ذَهَبُ

 

أولاً:
المعدن وأوصافه في الكتاب: لم يتردد ذكر أي معدن في أسفار العهد القديم، ولا تعددت
أوصافه، مثل " الذهب " وهو بنفس اللفظ " ذهب " في العبرية .
والذهب من أثمن المعادن وأثقلها، إذ تبلغ كثافته 19.3 جم ودرجة انصهاره 1063ْم .
وهو أكثر المعادن قابلية للطرق والسحب إلى صفائح بالغة الرقة، أو أسلاك دقيقة .
كما أنه قابل للخلط بالكثير من المعادن الأخرى لصنع السبائك، مثل الفضة والنحاس
والبلاتين والحديد والبلاديوم والروديوم وغيرها
.

وقد
اقترن الذهب – في الكتاب المقدس – بأوصاف معينة مثل " نقي " (خر 25: 11
و 17)، و" مصفي " (1أخ 28: 18)، و " مطرق " (1مل 6: 35، 10: 16)،
وذهب " خالص " (1مل 6: 21، 7: 49، أيوب 28: 15، أم 3: 14) وذهب "
أوفير " (مز 45: 9)، وذهب " ابريز " (1مل 10: 18، أي 28: 17 .. الخ)
.

ثانياً:
مصادره: من المصادر التي ذكرت في العهد القديم، بالتحديد: " أرض الحويلة
" (تك 2: 11و12)، " أوفير " (1مل 9: 28، 10: 11، 22: 48، 1أخ 29: 4،
2أخ 8: 18، 9: 10، أيوب 22: 24، 28: 16، مز 45: 9، إش 13: 12)، وسبا أو شبا (1مل
10: 2 و 10، 2أخ 9: 1و9، مز 72: 15، إش 60: 6، حز 27: 22، 38: 13)، وبلاد العرب (2أخ9:
14) . وليس في استطاعتنا معرفة مواقع هذه الأماكن بالتحديد، وإن كان الأرجح أنها
تقع في شبه الجزيرة العربية
.

ولأن
التكوينات الجيولوجية في فلسطين وسورية تكوينات حديثة، فلا يوجد فيها ذهب، ولذلك
فإن الكميات الكبيرة من الذهب التي استخدمها بنو إسرائيل في إقامة الخيمة ثم بناء
الهيكل لم يستخرجوها من مناجم في بلادهم، بل كانت من الغنائم التي غنموها من سكان
البلاد (عد 31: 52)، أو ما أحضروه معهم من مصر (خر 3: 22) .ولعل هذا الذهب كان
مستخرجاً من أرض مصر أو من الهند، ويحتمل أنه كان من بلاد العرب، ونقل عن طريق
القوافل من بلاد العرب إلى فلسطين، أو عن طريق البحر في سفن صور (1مل 11: 10 و 22،
حز 21: 27و22)
.

ولكن
لا شك في وجود مناجم للذهب في مصر، فما زالت هناك بقايا تدل على أعمال التنقيب عن
عروق الذهب في صحراء مصر .وقد أعيد فتح بعض هذه المناجم . ونستدل على وجود مناجم
الذهب في بلاد المديانيين (في شمالي غرب الجزيرة العربية) من الغنيمة الهائلة من
الذهب التى أخذها بنو إسرائيل بدورهم على الجزء الأكبر من هذا الذهب، من أمم أضعف
منهم
.

ثالثاً:
أشكاله: يمثل الذهب جزءاً من الثروة التي يكتنزها كل بيت (تك 2: 13، 35: 24، تث 13:
8، 7: 17، يش 8: 22، حز 4: 28)، ولعله كان يختزن على شكل
.

أ
– كتل (أيوب 6: 28)
.

ب
– ألواح أو قضبان منتظمة أو غير منتظمة (عدد 14: 7 و20و84و86، يش 21: 7و24، 2مل 5:
5
) .

ج
– في صورة تبر (أيوب 6: 28
) .

د
– وكان من المعتاد أن يصاغ الذهب في صورة حلي للزينة أو لاكتناز الثروة .وما زالت
هذه العادة قائمة وبخاصة عند أهل الشرق الذين لا يستثمرون أموالهم بل يكتنزونها،
فنجد المرأة الفقيرة تظل توفر ما تستطيع من النقود حتى تستطيع أن تشتري سواراً من
الذهب لترتديه أو لتحتفظ به ليوم الحاجة (انظر تك 22: 24و53) . وكانت قيمة الحلي
تكمن في وزنها أكثر مما في جمالها (خر 22: 3، 2: 11، 35: 12) . ولم تكن العملات
الذهبية معروفة في العصور الأولى من العهد القديم
.

رابعاً:
استخداماته: (1) كما ذكرنا سابقاً، كان الذهب يعتبر أيسر الوسائل لاكتناز الثروة
.

(2) كحلي من مختلف الأشكال مثل: الحجول (عدد 50: 31)،
الأساور (تك 22: 24)، والسلاسل (تك 42: 41 نش 11: 1)، والأهلة (قض 26: 8)،
والتيجان (2صم 30: 12، أخ 2: 20)، والأقراط (خر 2: 32و3، عد 50: 31، قض 24: 8و26)،
والخواتم (تك 22: 24، 42: 41، يع 2: 2)، والقلائد (عد 50: 31، قض 26: 8)
.

(3) استخدم في تزيين أماكن العبادة، كما في صنع
تابوت العهد والكثير من أجزاء خيمة الشهادة (خر 25)، حيث نقرأ عن استخدام الذهب في
تغشية الخشب والمعادن، وفي صنع المنارات والصحاف والصحون، كما استخدمت كميات أكبر
من الذهب في بناء الهيكل (1مل6، 1أخ 28و29، 2أخ 19: 4-22)
.

(4) استخدم الذهب في صنع الأصنام (خر 23: 20،4: 32،
تث 25: 7، 17: 29، 1مل 28: 12، مز 4: 115، 15: 135، إش 22: 30، رؤ 20: 9)
.

(5) استخدم كمظهر من مظاهر الترف والفخفخة، فمن أبرز
مظاهر الترف – الذي يفوق كل تصور – ما كان في قصر سليمان من أواني الشرب الذهبية
(1مل 21: 10)، والعرش العاجي المغشي بذهب أبريز (1مل 18: 10)
.

وكانت
النذور التي تقدس، وما يكرس من الغنائم، من الذهب (خر 36: 25، عد 14: 7 و 20و84و86،
50: 31 و52و54، يش 19: 6 و24، 1صم 8: 6و11و15، 2صم 11: 8، 1أخ 7: 18 و
10و11، 14: 22 و16، مت 17: 23)،
وكانت هذه الكنوز هي أكثر ما يتعرض للنهب من الأعداء، أو يدفع لهم كفدية أو كجزية
(1مل 15: 15، 2مل 18: 12، 14: 14، 8: 16، 14: 18 – 16، 33: 21و35)، كما كان يؤخذ
كغنيمة (2مل 13: 24، 15: 25)
.

خامساً
– مجازياً: استخدم الذهب للتعبير عن الغنى الأرضي (أيوب 15: 3، 24: 22، إش 7: 2،
مت 9: 10، أع 6: 3، 33: 20، رؤ 12: 18)، كما أن عبارة " أنقى من الذهب "
تشير إلى خاصية الذهب في عدم قابليته للصدأ، كما تستخدم للتعبير عن عدم الفساد (أع
29: 17، 1بط 7: 1) . كما تشير تنقية الذهب إلى الطهارة البالغة، كما إلى اختبار
الثبات في الإيمان (أي 10: 23، أم 3: 17، إش 25: 1، ملاخى 2: 3، 1بط 7: 1، رؤ 18: 3)
. ونظراً لأنه أثمن المعادن، فقد كان يعبر به عن كل ما هو رفيع القدر وعظيم القيمة
(أم 14: 3، 10: 8و19، 16: 16، 12: 25)، ولذلك كان من أفضل ما يستخدم للعبادة (خر
25-40، رؤ 12: 1و13و20..الخ)، وفي زينة الملائكة (رؤ 6: 15)، والقديسين (مز 13: 45)
. كما شبهت به الرأس لأنها أثمن ما في الجسد (نش 11: 5، دانيال 38: 2 وكوز الذهب
في جا 6: 12)، و " كأس الذهب " إشارة إلى الانغماس في اللذات (إرميا 7: 51)
. وكان تاج الذهب يشير إلى العظمة الملكية (أستير 17: 2، 8: 6، أي 9: 19، رؤ 4: 4،
14: 14) . ويشير لبس الذهب إلى حب الترف والتنعيم الأرضي (إرميا 30: 4، 4: 10، 1تي
9: 2، 1بط 3: 3، رؤ 4: 17) . كما أنه تشبيه الإنسان بالذهب يشير إلى مدى نبله
وقدره (مراثي 1: 4و2، 2تي 20: 2)
.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي