ديونيسيوس
باكوس

 

اسم
يوناني معناه "من يعبد زيوس"، وهو أحد آلهة الأغريق، ولا يذكره هوميروس
مرتبطا بالكرم والخمر. وتصف إحدى الأساطير الإغريقية الإله ديونيسيوس قادماً من
الهند عابراً أسيا في موكب الظافر، تصحبه في رحلته آلهة الغابات، لها آذان مدببة
وأنوف فسطاء وذيول كذيول الماعز، ولذلك كانوا يطلقون عليها اسم "التيوس
" (satyrs انظر 2أخ 15: 11). ويقال إن الموطن الأول للكروم
هو تراقيا حيث أسس "ديونيسيوس" عبادته هناك، في أوربا أولاً ثم انتقلت
عبادته عبر بلاد البلقان حتى استقرت في طيبة (اليونانية). وتقول بعض الأساطير
المحلية إن "دنيسيوس" هو ابن زيوس من "سيميلي
" (Semele)،وأنه انتزع قبل أن يولد من رحم أمه عندما كانت تحترق أمام مجد
"زيوس" المتقد الذي أصرت أن تراه، وقد ولد "ديونيسيوس" في
الوقت المحدد من فخذ أبيه زيوس، الذي كان قد خيط فيه. وهناك أساطير كثيرة تدور حول
الإله "ديونيسيوس" لا يتسع المجال لسردها، فلم يكن بين آلهة الإغريق من
هو أقرب إلى خيالهم وأحب إلى قلوبهم من "ديونيسيوس"، وكانت
"التراجيديا" (المآسي) الإغريقية صورة من صور عبادة الإله
"باكوس" إله الخمر، الذي كان يجعل من الساذج حكيماً، ومن الفاجر مجنوناً.
لقد كان "ديونيسيوس" عندهم، يخاطب الحواس والروح في نفس الوقت. ولم يكن
في الأساطير المنسوجة حوله ما يبعث على الملل، فهي مليئة بالأفراح والأحزان، ففي
بعض جوانبها، تشجو بالألم، وفي جوانب أخرى تهزج بالنصر.

لقد
كان "ديونيسيوس" في الأساطير القديمة أحد صغار الآلهة، لم يذكر في
"الإلياذة
سوى مرتين، ومثلهما في"الأوديسة"، إلا أنه كان أقرب للإنسان من كل آلهة
الأوليمب العظام. فقد كانوا يتصورونه "إلهاً وإنساناً"، وكان محبوباً
جداً عند سكان المنحدرات المكسوة بالكروم في "أتيكا
" (Attica الاسم القديم لبلاد الإغريق) التي انتقلت إليها
عبادة "باكوس" من فريجية عن طريق تراقيا. وفي أعياد الكروم، كان يُفتح
برميل خمر من السنة المنصرمة، وعندما تدب الحياة في أغصان الكروم في السنة الجديدة،
كانوا يترنمون بأناشيد التسبيح المرحة للإله السخي الجوَّاد.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس س سفيرة زوجة حنانيا ا

وكان
دفن الخمر في ظلمة بطون الجرار في الشتاء، ثم فتحها في احتفالات الربيع، إنما
يرمزان إلى الصحوة الكبرى للإنسان نفسه، إلى قيامة عبدة الله إلى حياة أبهج وأكمل.
ولم تكن الخمر هي مظهر الخير الوحيد لإله، بل كان كذلك الزيت والقمح. كان
"ديونيسيوس" إلهاً للنشوة، ومانحاً للسعادة الجسدية، وإلهاً للحياة، كما
كان لبعض قوانين الطبيعة، مثل التكاثر والفناء، المجيء للحياة وفناء كل الأشياء،
الإثمار بأوسع معانيه، سواء في انبثاق الشجرة من البذرة المدفونة في الأرض، أو
تكاثر الكائنات الحية، ومن ثم كانت الأهمية الكبيرة لعضو التناسل في المواكب
المهيبة لتكريم ديونيسيوس. ولقد ظن نكانور (2مك33: 14)، وأنطيوكس إبيفانس (2مك7: 6)
خطأ أن اليهود لن يعترضوا على عبادة ديونيسيوس.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي