خدمة

Ministere

مقدمة

أولاً:
الخدمة في الكنيسة

1. خسة العمل الرسولي:

2. تنوع الخدمات:

ثانياً:
خدمة الترتيب الرئاسي

 

 

مقدمة

ن
لفظي "خادمم" و"خدمة" يقابلان باليونانية كلمتي
diakonos-diakonia المستعملتين
في الترجمة السبعينية، وفي الترجمة اللاتينية لفظ
minister
الذي يؤدي معنى "مشاريت"، في العبرانية (خروج 24: 13، يشوع
خادم موسى) وهذا اللفظ يطلق على الكهنة خدام المذبح (إشعيا 61: 6، حزقيال 44: 11،
يوئيل 1: 9). إلا أنه منذ العهد القديم، نرى بوضوح حقيقة الخدمة الدينية، التي
بقوم بها أصحاب بعض الوظائف المقدسة، داخل شعب الله: الملوك والأنبياء المؤتمنون
على الكهنوت وهم جميعاً خدام الله ويمارسون وساطة بينه وبين شعبه. فمثلاً سوف يقول
القديس بولس بأن موسى كان خادم العهد الأول (2 كورنتس 3: 7- 9). ويعتبر العهد
الجديد المسيح بمثابة الوسيط الأوحد بين الله والناس، والكاهن الأوحد الذي يقدم
ذبيحة الخلاص، والمبشر الأوحد بالوحي من حيث هو كلمة الله الذي صار بشراً. ولكن في
الكنيسة التي أسسها، تقوم خدمة ذات نوع جديد تمارس في سبيل نشر كلمته ونعمته.

أولاً:
الخدمة في الكنيسة

1. خسة العمل الرسولي:

علّم
يسوع رسله أن يروا في وظيفتهم خدمة، فرؤساء الأمم يطمعون في السيطرة والسيادة، أما
هم فينبغي على غراره أن يجعلوا من أنفسهم خدّاماً
diakonos للجميع
(مرقس 15: 42- 44). فهم خدام للمسيح، وبهذه الصفة، يعدهم بأن يدخلوا معه في مجد
أبيه (يوحنا 12: 26). ومنذ بدابة كتاب الأعمال، يظهر العمل الرسولي كخدمة في
diakonia (أعمال 1: 17
و25)، ويدعى متيا ًإلى أدائها مع الأحد عشر الآخرين، كما أن دعوة بولس للعمل
الرسولي (راجع 1: 1) هي أيضاً نداء لخدمة (1 تيموتاوس 1: 12 راجع 2 كورنتس 4: 1)،
يجتهد بولس فيما بعد بأن يؤديها بجدارة (أعمال 20: 24)، و بفضلها يمنح الرب الخلاص
للوثنيين (21: 19). وإذ يعي أنه. خادم الله (2 كورنتس 6: 3- 4)، وخادم المسيح (11:
23) يشعر شعوراً حاداً بعظمة هذه الوظيفة التي تفوق وظيفة موسى نفسه، لكونها خدمة
للعهد الجديد، وللبر، وللروح (3: 6- 9)، كما أنها خدمة للمصالحة (5: 18)، وللبشارة
(كولسي 1: 23 أفسس3: 7)، وللكنيسة (كولسي 1: 25
) .

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس م ملكى صادق 1

2. تنوع الخدمات:

إلاّ
أنّ الخدمة في الكنيسة الناشئة تتجاوز تجاوزاً كبيراً، مباشرة العمل الرسولي
بمعناه الخاص. فلفظ

diakonia
ينطبق أولاً على خدمات مادية لازمة للجماعة، لخدمة الموائد (أعمال 6:
1 و 4 راجع لوقا 10: 40)، وجمع التبرعات من أجل فقراء أورشليم (أعمال 11: 29، 12: 25،
رومة 15: 31، 1 كورنتس 16: 15، 2 كورنتس 8: 4، 9: 1 و 12- 13). وفضلاً عن ذلك،
فهناك خدمة موكولة إلى أرخبس (كولسي 4: 17) وإلى تيموتاوس (2 تيموتاوس 4: 5).
وتطلق صفة الخادم على أبلس، كما تطلق على بولس (1 كورنتس 3: 5)، وتيموتاوس (1
تسالونيكي 3: 2، 1 تيموتاوس 4: 6). وطيخيقس (كولسي 4: 7، أفسس 6: 21) وأبفراس
(كولسيِ 1: 7)، بل حتى على الرسل المزيفين ممن يتمسكون بالشريعة اليهودية (2
كورنتس 11: 23). وهذا مما يبين أن في الكنيسة "الخدمات على أنواع " (1
كورنتس 12: 5)، لأن الروح ينوع مواهبه بحسب مطالب الخدمة (أفسس 4: 12). ينبغي أن
نؤدّي كل خدمة من هذا النوع بمادة الروح (1 كورنتس 12: 7)، بمثابة أمانة موكولة من
الله (1 بطرس 4: 11). ولا يسعنا إلأ أن نوضّح مضمون هذه الخدمات "، فقوام
المواهب التي تعرضها الرسائل، تضع دائماً في المقدمة الوظائف المتصلة بكلمة الله
(الرسول والنبي والمعلم والمبشر). ولكن ذلك ليس من شأنه أن يستبعد قيام أعباء
رعائية بحتة، تذكرها الرسالة إلى أهل أفسس صراحة (4: 11
).

ثانياً:
خدمة الترتيب الرئاسي

منذ
أيام الرسل، نشاهد نشأة ترتيب رئاسي في إدارة الشئون من شأنه أن يديم نشاطهم. فكان
على رأس كل الجماعات اليهودية شيوخ
presbyteroi يدبرون أمورها. وعلى هذا المنوال
يقيم بولس وبرنابا أثناء رحلتهما التبشيرية كهنة لإدارة الكنائس التي أنشأوها
(أعمال 14: 23). وعند التئام المجمع الرسولي في أورشليم، نرى بجوار الاثني عشر
شيوخ الجماعة المحلية وعلى رأسهم يعقوب (15: 2 و 4 و 6 و 22 24 و16: 4)، وسوف
نلتقي بهم من جديد لدى عودة بولس (21: 18). وكذلك، خلال رحلته الأخيرة، يستقبل
بولس في ميليطس شيوخ أفسس (20: 17). منذ ذلك العهد، يقيم الرسل، مباشرة أو عن طريق
مبعوثيهم، في كل كنيسة، جماعة من الشيوخ (تيطس 1: 5)، يخضع تعينهم لقواعد دقيقة؟
فيعينون في وظائفهم بوضع اليدين (1 تيموتاوس 5: 17- 22). وتبين هذه السمة الأخيرة
أن الكهنوت يقتضي موهبة روحية خاصة من الروح القدس: فهو ليس إذاً مجرد وظيفة
إدارية. وفعلاً في رسالة يعقوب نجد الشيوخ يصلون من أجل المرضى، ويدهنوهم بالزيت
(يعقوب 5: 14). ويذكر موضع آخر حقهم في الرئاسة عند التئام الجماعة المسيحية (1
تيموتاوس 5: 17). وإشارات بولس إلى الرؤساء
(proistamenoi) تتَعلق على
الأرجح بالشيوخ (1 تسالونيكي 5: 12- 13، رومة 12: 8)، وكذلك الحال بالنسبة للرؤساء
(higoumenoi) الذين تشير
إليهم الرسالة إلى العبرانيين (عبرانيين13: 7 و 17-24
).

هل تبحث عن  شبهات الكتاب المقدس عهد قديم سفر راعوث القس منيس عبد النور ر

1. ولكن تذكر الرسالة إلى أهل فيلبي جنباً إلى جنب
الأساقفة والشمامسة (فيلبي 1: 1)، ونجد هنا نواة ترتيب رئاسي. ويرى كتاب أعمال
الرسل، بالأرجح في السبعة الذين اختارهم الاثنا عشر للخدمة على الموائد (أعمال 6: 1-
6)، النموذج لشمامسة المستقبل. ويبدأ هؤلاء العمل في وظيفتهم، أسوة بالشيوخ بوضع
اليدين (أعمال 6: 6). إلا أن خدمتهم سّتجاوز مع ذلك حدود الخدمة المادية، لأنهم
يقومون بالوعظ، ويحمل فيلبس صراحة لقب البشير (أعمال 21: 8). وتضع الرسائل الرعوية
القواعد لاختيار هؤلاء الشمامسة (1 تيموتاوس 2: 8- 13). فنحن في صدد خدمة من أدنى
مستوى من درجة الشيوخ عند توضيح مهامها. وتقوم فيه خادمة كنيسة قنخرية بأعمال
(رومة 16: 1)، ليست بالضرورة على نفس المستوى، لأن توجيهات بولس بشأن دور النساء
في اجتماعات العبادة (1 كورنتس 11: 1- 16، 14: 33- 34) تتميز بالتحفظ الشديد. أما
عن جماعة الأرامل " التي تحكهما شروط صارمة، فلا نعلم على وجه كامل ما هي
المهام الموكولة إليها (1 تيموتاوس 5: 159
).

2. أما "ا "الأساقفة" فهم أساساً،
كما يدل اسمهم، "مشرفون" معينون على الجماعات للسهر عليها. ولم يكن هذا
المنصب مجهولاً عند اليهودية: ففي جماعة قمران، كان المفتش يباشر وظيفة شبيهة
بوظيفة الأسقف. وفي البداية كان الكهنة هم الذين "يشرفون" جميعاً على كل
كنيسة، لأنهم كلفوا برعاية قطيع الله (أعمال 20: 28، 1 بطرس 5: 32)، على مثال
المسيح، نموذج الرعاة (1 بطرس 5: 4) وراعي النفوس وحارسها (1 بطرص 2: 25). ولكن
الرسائل الرعوية تبين أن على كل جماعة أسقفاً واحداً ينبغي أن يختار. بعناية (1
تيموتاوس 3: 71) فيما يبدو ما بين الشيوخ (تيطس 1: 95). وهو الذي بلا شك يشغل
وظيفة الراعي (راجع أعمال 20: 28- 29) التي يعتبرها بولس في عداد المواهب الروحية
(أفسس4: 11). والتي تذكرنا بإحدى المسؤوليات الموكولة إلى الرسل (يوحنا 21: 15- 17،
راجع متى 18: 12- 14
).

هل تبحث عن  م الكتاب المقدس وحى الروح القدس فى الكتاب المقدس 13

وكذلك
نرى لمندوبي بولس، تيطس وتيموتاوس، سلطة على الكهنة، والشمامسة والأساقفة، في
الكنائس الموكولة إليهم، فعليهم مسئوليات في شأن طقوس العبادة (1 تيموتاوس 2: 1-
15)، والتعليم الصحيح (1 تيموتاوس 4: 6، 13: 16، 6: 3)، والإشراف عليه، كلّ في دائرة
اختصاصه (تيطس 1: 9). وهذا التفويض في أعباء الإدارة، الآيلة في الأصل إلى الرسل،
يوضح أن تنظيم الكنيسة، عقب زوال الرسل، سوف يستقرّ تدريجياً في نظام رئاسي ذي
ثلاث درجات: أسقف عناية، راع، ورئيس للجماعة، يحيط به كهنة، سبعاً منهم شمامسة.
وسوف تمنح لهم الموهبة الروحية التي تؤهلهم لمباشرة مهامهم برتبة وضع "
اليدين (راجع 2 نيموتاوس 1: 6
).

3. من جهة أخرى، لا نجد في أي موضع لقب كهنة أو
قساوسة يطلق على هؤلاء الخدام للعهد الجديد، كمالم يطلق على الرسل، ولكن رسالتهم
تجعلهم في خدمة كهنوت يسوع المسيح، الكاهن الأكبر الوحيد لبني البشر. وبهذه الصفة،
يخلفون الرسل ويصيرون وكلاء الله (تيطس 1: 7) ووكلاء أسراره (1 كورنتس 4: 2)
ونعمته (1 بطرس 4: 10، ذلك هو الاتجاه الذي سوف تسير نحوه فكرة الكهنوت المسيحي،
المنظم رئاسياً في درجات ثلاث (أسقف، فكهنة، فشمامسة). وإذ هو يتوحد في مهامه مع
الخدمة الموصوفة في العهد الجديد، فهو يمارس بمقتضى السلطات الممنوحة بواسطة
المواهب الروحية عينها، ويرجع أخيراً إلى خدمة العمل الرسولي في الأمور القابلة
للتسليم.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي