عن سطح الأرض . أما النوع الرأسي الذي كان يكثر استخدامه في مصر
قديماً، فكان يلزمه نساجين يقف كل كمنهما في جانب من النول لدفع الوشيعة جيئة
وذهاباً.

وتركيب
النول الخشبي يكاد يكون كما هو منذ نحو خمسة آلاف عام
.

وليس
من السهل تحديد متى عرف الإنسان طريقة النسج، إذ يرجع تاريخ النسج إلى ما قبل عصور
التاريخ. ففي العصر الحجري القديم (منذ نحو 20.000 40.000 سنة) كان الإنسان قد مهر
في صناعة الحصر والسلال، وهي الخطوة السابقة لنسج الثياب. ولا بد أن اختراع المغزل
والنول، قد حدث في العصر الحجري الحديث، فقد أصبحت عملية النسيج أمراً شائعاً في
العصر البرونزي.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس أخبار سارة عربية مشتركة عهد قديم سفر طوبيا 08

ونجد
في النقوش المصرية صور لأقدم الأنوال التي ترجع إلى نحو ألفي عام قبل الميلاد، حين
كانت صناعة النسيج قد تقدمت تقدماً كبيراً . وكان النساجون عادة من الرجال،
وأحياناً كانت تشترك النساء في صناعة النسيج كما يبدو في النقوش المصرية. ونجد في
نقوش مقابر بني حسن بمحافظة المنيا (2050 1800 ق.م.) صوراً لأناس في ثياب دقيقة
النسيج وبألوان ورسومات مختلفة مما يدل على ما بلغته صناعة النسيج في مصر في ذلك
العهد

.

وكانت
تستخدم في صناعة الخيوط مواد مختلفة تتوقف على مدى توفرها في المنطقة. فكان
الفلاحون في منطقة الفيوم يزرعون الكتان لاستخدامه في النسيج، بينما كانوا في الهند
يزرعون القطن منذ نحو 2500 سنة ق. م. كما كان يستخدم الصوف والحرير وشعر المعزى
ووبر الإبل. وكانت كل عائلة تقوم بنسج ما يلزمها (أم 31: 19 22، 2 مل 23: 7) من
أقمشة الخيام إلى الأقمشة الصوفية للتدفئة في الشتاء . وقد وجدت أنسجة من الغزل
الرفيع، تضارع أرقى أنسجة الوقت الحاضر، وذلك في لفائف الموميات المصرية. وكان أحد
الحكام البابليين في نحو 2330 ق. م. يمتلك مصنعاً للنسيج.

وقبل
دخول بني إسرائيل إلى أرض كنعان، كان الكنعانيون ينسجون ويصبغون أقمشتهم. كما أن
وصف الأنسجة التي لزمت لخيمة الاجتماع (خر 26: 1 13) وثياب الكهنة المقدسة (خر 28:
2 40)، وما كان بها من خيوط ذهبية مطرزة فيها، يدل على أن العبرانيين كانوا قد
برعوا في ذلك الوقت في صناعة النسيج، ولعلهم تعلموها في مصر (انظر خر 35: 35، أم 7:
15
).

وكانت
صناعة النسيج منتشرة في زمن القضاة، والدليل على ذلك هو ما جاء في قصة شمشمون
ودليلة، إذ ضفرت خصل رأسه مع السدى ومكنتها بالوتد، مما يدل على أن النول الذي
كانت تعمل عليه كان أفقياً (قض 16: 13و14
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ى يشوع بن حنانيا ا

وقد
ازدهرت صناعة النسيج في كثير من المراكز كما يستدل على الآثار التي اكتشفت في
أوغاريت وببيلوس (وقد اشتهرت بأنسجتها الجميلة) ولخيش (التي تدل آثارها على أن
إحدى مؤسسات النسيج كانت تعمل وقت أن دمرت المدينة). كما أتقن الآدميون أيضاً
صناعة النسيج (خر 27: 16). كما اكتشفت دلائل على أن صناعة النسيج كانت منتشرة في
جميع المراكز الهامة في يهوذا، فقد اكتشف الكثير من عوارض الأنوال، والأثقال
المثقوبة من الحجر أو الفخار التى كانت تستخدم كرؤوس للمغازل اليدوية، أو كأثقال
لشد الخيوط في عملية النسيج، وكذلك الأدنان الحجرية التي كانت تستخدم لصباغة
الأنسجة.

وتوصف
قناة رمح جليات الفلسطيني بأنها كانت "كنول النساجين" (1صم 7: 17، 2صم
19: 21، انظر أيضاً 1أخ 23: 11، 5: 20)، أي أن قطرها كان نحو ستة أو سبعة
سنتيمترات.

وقد
نهت الشريعة عن نسج الثوب من صنفين من المواد أو بالحري نهت عن لبس مثل هذه الثياب
(لا19: 19). وقد هدم يوشيا "بيوت المأبونين التي عند بيت الرب حيث كانت
النساء ينسجن بيوتاً للسارية" أي عشتاروت- (2مل 7: 23). وقد استخدم إشعياء
عملية النسيج في الكثير من مجازاته (إش 9: 19، 12: 38، 5: 59)، وكذلك فعل أيوب (6:
7
).

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي