دينونة

 

أولا:
الله هو الديَّان: فالدينونة أساساً هي من حق الله فهو " ديان كل الأرض
" (تك 25: 18ومز 2: 94) و "ديَّان الجميع" (عب 23: 12)
.

 ودينونة الله، لا شك إنها عادلة عدالة مطلقة، وهى ليست إعتباطية،
ولكنها مزيج من الحق والرحمة، من الناموس والمحبة، فهي ثمر رحمته وغضبه، فهو
" لا يأخذ بالوجه ولا يقبل رشوة " (تث 18: 10) " ينتظر الرب ليترأف
عليكم ولذلك يقوم ليرحمكم لان الرب إله حق " (إش 18: 30)، ولكنه يقضى على
الأشرار: "إذا سننت سيفي البارق،و أمسكت بالقضاء يدي، أرد نقمة على أضدادى
وأجازى مبغضي " (تث 41: 32)
.

ثانيا:
دينونة الناس: أمر الرب قائلاً: " لاتدينوا لكي لا تدانوا " (مت 1: 7)
بمعنى أن لا ننقد الآخرين ونصدر عليهم أحكاما مرتجلة، مغتصبين لذلك مكان الله
" الديان العادل " (2تى 8: 4) . ويقول الرسول بولس: " أما أنا فأقل
شئ عندي، أن يحكم فيَّ منكم أو من يوم بشر
ولكن الذي يحكم فيَّ هو الرب.
إذاً لا تحكموا في شيء قبل الوقت حتى يأتي الرب الذي سينير خفايا الظلام ويظهر
أراء القلوب وحينئذ يكون المدح لكل واحد من الله (1كو 3: 4-5) . ولكن علينا أن
" نمتحن كل شيء " فنتمسك بالحسن ونتجنب كل شبه شر (1تس 21: 5و22).
وعلينا أن نزداد " في المعرفة وفى كل فهم " حتى نستطيع تمييز الأمور
المتخالفة (في 9: 1و10). كما أن علينا أن نمتحن أنفسنا (2كو5: 13) لنحكم على
سلوكنا ونفحص طرقنا ونحكم على أنفسنا (1كو28: 11-32)، فإذا وجدنا أي خطية نعترف
بها فيغفر لنا (1يو7: 1-9) لأن "لنا شفيع عند الآب يسوع المسيح" (1يو 1:
2و2
).

ويقول
الرسول بولس: " ومن هو ضعيف الإيمان فاقبلوه، لا لمحاكمة الأفكار … من أنت
الذي تدين عبد غيرك؟ هو لمولاه يثبت أو يسقط . ولكنه سيثبت لأن الله قادر أن يثبته
" (رو 1: 14-4
)
.

 

ثالثاً:
دينونات الله:

(1) أساس دينونة الله: سيدين الله غير مخلصين حسب
أعمالهم لأنهم لم يؤمنوا
" باسم ابن الله الوحيد " (يو18:
3، 9: 16) رغم أنهم:

أ
– يعرفون الحق لكنهم يحجزونه بالاثم، " إذ معرفة الله ظاهرة فيهم … لأن
أموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم،مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته،حتى
أنهم بلا عذر " (رو 18: 1-20)

هل تبحث عن  هوت دفاعى هل هناك أسفار مفقودة من الكتاب المقدس [] 2]

ب
"ولما عرفوا الله … استبدلوا حق الله بالكذب
" (رو21: 1-25) .

 ج لأن عمل الناموس مكتوب في قلوبهم (رو15: 2)،وسيدينهم الله "حسب
الحق" (رو 2: 2) وحسب أعمالهم (6: 2) وبحسب الناموس إذا كان لهم الناموس،
وبعمل الناموس المكتوب في قلوبهم إذا كان بلا ناموس (رو12: 2-15)
.

وسينال
البعض ضربات قليلة، والبعض ضربات كثيرة بحسب درجة مسؤليتهم وجسامة خطاياهم (لو 47:
12و48) ولكن لن يخلص منهم أحد (رو16: 2، 20: 3، غل21: 3
) .

أما
بالنسبة للمؤمنين، " فلا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح
يسوع" (رو 1: 8)، ولكن يبقى التقييم والمكافآت لأن المسيح قد حفظ الناموس
لحسابهم، وتألم ومات نيابة عنهم (اٍش5: 53و10و11) متحملاً عقاب الناموس المكسور (2كو
21: 5
) .

 

(2) دينونات الله السبع:

(أ) دينونة الصليب: لقد حمل المسيح – ككفارة
نيابية عنا – عقاب خطايانا على الصليب (إش53؛ عب10: 10-12، 1بط24: 2)، " فالله
إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية لأجل الخطية، دان الخطية في الجسد " (رو 3: 8)
. لقد حمل لعنة الخطية (غل 13: 3) . حمل عنا كل خطايانا (يو 29: 1، 2كو21: 5)،
وقبل أن يسلم الروح بين يدي الآب، استطاع أن يقول "قد أكمل" (يو30: 19).
فعندما نعترف بخطايانا، ونقبل المسيح مخلصاً لنا، يعتبرنا الله واحداً في ابنه،
وكأننا متنا في المسيح ممثلنا،وقمنا فيه لجدة الحياة (رو 12: 5-21،3: 6-5،1كو22: 15)
. ولهذا "لاشيء من الدينونة لآن على الذين هم في المسيح يسوع " (رو 1: 8
).

وعليه،
فلن يدان المؤمن على خطاياه، فقد طرحها الله وراء ظهره، ولن يعود يذكرها فيما بعد
(إش 17: 38، 25: 43، مز 12: 103، اٍرميا 34: 31، عب17: 10
).

(ب) الحكم على سلوك المؤمن: ويتم هذا في شكل تقويم وتأديب من الله
(1كو11: 30 32، يو 15: 1 8، عب 12: 3 15)، فيوقع الله هذا التأديب على المؤمن حتى
لا يدان مع العالم (1كو 11: 32). وقد يأخذ هذا التأديب شكل ضيقات شديدة من يد
الشيطان لإخضاع طبيعته الجسدانية (1كو5: 5)،وقد ينتهي بأخذ المؤمن من العالم
(اكو11: 30، 1يو5: 16
).

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كينج جيمس إنجليزى KJV عهد قديم سفر الخروج Exodus 36

(ج) كرسي المسيح: حيث أن خطايا المؤمن قد دينت فيشخص بديله الرب يسوع
المسيح (رو 8: 3، 2كو 5: 21، 1بط 2: 24) فلن يدان المؤمن مرة أخرى على خطاياه، مع
العالم(1كو 5: 5) ولكنه لابد أن يُظهر "أمام كرسي المسيح لينال كل واحد ما
كان بالجسد بحسب ما صنع خيراً كان أم شراً"(2كو 5: 10؛ رومية 4: 10). فلابد
أن تُستعرض أعماله أمام كرسي المسيح. فيلزم فحص كل خدمة قام بها كل مؤمن وتقييمها
(مت 12: 36، 2كو 9: 6، غل 6: 7 9، أف 6: 8، كو 3: 24و25). ونتيجة لهذا الحكم على
أعمال المؤمن، سينال أو سيخسر المكافأة ولكن حتى في هذه الحالة إذا احترق عمله،
فإن المؤمن الحقيقي سيخلص "ولكن كما بنار" (1كو3: 12 15
).

وحيث
أننا سنملك مع المسيح، وسيكون للبعض سلطان على عشر مدن، ولآخرين سلطان على خمس مدن
في الملك الألفي، فلا بد أن الوقوف أمام كرسي المسيح سيكون قبل مجيئه مع قديسيه
للملك (زك14: 5، يهوذا14،رؤ20: 4).وقد يكون ذلك عملية مستمرة، فيكون وقوف كل مؤمن
أمام كرسي المسيح حالما ينطلق ليكون مع الرب(1كو3: 12
15)، أو أن كرسي المسيح سيكون في السماء عقب اختطاف الكنيسة و قبيل
عودة المسيح المجيدة إلى الأرض لاقامة ملكوته.

(د) دينونة إسرائيل: سيدين الرب شعبه القديم عندما يأتي مع جميع قديسيه
وقبل إقامة الملكوت (حزقيال20: 33 44، ملاخي3: 2 6)، وستكون هذه هي المرحلة
الأخيرة في إدانة أمة إسرائيل، التي سبق أن أنبأ عنها مراراً (انظر مثلاً تث 15: 28
68، إش 1، 3، 5 .. الخ، إرميا 2 9)، بعد أن أوقع عليهم دينونات عديدة على مدى
التاريخ.

(ه) دينونة الأمم: وتختلف الآراء حول زمنها وطبيعتها، فقد جاء الحديث
عنها على جزءين: أولاً الدينونة التي سيصبها الرب يسوع عندما يأتي لعقاب الأمم
التي التفت حول "ضد المسيح"للقضاء على شعبه القديم (يوئيل 3: 12 16،
انظر أيضاً زك12: 2و9، 4: 2و3). فهذا القصاص هو ذروة دينونة الله للأمم الذين
ضايقوا شعبه كما جاء بنبوات العهد القديم (انظر إش 13 23، إرميا 46-51، حزقيال
25-32). ثانياً دينونة كل الأمم عقب مجيء المسيح ثانية (مت31: 25 46
).

فالرب
لن يملك على الأرض ملكه الألفي إلا بعد أن يدين كل الشعوب على ما كانوا يفعلونه ويبدوا
أن كلمة
"الشعوب"
هنا (مت 32: 25) تشير إلى الشعوب (من المدنيين) الذين لم يقتلوا في موقعة
"هرمجدون" التي ستهلك فيها كل جيوشهم (رؤ14: 16و16، 19: 1921). وسيكون
أساس هذه الدينونة هو كيف عاملت هذه الشعوب كأفراد "أحد إخوتي هؤلاء الأصاغر
"(مت40: 25)، وهو يشير بهذه العبارة إلى إخوته من المسيحيين (عب 11: 214)،
وأخوته من شعب الله القديم (مز22: 22، 8: 69
).

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد قديم سفر إشعياء 30

إن
أصعب ما في مشكلة تحديد طبيعة هذه الدينونة، يكمن في حقيقة أنها تتحدث عن أناس لم
يخلصوا من قبل،وسيكون نصيبهم إما بركة أبدية أو دينونة أبدية على أساس أعمالهم
وحيث أنه .لايمكن أن يتبرر أحد على أساس أعماله (رو 19: 3و20، غل 16: 2) فهي لا
يمكن أن تكون جزءاً من دينونة عامة للأبرار والأشرار،ولهذا فهي تنطبق على الموقف
الذي سيكون قائماً عند مجيء المسيح ثانية،وتصف دينونة الشعوب على مسلكهم نحو
المؤمنين (من اليهود والأمم) في زمن الضيقة العظيمة.

ويبقى
بعد ذلك تفسير العبارة بأن الجداء سيذهبون إلى عذاب أبدي والأبرار إلى حياة أبدية
(مت 46: 25) .فإذا كان المقصود هو أن الأبرار سيدخلون إلى الملك الألفي بدون إشارة
إلى موضوع الخلاص، لكان الأمر مفهوماً، أو قد تعني أنهم سيدخلون إلى حياة تؤدي بهم
إلى حياة أبدية . والأرجح هو – لأن الكتاب يتنبأ بتوبة قومية من كل إسرائيل في ذلك
الوقت (زك10: 121: 13)، تث 1: 3010،هو شع15: 53: 6،رؤ7: 1) وخلاص تلك الأمة في يوم
واحد (إش8: 66،زك9: 3،رو26: 11) فسيحدث نفس الشيء مع تلك الأمم التي عاملت
المؤمنين (من مسيحيين و يهود) معاملة طيبة . ففي اللحظة التي يسمح لهم فيها
بالدخول للملكوت، سيتوبون ويعترفون بالمسيح ويخلصون، وهكذا يمكن أن يقول عنهم
المسيح إنهم سيذهبون إلى حياة أبدية.

(و) دينونة الملائكة: وسيشارك فيها المؤمنون (1كو 3: 6)،ويبدوا أنها
ستحدث في وقت دينونة الشيطان مع ارتباط ذلك بالعرش العظيم الأبيض (رؤ11: 20 15
 ،انظر أيضاً 2بط 4: 2،يهوذا 6) .

(ز) دينونة الأشرار: نقرأ عنها في سفر الرؤيا (20: 11 15). فالراقدون
الأبرار سيقومون في بدء ملك المسيح الألفي (رؤ 20: 4)، وليس للموت الثاني سلطان عليهم،أما
الأشرار فيجمعهم القول: "أما بقية الأموات فلم تعش حتى تتم الألف السنة"
(رؤ 20: 5)، فستكون دينونتهم أمام العرش العظيم الأبيض، على أساس أمرين: حسب
أعمالهم التي يمكن أن تخلصهم، وعدم وجود أسمائهم موجودة في سفر الحياة،"فكل
من لم يوجد مكتوباً في سفر الحياة طُرح في بحيرة النار" (رؤ20: 15
).

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي