حية

 

(1) يرد ذكر الحيات كثيراً في الكتاب المقدس. ولها في العبرانية أحد عشر
اسماً، وفي اليونانية أربعة أسماء و مع هذه التسميات الكثيرة يتعذر تماماً تحديد
النوع المقصود في كل حالة، ولكنها جميعها تشير إلى خطورتها. وهي أنواع كثيرة تختلف
في حجمها و ألوانها و أماكن معيشتها، كما أنها تختلف في خطورتها.

وللحيات
أسماء كثيرة أيضاً في اللغة العربية (مثل: أفعى،أفعوان،ثعبان،حية،حنش،صل)، ولكن
القليل منها هو الذي يدل على نوع محدد. و مع أن الشائع بين الناس أن جميع الثعابين
سامة، الا أنه يوجد منها أنواع كثيرة غير سامة أو ضعيفة السمية، فمن بين خمسة
وعشرين نوعاً تعيش في سورية و فلسطين، لا توجد إلا أربعة سامة مميتة، و خمسة منها
سامة إلى حد ما، أما البقية فغير سامة على الإطلاق.

وقد
جاء في نبوة إشعياء (15: 34): "هناك تحجر النكازة و تبيض وتفرغ وتربي تحت
ظلها. وهناك تجتمع الشواهين بعضها ببعض" و"النكازة" في العبرية هي
"قبوز" التي يظن البعض أنها تشير الي الثعبان الأسود، ولكن الأرجح أنها
تشير إلى طائر معين وليس إلى ثعبان.

وتوجد
للثعابين السامة غدة أسفل الناب تفرز السم، وتتصل بالناب الذي تجري به قناة دقيقة،
فهو أشبه بابرة الحقن الطبي، فإذا لدغ الثعبان السام إنساناً، فانه ينفث سمه’ في
الجرح الذي أحدثه، فيسري السم في دم المصاب، ويشكل خطورة شديدة على حياته. وكانت
الحيات من عوامل الرعب في البرية (تث15: 8،إش 6: 30
).

والثعابين
زواحف لها رؤوس وأجسام طويلة وليس لها أطراف، فهي تزحف على الأرض على بطونها،
وتحرك ألسنتها بخفة وسرعة حتى ليظن أنها تلحس التراب أو تأكله (تك14: 3،انظر أيضاً
إش 25: 65،ميخا17: 7
).

ولجميع
الثعابين باستثناء القليل،أسنان مقوسة للامساك بالفريسة و المساعدة على ابتلاعها
حية. و الهيكل المتميز للفكين مع غياب عظمة الصدر، يمكّن الثعابين من ابتلاع
حيوانات أو طيور تتجاوز الحجم الطبيعي لأجسام الثعابين.

ويلاحظ
– كما سبق القول- أن الأسماء العبرية و اليونانية المختلفة تستخدم دون تمييز واضح
لنوعها. واليك بعض الأمثلة لذلك:

"لهم حمة مثل حمة الحية(وهي في العبرية
"نحش" التي هي "حنش" في العربية)، مثل الصل الأصم (في العبرية
"بتن") يسد أذنيه" (مز 4: 58
).

"سنوا ألسنتهم كحية" (نحش)، حمة الأفعوان
(في العبرية: "أخشوب") تحت شفاههم" (مز 3: 140
).

"لأني هأنذا مرسل عليكم حيات (نحاشيم)، أفاعي
(قيفونيم) لا ترقى، فتلدغكم يقول الرب" (إرميا 17: 8
).

"يلحسون التراب كالحية (نحش) كزواحف الأرض (زحل)
يخرجون بالرعدة من حصونهم" (ميخا17: 7
).

"سم الأصلال (نحش) يرضع، يقتله لسان الأفعى"
("أفعى" أيوب 20: 16
).

"خمرهم حمة الثعابين" (تنانيم أي تنانين)
وسم الأصلال (بتانيم جمع "بتن") القاتل" (تث33: 32
).

"ويلعب الرضيع على سرب الصل (بتن)، ويمد الفطيم
يده على "جحر الأفعوان" ("سيفوني" إش8: 11
).

(2) الاستخدام المجازي: معظم إشارات الكتاب المقدس
إلى الحيات ذات طبيعة مجازية في إشارات واضحة إلى ما تتميز به من أذى وخبث وغدر،
فيشبه بها الأشرار (مز4: 58)، ورجل الظلم (مز3: 140)، والأعداء الغزاة (إرميا17: 8)،
كما تشبه عواقب شرب الخمر بلدغات الحيات (أم32: 23). والشيطان حية (تك3، رؤ9: 12،
2: 20
).

ويخاطب
يوحنا المعمدان الفريسيين والصدوقيين بالقول: "يا أولاد الأفاعي" (مت7: 3)،
كما كان يقول للجموع الذين خرجوا ليعتمدوا منه. "يا أولاد الأفاعي" (لو7:
3). كما أن الرب يسوع خاطب الكتبة و الفريسيين بنفس العبارة (مت 34: 12، 33: 23
).

ويقول
يعقوب: "دان حية على الطريق، افعواناً على السبيل يلسع عقبي الفرس"
(تك17: 49). ويقول المرنم"على الأسد والصل تطأ، الشبل والثعبان تدوس"
(مز13: 91)، تعبيراً عن غلبة المؤمن على كل الأعداء والمخاوف. كما يوصف ملك المسيا
بالقول: "يلعب الرضيع على سرب الصل، ويمد الفطيم يده على جحر الأفعوان"
(إش8: 11
).

وتوصف
الحية بالحيلة (تك1: 3)، وبالحكمة (مت16: 10)، و"الصل الأصم" رمز الخبث
(مز4: 58) إذ لا يمكن أن يستجيب لصوت الحواة الراقين.

وتكمن
الحيات في أماكن غير متوقعة(تك17: 49، جا8: 10، عا19: 5
).

وبين
الأربعة أشياء العجيبة التي لا يستطيع الإنسان أن يعرفها: "طريق حية على
صخر" (أم19: 30
).

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي