ديلُس

 

جزيرة
في بحر إيجة طولها نحو ثلاثة أميال وعرضها نحو ميل واحد. وهي غير مأهولة الآن
يرتفع في وسطها جبل صخري اسمه "سينسس
" (Cynthus) يصل ارتفاع
قمته إلى عدة مئات من الأقدام. وقد تمتعت "ديلس" بازدهار كبير في القديم
. وتقول أسطورة إغريقية إن "ديلس" كانت جزيرة طافية على سطح الماء حتى
أمسكها الإله " بوسيدون " (إله البحر عند الإغريق)، وثبتها على أربعة
أعمدة من الماس ليستقر بها الإله التائه"ليتو
"(Leto) الذي كانت
تطارده الإله "هيرا
"(Hera)كما كانت تطارد "إيو" (io). وفي هذه
الجزيرة ولد الإله"أبولو
" (Apollo) والإلهه "أرطاميس"، ومن
ثم أصبحت الجزيرة مقدسة، وأحد المراكز الرئيسية لعبادتهما. وقد ازدانت جزيرة ديلس
بالعديد من المعابد،وأروعها هو معبد" أبولو " الذي ضم تمثالا، ًضخماً له
أقامه" الناكسيون
" (Naxians) قرباناً للإله. وقد كان هذا المعبد
مزاراً مقدساً لدى كل الإغريق الذين يأتون إليه من كل جهة قريبة أو بعيدة. كما كان
هناك معبد للدوريين

(Dorians)
في جزيرة ديلس منذ بداية القرن الرابع قبل الميلاد . وإلى الشمال من
الجزيرة كان يوجد مذبح غريب مبنى كله من قرون الثيران . وكانت المدن اليونانية
ترسل بسفرائها بتقدمات سخية . كما كان هناك كاهن متخصص في الجزيرة كانوا يعتبرونه
من أوثق مصادر التنبؤات في العالم . وكان يقام في "ديلس " كل خمسة أعوام
احتفال ضخم حافل بالنبوات والمسابقات الرياضية والألعاب من كل نوع، كانت تشترك
فيها كل الشعوب اليونانية
.

كان
الكاريون

(Carians)
هم أول من سكن الجزيرة في القديم، ولكن الأيونيين (اليونانيين)
احتلوها في عام 1000ق.م. وقد تمتعت الجزيرة باستقلالها زمناً طويلاً وفي 478ق.م.
اختيرت "ديلس "مكاناً لاجتماع ممثلي الولايات الإغريقية لوضع خطط الدفاع
ضد فارس، كما تم حفظ خزانة الاتحاد الاثينوي في الجزيرة بعد 476ق.م. واسقلت جزيرة
ديلس عن أثينا في 454ق.م. وأصبحت في خلال القرنين الثاني والأول قبل الميلاد، من
أهم المواني في بحر إيجه .ويرجع هذا جزئياً إلى موقعها، ومن جهة أخرى إلى تفضيل
الرومان لها – بعد 190ق.م. – باعتبارها منافساً لقوة رودس البحرية. وفي 166 ق.م.
أعطيت جزيرة ديلس لأثينا، فهرب مواطنوها إلى أخائية، واستعمر الأثينويون الجزيرة
مع الرومان
.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس خ ختان ن

تقع
أطلال المدينة إلى الشمال من المعبد .وكانت في ذلك الوقت مركزاً للتجارة بين
الإسكندرية والبحر الأسود، وظلت لفترة طويلة من أهم أسواق العبيد في العالم
اليوناني، إلا أن الحرب بين روما و ميثردات البنطي، كانت ضربة قوية على "ديلس
" لم تفق منها أبداً، فقد نزل أرخيلاوس قائد ميثردات إلى الجزيرة في 88 ق.م.
وذبح عشرين ألفاً من الطليان،وباع بقية أبنائها عبيداً، ونهب وخرب المدينة والمعبد،وسرق
الكنوز الثمينة التي لا تحصى .وعند عقد معاهدة السلام في 84ق.م. أصبحت
"ديلس" من نصيب الرومان الذين أعادوها فيما بعد للأثينويين. وقد فقدت
الجزيرة في عهد الإمبراطورية كل أهمية لها
.

كانت
"ديلس" إحدى الولايات التي كتب إليها كوليوس وزير الرومان رسائل لأجل
اليهود (138137ق.م انظر 1مك 16: 1523). ولا بد أنه كان قد استوطن في
"ديلس" عدد كبير من اليهود. وقد أورد يوسيفوس نصاً لقرار صدر في
"ديلس" مؤداه إعفاء اليهود من الخدمة العسكرية.

وقد
أدت الحفريات الفرنسية التي بدأت في 1873م إلى الكشف عن ثمانية معابد داخل سور
المنطقة المقدسة (التي بها معابد أبولو وأرطاميس وديونيسيوس). كما تم اكتشاف عدد
من التماثيل التي يرجع تاريخها إلى أقدم عصور الفن الإغريقي، وكذلك نحو ألفين من
النقوش، من بينها قائمة بمحتويات خزانة المعبد
.

وتقع
بالقرب من جزيرة ديلس عبر ممر ضيق جداً جزيرة أخرى تدعى "رينيا
" (Rheneia)كانت
تستخدم مقبرة لجزيرة ديلس، إذ لم يكن مسموحاً بأن يولد أحد أو يموت أو يدفن، على
الجزيرة المقدسة "ديلوس" وفي 426 ق.م. قام الأثينويون بتطهير جزيرة ديلس
بإزالة جثث الموتى الذين كانوا قد دفنوا فيها من قبل.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ش شَحْرَايم م

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي