حلف
– يحلف

 

والكلمة
العبرية هي " شبعة " مشتقة من لفظ يعني " سبعة" بمعنى أن
الحالف يربط نفسه بسبعة أربطة
.

(1) شريعة الحلف أو القسم: الحلف أو القسم هو
استمطار اللعنة على النفس إذا أنكرت الحق (متى 26: 74)، أو التي لا تفي بالوعد (1
صم 19: 6، 20: 17، 2 صم 15: 21، 19: 23)، بل لقد استعملت كلمة " حلف"
مرادفاً لكلمة " لعنة " كم في القول: " وأجعلهم قلقاً لكل ممالك
الأرض حلفاً ودهشاً وصفيراً وعاراً " (إرميا 49: 18 و 42: 18 و 44: 12
) .

لقد
لعب الحلف أو القسم دوراً هاماً، لا في قضايا الدولة وشؤونها (خر 22: 11،لا 6: 3 و
5) فحسب، بل أيضاً في معاملات الحياة اليومية (تك 24: 37، 50: 5، قض 21: 5، 1 مل
18: 10، عزرا 10: 5
)
.

ولم
يكن الهدف مما جاء في شريعة موسى بخصوص الحلف، هو الحد من انتشار عادة "
الحلف"، بقدر ما كان ذلك توكيداً للشعب بقدسية الحلف، فمنعت الشريعة الحلف
باطلاً من ناحية (خر 20: 7، لا 19: 12، زك 8: 17 .. إلخ) ومن ناحية أخرى منعت
الحلف بآلهة كاذبة، الأمر الذي كان يعتبر خطية شنيعة (إرميا 12: 16، عاموس 8: 14
) .

ويذكر
الناموس حالات كانت تستلزم الحلف مثل:

(أ) إذا استودع إنسان شخصاً آخر بهيمة ليحفظها، ثم كسرت أو نهبت (خر
22: 10و 11
) .

(ب) إذا وجد أحد شيئاً وجحده أي أنكره (لا 6: 2 و 30) .

هل تبحث عن  م التاريخ مجامع الكنيسة مجامع مسكونية المجامع المسكونية والهرطقات 31

(ج) في حالة الزوجة التي يتهمها زوجها بالخيانة (عد 5: 11 – 28) .

(د) إذا امتنع أحد عن الشهادة (لا 5: 1 و 5) وكان يجب على المخطئ أن
يقدم ذبيحة خطية (لا 5: 1 5) .ويصف التلموت أحكاماً أخرى ويضع عقوبات معينة للحلف
الكاذب، فيحدد ما ينبغي أن يدفعه كل من سلب أو اغتصب شيئاً
.

ويفسر
اليهود الوصية الثالثة، على أنها لا تختص بالحلف بل إنها بالحري تنهي عن استخدام
اسم الرب في أمور عادية.

(2) أنواع الحلف أو القسم: كان الحلف أو القسم باسم
الرب (تك 14: 22، تث 6: 13، قض 21: 7، راعوث 1: 17 ..إلخ) علامة الخضوع له (تث 10:
20، إش 48: 11، إرميا 12: 16
) .

ونعلم
من الأسفار المقدسة أن الحلف بآلهة كاذبة كان أمراً شائعاً، كما نعلم أيضاً من
البرديات التي اكتشفت حديثاً في جزيرة الفنتين _ في صعيد مصر _ أن الشعب لم يكن
يقسم باسم الرب فقط، بل كانوا يقسمون بآلهة أخرى، بل كان أمراً طبيعياً في الحديث
العادي، أن يحلف الشخص بحياة من يتحدث إليه (1 صم 1: 26، 20: 3، 2مل 2: 2)، أو
بحياة الملك (1 صم 17: 55، 25: 26، 2 صم 11: 11) أو برأس الشخص ذاته (مت 5: 36) أو
بالأرض (مت 5: 35) أو بالسماء (مت 5: 34، 23: 22)، أو بالهيكل (مت 23: 16) أو
بأجزاء منه (مت 23: 16)، أو بأورشليم (مت 5: 35)، أو بالملائكة كما يقول يوسيفوس.

وقد
اعتبر الرب يسوع القسم بالسماء يعني القسم باسم الله، وليس معنى ذلك أنه كان يعتبر
الله والسماء واحداً، بل كان يريد أن يوبخ من يتحايلون في القسم بأن يتحاشوا ذكر
اسم الله مباشرة، ويرد الرب عليهم بأن القسم بالسماء هو قسم باسم الله، ويجب
اعتباره قسماً ملزماً إلزاماً مقدساً.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ك كورنيليوس س

(3) صيغة الحلف: لا يذكر لنا الكتاب المقدس الكثير
عن المراسم التي كانت تتبع عند الحلف. ففي عهد الآباء كان الذي يحلف يضع يده تحت
فخذ الشخص الذي يحلف له (تك 24: 2، 47: 29). ولكن أكثر الصور شيوعاً كانت رفع اليد
نحو السماء (تك 14: 22، خر 6: 8، تث 32: 40، حز 5: 20، دانيال 12: 7، رؤ 5: 10 و 6
).

وكان
من العادات القديمة عند الساميين أن تقدم، عند الحلف، ذبائح يشقونها إلى نصفين
منفصلين، ويمر المتعاهدون بين القسمين، وكأن كل فريق منهما يدعو على نفسه بأن يشق
إلى نصفين مثل الذبيحة إذا حنث في عهده. ولعل كلمة "القسم" في العربية
جاءت عن هذه العادة القديمة (إنظر إرميا 34: 18
).

وكانت
الزوجة التي تتهم بالخيانة، يؤتى بها أمام الكاهن وكان عليها أن تجيب على كل ما
يردده الكاهن من حلف عليها بالقول: "آمين آمين" وكان هذا يعتبر حلفاً من
جانبها (عد 5: 22
).

وكانت
الصيغة العادية للحلف هي إما: "الله شاهد بيني وبينك" (تك 31: 50) أو
الأكثر استخداما: "حي هو الرب" (قض 8: 19، راعوث 3: 13، 2 صم 2: 27،
إرميا 38: 16)، أو " ليكن الرب بيننا شاهداً صادقا و أميناً " (إرميا 42:
5). كما أن الله أقسم بذاته (أنظر تك 22: 16، إش 45: 23، عاموس 6: 8) أو باسمه
العظيم (إرميا 44: 26) كما أقسم الرب بقدسه (عاموس 4: 2)، وبيمينه وذراع عزته (إش
62: 8)

وفي
غالبية الحالات كان قصاص الحنث في القسم، يفهم من القرينة، مثل: " هكذا يفعل
الرب بي" (راعوث 1: 17، 2صم 3: 9 و17و35، 14: 44، 2صم 3: 35، 1مل 2: 23و 43،
2مل 6: 31). وفي بعض الحالات كان يحدد القصاص مثل: " يجعلك الرب مثل صدقيا
ومثل أخآب اللذين قلاهما ملك بابل بلنار " (إرميا 29: 22)
.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد جديد سفر أعمال الرسل يوسف عبد النور 15

ويظن
"نواك
"
(Nowack)
أن القصاص لم يكن يذكر بعامة خوفاً من أن يصاب الشخص الذي يقسم حتى
وإن قال الحق بشيء من العقاب لمجرد ذكره كما كانوا يتوهمون
.

ويعبر
فيلون عن أمنيته في إبطال الحلف كلية، وكان الأسينيون يحرمون الحلف بتاتاً.

(4) الحلف المسموح به: يبدو أنه يسمح للمسيحيين
"بالحلف" في بعض الحالات كما جاء في إنجيل متى (26: 63)، وكما فعل
الرسول بولس (2كو 1: 23، غل 1: 20، في 1: 8). لذلك حينما قال يسوع: "ولا
تحلفوا البتة" (مت 5: 34) كان يضع المبدأ العام من أن المسيحي لا يجب أن يكون
لديه معياران للحق، بل يجب أن يكون حديثه دائماً صادقاً وكأنه أقسم بذلك. وفي
ملكوت الله حيث يسود هذا المبدأ، لا تكون هناك حاجة إلى الحلف أو القسم.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي