حبرون

 

اسم
عبري معناه "عصبة" أو "حِلف" أو "شركة" وهو اسم
مدينة تعد من أهم وأقدم المدن في جنوبي فلسطين، ويطلق عليها الآن اسم
"الخليل" وهو اللقب الذي أطلق على "ابراهيم" (يع 2: 23). وتقع
المدينة في وادٍ فسيح يرتفع إلى نحو 3040 قدماً فوق سطح البحر، وعلى بعد نحو عشرين
ميلاً إلى الجنوب من أورشليم.

 

 

أولاً
تاريخ المدينة:

بنيت
هذه المدينة قبل بناء صوعن (تانيس) في مصر (عدد 13: 22) وكان يطلق عليها قديماً
اسم "قرية أربع"، وقد تعود هذه التسمية إلى انقسامها في وقت ما إلى
أربعة أحياء، ويرجع الكتَّاب اليهود بهذه التسمية إلى الآباء الأربعة الذين دفنوا
فيها وهم: آدم وإبراهيم واسحق ويعقوب. ولكن بناء على ما جاء في سفر يشوع (14: 15،
15: 13)، فإن هذه التسمية جاءت نسبة إلى "أربع أبي عناق
"

(1) في عهد الآباء: أتى أبرام وأقام عند بلوطات ممرا
"التي في حبرون" (تك 13: 18)، ومن هناك ذهب هو ورجاله وأنقذ لوطاً وعاد
به بعد أن هزم كدر لعومر (تك 14: 13)، وهنا تغير اسمه إلى "إبراهيم" (تك
17: 5). وأتى الثلاثة الملائكة إلى إبراهيم في ذلك المكان وأعطوه الوعد بأن يكون
له ابن (تك 18: 1- 15). وفي حبرون ماتت سارة (تك 23: 2). فاشترى إبراهيم مغارة
المكفيلة ليدفنها هناك (تك 23: 17) كما أمضى اسحق ويعقوب سنين عديدة من حياتهم في
حبرون (تك 35: 27، 37: 14). ومن حبرون أرسل يعقوب ابنه يوسف للسؤال عن لاخوته (تك
37: 14). ومنها أيضاً نزل يعقوب وأولاده إلى مصر (تك 46: 1). وقد دفن الآباء
وزوجاتهم (باستثناء راحيل) في مغارة المكفيلة (تك 49: 30، 50: 13
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس غ غـزة ة

(2) في عهد يشوع والقضاة: صعد الجواسيس إلى حبرون،
ومن وادي أشكول بالقرب من حبرون، قطفوا زرجونة بعنقود واحد من العنب (عد 13: 22).
وكان هوهام ملك حبرون أحد الملوك الخمسة الذين هزمهم يشوع في بيت حورون وقتلهم عند
مقيدة (يش 10: 3 و 16 و 26
).

وطرد
كالب من حبرون "بني عناق الثلاثة" (يش 14: 12، 15: 14) وأصبحت حبرون
إحدى مدن يهوذا (يش 15: 54)، وأعطيت للقهاتيين من بني لاوي (21: 10) ثم صارت إحدى
مدن الملجأ (يش 20: 7). وقد حمل شمشون مصراعي باب غزة والقائمتين وصعد بهما إلى
رأس الجبل الذي مقابل حبرون(قض 16: 3
).

(3) في عهد الملوك: كانت حبرون من البلاد التي
استضافت داود ورجاله وأكرمته عندما كان هارباً من وجه شاول الملك (1صم 30: 31).
وقتل يوآب أبنير غدراً عند باب هذه المدينة (2صم 3: 27). وأمر داود غلمانه بقتل
ابني رمون البئروني، وبعد أن قطعوا أيديهما وأرجلهما علقوهما على البركة في حبرون
(2صم 4: 12). وفي حبرون مُسح داود ملكاً بعد مقتل شاول، حيث حكم سبع سنوات ونصف (2
صم 5: 3 – 5)، إلى أن استولى على أورشليم، فجعلها عاصمة له. وفي حبرون ولد ستة
بنين (2صم 3: 2 – 5). وإلى حبرون جاء أبشالوم بحجة إيفاء نذره للرب، واتخذ من هذه
المدينة مركزاً لإثارة السخط، وهناك رفع راية العصيان ضد أبيه (2صم 15: 7). وقد
قام رحبعام بتحصين حبرون (2أخ 11: 10
).

(4) في العهود التالية: يحتمل أن حبرون وقعت في يد
أدوم في أيام السبي، إلا أنه على ما يبدو قد سكن فيها اليهود العائدون من السبي
(نح 11: 25) وتم تحريرها من يد أدوم على يد سمعان المكابي (1مك 5: 65). وفي أثناء
الثورة الكبرى الأولى ضد روما، استولى عليها سمعان بارجيوراس إلى أن استعادها
فسباسيان على يد قائده سرباليس الذي ما أن اقتحمها حتى قتل سكانها ثم أحرقها بالنار.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد جديد رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسى إسكندر جديد 02

واستعادت
حبرون أهميتها بعد أن استولى عليها العرب، تكريماً منهم للآباء وبخاصة
"إبراهيم"، ولهذا السبب أيضاً احترمها الصليبيون وأطلقوا عليها اسم
"مدينة مقدس إبراهيم". وفي عام 1156 أصبحت مقراً لأسقفية لاتينية. إلا
أنها بعد نحو عشرين عاماً سقطت في يد صلاح الدين لتصبح منذ ذلك الوقت موضع احترام
المسلمين واليهود والمسيحيين.

ثانياً
الموقع القديم:

تمتد
حبرون الحديثة في غير نظام محيطة "بالحرم" أو البناء المقدس الذي يعلو
مغارة المكفيلة، فقد كانت هذه البقعة المقدسة هي التي حددت مكان المدينة الحالي
على مر العصور المسيحية، ولكن من الواضح أن مثل هذا المكان المكشوف الذي يتعذر
الدفاع عنه، لا يمكن أن يكون هو الموقع القديم، في عصور لم تكن تعرف الاستقرار.
ومن روايات العديد من السائحين، نستجمع أن المدينة القديمة كانت تقع فوق ربوة تبعد
قليلاً عن المدينة الحديثة. ولا شك في أن حبرون العهد القديم كانت تقع فوق ربوة
شامخة تغطيها أشجار الزيتون إلى الغرب المعروفة الآن باسم "الرميدي"،
وعلى قمتها نجد أسواراً ضخمة وآثاراً من عهود سحيقة. أما في الوسط فنجد أطلالاً
لمبنى يطلق عليه اسم "دير الأربعين" (شهيداً)، وهو المكان الذي نسجت
حوله إحدى القصص المثيرة في التراث الشعبي للحبرونيين. ويقال إن هذا المبنى يحوي
قبر يسى وراعوث. كما يوجد العديد من المقابر الصغيرة القديمة بالقرب من سفح التل.
أما في الشمال فنجد مقبرة يهودية كبيرة ترجع إلى عهود غابرة، يغطي كل قبر منها حجر
ضخم يتراوح طوله بين خمسة وستة أقدام. ويوجد عند السفح الشرقي للتل نبع متدفق طوال
العام يطلق عليه "عين الجُديِّدَة
".

وعلى
بعد ميل أو أكثر إلى الشمال الغربي من حبرون، توجد بلوطات ممرا الشهيرة أو
"بلوطات إبراهيم"، وقد أقام الروس بجوارها تكية، وهي نوع من البلوط يطلق
عليه باللاتينية "كركس كوكيفيرا
" (Quercus Coccifera) ولكنها
تتعرض للموت تدريجياً. ويعتبر الموقع الحالي منذ القرن الثاني عشر أنه ذات المكان
الذي نصب فيه إبراهيم خيامه والتي تقول أقدم التقاليد بأنها كانت في "رامة
الجليل
".

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب عهد قديم سفر العدد 30

ثالثاً
حبرون الحديثة:

يزيد
عدد سكان حبرون الحديثة عن عشرين ألف نسمة، 85 % منهم من العرب والباقون من اليهود.
وتنقسم المدينة إلى سبعة أحياء يطلق على أحدها "حي نافخي الزجاج"، وعلى
آخر "حي صانعي القرب الجلدية". وتشكل هذه الصناعات بالإضافة إلى صناعة
الخزف، المصادر الرئيسية للتجارة.

ويعد
"الحرم" أبرز معلمها، ويوجد بالمدينة خزانان كبيران مكشوفان، يطلق على
أحدهما "بركة القصاصين" وعلى الآخر "بركة السلطان" وهي
أكبرهما. ويقول التقليد إنها المكان الذي تم فيه إعدام قاتلي إيشبوشت (2صم 4: 12
).

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي