دعوة

 

تتكرر
كلمة "دعا " ومشتقاتها نحو سبعمائة مرة في الكتاب المقدس، نقلاً عن بضع
كلمات تعبرية وينوانية بمراميها المختلفة. ولكن أهميتها الأساسية ترجع لاستخدامها
بصورة خاصة في مضمونها اللاهوتي. فالفعل "دعا" عندما ينسب إلى الله، فهو
يشير إلى دعوة الله للناس ليكون لهم نصيبهم في بركات الفداء، وهي تشمل دعوة الله
لنا "إلى مجده" (1بط 5: 10، 2بط 1: 3)، وإلى "الحياة الأبدية"
(1تي 6: 12)، و"إلى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا" (1كو 1: 9). كما أنه
دعانا من "الظلمة إلى نوره العجيب" (1بط 2: 9
).

وهذه
الدعوة تستند إلى مقاصد الله الأزلية (رو 8: 30؛ 9: 11) على أساس نعمة الله (غل 1:
6، 15)، وتصل إلى الناس عن طريق الكرازة بالإنجيل (2تس 2: 14)، ويقبلها الإنسان
بعمل الروح القدس في القلب (1كو 12: 13)، فتصبح هي الأساس الوحيد للرجاء (أف 4: 4).
وهي دعوة لا تقتصر على الخلاص، بل تمتد إلى السلوك في الحياة، فالمؤمنون لم يدعوا
للنجاسة بل للقداسة (1تس 4: 7) ويجب أن يسلكوا كما يحق للدعوة (أف 4: 1). كما أن
المؤمنين مدعوون للصبر في الآلام (1بط 2: 21)، وللحرية (غل 5: 13)، وللحياة في
سلام (1كو 7: 15
).

ويستخدم
الاسم منها وهو "الدعوة" دائماً في معناها الكتابي المحدد، فهو دعوة
للدخول إلى ملكوت الله، وقبول ذلك هبة مجانية وامتلاكه بالإيمان. والله هو دائماً
صاحب المبادرة والسلطان المطلق في هذه الدعوة "لأن هبات الله ودعوته هي بلا
ندامة" (رو 11: 29)، "وانظروا دعوتكم أيها الأخوة … اختار الله جهال
العالم … واختار الله ضعفاء العالم … واختار الله أدنياء العالم … لكي لا
يفتخر كل ذي جسد أمامه" (1كو 1: 26 – 29
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس م مَحْلي ي

ولكن
هذه الدعوة السماوية تستلزم تجاوباً بشرياً: "لذلك بالأكثر اجتهدوا أيها
الأخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين" (2بط 1: 10؛ انظر أيضاً 2تس 1: 11
).

وهذه
الدعوة هي "دعوة سماوية" (عب 3: 1)، و"دعوة عليا" أي يجب أن
تتجه أنظارنا وحياتنا نحو السمامء" (في 3: 14)، وهي "دعوة مقدسة"
(2تي 1: 9)، لا يستطيع العقل البشري أن يستوعبها بل تحتاج إلى وعي روحي (أف 1: 18
).

ويستخدم
اسم المفعول "مدعو" و"مدعوون" للدلالة على المدعوين للخلاص –
وهو الغالب – (رو 1: 6و 7، 1كو 1: 24؛ يهوذا 1؛ رؤ 17: 14)، أو لالادلالة على
المدعويين لعمل معين (انظر رومية 1: 1 ؛ 1كو 1: 1
).

ولكن
لا يفوتنا أن نلاحظ أن هناك "دعوة عامة" حيث يُكرز بالإنجيل لجميع الناس
في كل العالم، ولكن ليس الجميع يستجيبون لهذه الدعوة،ه ويقول الرب يسوع: "لأن
كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون" (مت 22: 14)، فمن يستجيبون لدعوة الإنجيل
بالإيمان بالمسيح، هم المنتخبون (رو 8: 30
).

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي