راحة

Repos

مقدمة

أولاً:
الراحة والعمل

1. الراحة رمز التحرّر:

2. الراحة اشتراك في راحة الخالق:

3. الراحة والعيد:

ثانياً:
نحو راحة الله

1. أرض الميعاد صورة لراحة الله:

2. باكورة الراحة النهائية:

ثالثاً:
يسوع المسيح راحة النفس

1. الراحة والفداء:

2. اكتشاف راحة الرب:

3. راحة السماء:

 

 

مقدمة

تتنقل
حياة الإنسان دائبة بين القلق والاطمئنان، بين العمل والراحة. ولكي يعيش المرء ملء
العيش يبدو أن الأضداد يجب أن تتواجد بين يديه جنباً لجنب: الصيد والغنيمة، والبحث،
والرغبة والإشباع. فالإنسان إذا ما وجد شيئاً لا يفتأ يبحث عن جديد وبنَهَم. ويصف
صاحب كتاب الجامعة هذا التواتر، ولكنه يستنكر مئل هذا التأرجح، ويجدّه بمثابة
مطاردة للريح عبثاً (جامعة 1،2). وهو يفضل انتظار الموت لعله يضع حداً للباطل،
"لا يذوق الإنسان النوم في عينيه، لا في الهار ولا في الليل، ومهما جد في
البحث، فلن يدرك شيئاً (8: 16- 17)، يكفيه أن يطرب تحت نظر الله بالمتعة المتواضعة
في الوقت الحاضر (2: 24، 9: 7- 10). وإن تقليد الكتاب في مجموعه يحتفظ بهذا
التناوب والتأرجح. ويكتشف معناه: فكلّ ما يشكل عند الإنسان تتابعاً وتعباً، يتطابق
بعد تطهره، فيصبح تناغماً في الله. والراحة الحقيقية ليست في التوقف عن النشاط
ولكن في إتمامه وإذ ذاك يصبح تذوق الآجلة يبتدئ من الحاجلة.

أولاً:
الراحة والعمل

كان
لا بد لإسرائيل منذ أصوله أن "يقدس السبت " (خروج 20: 8)، وأن يكرّس
للرب يوم راحة، حتى في خلال أيام الحرث أو الحصاد (34: 11). وهناك سببان واردان
لهذه الفريضة.

1. الراحة رمز التحرّر:

يحدد
دستور العهد بدقة أنه ينبغي ترك الحيوانات والفعلة ترتاح أيضأ (23: 12). وبالاضافة
إلى هذا السبب المتعلق بالفائدة على مستوى الطبيعة، يورد كتاب التثنية سبباً من
نوعية تاريخية فلا بد لإسرائيل أن يذكر أنه أعتق من نير الأعمال الشاقة في مصر (تثنية
5: 15). فالراحة علامة الحرية.

2. الراحة اشتراك في راحة الخالق:

وبحسب
التقليد الكهنوتي، الإنسان الذي يحافظ على السبت يقتدي بالله، الذي بعد أن خلق
السموات والأرض، استراح واستعد أنقاسه في التيوم السابع. وإن اتّباع هذا الترتيب
هو "علامة للتوحيد بين الله ومؤمنيه" (خروج 31: 17، تكوين 2: 2- 3).
ولقد كان السبت يقدَس، فلأن الله يقدسه (راجع حزقيال 20: 12). فالراحة تظهر أن
ذاتي هي صورة الله: وهذا لا يعني فقط أني حر. بل أني ابن الله
".

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كينج جيمس إنجليزى KJV عهد قديم سفر أيوب Job 14

3. الراحة والعيد:

والسبت
لا يعني أن تتوقف عن العمل وحسب، بل أن تكرس قواك للإحتفال في فرح بالخالق
وبالفادي. و يمكن أن تسمي السبت "نعيماً"، لأن من يحترمه "بتنعم
بالرب" (إشعيا 58: 13- 14). وكان يمكن أن يؤدي السبت إلى الدخول في سر الله،
ولكن متى تصبح راحة السبت هي والله واحداً، كان لا بد وأن يجيء المسيح.

ثانياً:
نحو راحة الله

وقد
توصّل إسرائيل عن طريق آخر إلى اكتشاف الطابع الروحي للراحة التي كانت مفروضة عليه.
وهناك مواضيع أخرى سوف تختلط بالموضوع السابق، مثل النوم، والتنفس والإسترخاء عقب
مواجهة خطر، أو حزن، وسيعترف إسرائيل بأن الله وحده يهب الراحة بعد متاعب الهيمان
أو الحرب، أو السبي.

1. أرض الميعاد صورة لراحة الله:

كان
العبرانييون في خروجهم من مصر، يهربون من الرق، نحو أرض الحرية، وهذه الراحة
المرجوّة (يشوع 21: 43- 44) كان ينبغي أن تكون ثمرة غزو طويل المدى (مثلاً قضاة 1:
19- 21)، ريثما "يتخلص الملك داود أخيراً من جميع أعدائه" (2 صموئيل 7: 1).
ويستطيع سليمان أن يصرخ عند تكريس الهيكل: "تبارك الرب الذي وهب الراحة لشعبه
إسرائيل بحسب كل ما تكلم به!" (1 ملوك 8: 56). وفي زمن "ر جل
السلام"، يمنح الله "السلام والدعة" لإسرائيل (1 أيام 22: 9). ومن
الآن يمكننا تمضية أوقات راحة طيبة، كل واحد تحت شجر كرمه وتينه" (1 ملوك 4: 20،
5: 5). إنها لا تزال راحة أرضية تماماً. ولكها مضمونة من جانب الله، لأنه قرر أن
يأخذ هو ذاته راحةً في الهيكل (مزمور 132: 14): لقد بحث عمن كانوا يبحثون عنه،
فمنحهم الراحة (2 أيام 14: 6
).

إن
الأمانة للعهد تكيّف طبيعة الراحة في "الأرض" ومدتها. ولكنّ هذه الراحة
سرعان ما تحولت إلى استرخاء وتمرد على الله (تثنية 32: 15، نحميا 9: 25- 28)،
بينما يحل الخلاص في الاهتداء والهدوء (إشعيا 30: 15
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ب بلوط ط

ويخشى
آحاز أعداء الله (7: 2 و4) "ويُسئِمُ" الله بقلة إيمانه (7: 13). ومن ثم
فإن تهديد السبي والهيمان يثقل على الشعب، ولكن بعد آلام العقاب يفهم الشعب أكثر
فأكثر أنه سيحرر بفضل الله شخصياً (إرميا "3: 10- 11). وعندئذ سوف يستأنف
إسرائيل السير نحو راحته (31: 2)، نحو الرقص والطرب، والعزاء والتشبع من البركات
(31: 12- 13). فالراعي يعيد نعاجه إلى المراعي الخصيبة (حزقيال 34: 12- 16، إشعيا
40: 10- 11). وفي إطار هذه الصورة يُفضَّلُ الله المعطي على الأرض المعطاة، فيسير
إسرائيل مسيرته نحو راحة الرب.

2. باكورة الراحة النهائية:

لم
ينتظر إسرائيل مجيء يوم الرب لاكتشاف أفراح الراحة الروحية من مسالك عديدة. ففي
الاضطهاد (مزمور 55: 8)، وفي المحنة (66: 12)، أو في اختبار العدم (39: 14)، يسأل
صاحب المزامير الرب أن يدعه "يتنفس قليلاً" أو أن "يسكن جسده على
الرجاء" (16: 9). فهو يسلّم ذاته للراعي الذي يورده مياه الراحة (23: 31). إن
هذه الراحة الداخلية تقدمها الشريعة": فالسير في الطريق الصالح معناه
"إيجاد الراحة" (إرميا 6: 16). أما الفقراء "فيسرعون ويضجون، ولا
أحد يذعرهم" (صفنيا 3: 13). أما المنافقون فهم كالبحر الهائج الذي لا يمكن أن
يهدأ … (إشعيا 57: 20
).

واعتماداً
على اختبار الحب الذي يقوم على البحث والتلاقي معاً. هناك الهرب ثم المتابعة. حيث
تحلم الخليلة في كتاب نشيد الأناشيد بساعة الظهيرة، ساعة الراحة التامة التي تضع
حداً لكل هيم وشرود (نشيد 1: 7)، فهي في الواقع تارةً تدعي أنها مريضة بالحب تحت
وطأة عناق الحبيب (2: 5- 6)، وأحياناً أخرى تطارد دون ضابط من كانت تظن أنها لن
تطلقه (3: 21 و 4). إنها تذوق بالتأكيد تواً حضور الحبيب، ولكنها لن تتغلب على هذه
المناوبة إلا في اللحظة التي يجعلها فيها الحبيب تجتاز عتبة الموت (8: 6
).

والحكمة
بدورها تعد بالراحة كل من يبحث عنها. فبعد السعي الحثيث يفوز بها الباحث (سيراخ 6:
28). وإذا لاحظ الحكيم "كيف تعب قليلاً ووجد لنفسه راحة كبيرة" (51: 35)،
فرجع ذلك أن الحكمة قد بادرت باختيارها إسرائيل موضعاً لراحتها الخاصة، راحة هي
نشاط متسامٍ (24: 7- 11
).

وهل
كان "هذا الشعور المسبق بالراحة في الله. كافياً لأيوب حتى يتخطى تجاربه؟ فإن
الله لم يتركه "يأخذ نفسه" (أيوب 9: 18)، فكيف كان يتمنى الموت،
"لينام فيستريح "؟ (3: 13). فإن كل شيء سوف يتغير عندما يخترق نور
القيامة ظلمات القبر. "وأنت أذهب إلى الإنقضاء"، وستستريح وتقوم في
قرعتك إلى إنقضاء الأيام (دانيال 12: 13). وبذلك يكون نوم الموت بالنسبة إلى
المؤمن شعوراً مسبقاً براحة الله.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس س ساريد 1

ثالثاً:
يسوع المسيح راحة النفس

1. الراحة والفداء:

وفي
مواجهة الفريسيين، يعيد المسيح المعنى الحقيقي للسبت: "إن السبت جعل لإنسان،
وما جعل الإنسان للسبت" (مرقس 2: 27)، من أجل خلاص الحياة (3: 4)، ينبغي أن
تعني الراحة تحرر الإنسان، وتجلي مجد الخالق. ويعطي المسيح هذه العلامة معناها
الحقيقي، بأن شفى في ذاك التيوم المرضى "بحله المرأة المربوطة" منذ عدة
سنوات (لوقا 13: 16
).

وهكذا
يظهر ذاته "سيد إلسبت" (متى 12: 8)، لأنه يحقق ما كان السبت رمزاً له.
فبالمسيح تعني الراحة تحرير أبناء الله. فحتى يستحق لنا هذا التحرير وهذه الراحة،
أراد الفادي اّلا يكون له "ما يضع عليه رأسه
"، klinein (متى 8: 20)،
على ضوء ما يوضع الرأس عادة على "مرقد
" "kline " لن
يريحها
""،klinein " إلا
لحظة موته (يوحنا 19: 30) على الصليب.

2. اكتشاف راحة الرب:

ومن
أجل أن يبرر يسوع نشاطه يوم الراحة، يقول: إن أبي ما يزال يعمل وأنا أيضاً أعمل
(يوحنا 5: 17). ففي الله العمل والرِاحة لا يتعارضان، ولكن يعبران عن الصفة
المتسامية للحياة" الإلهية. ذلك هو السر الذي أعلنته الحكمة في الراحة خلال
ممارسة العمل (سيراخ 24: 11). إن عمل المسيح وعمل فعلة الحصاد عبارة عن توفير
الإسعاف في فرح، للنعاج المتعبة والمنهوكة (متى 9: 36، راجع يوحنا 4: 36- 38). لأن
يسوع يعرض الراحة للنفوس التي تأتي التيه (متى 11: 29
).

3. راحة السماء:

إن
"راحة الرب" التي كان العبرايون يظنون إنهم يبلغونها بدخولهم أرض
الميعاد، كانت مخصصة لشعب الله، لأولئك الذين يبقون أمناءّ ومطيعين ليسوع المسيح: هذا
هو التعليق المفسر على المزمور 95 المنوه به في الرسالة إلى العبرايين (عبرانيون 3:
7- 4: 11). وهذه الراحة هي السماء، حيث يدخل الأموات الذين يموتون قي رضا الرب.
"فليستريحوا منذ التيوم، من المتاعب، لأن أعمالهم تصحبهم (رويا 14: 13).
والراحة في السماء ليست اذن أن نتوقف عن نشاطنا، ولكن أن نكمّله، فإذا كان لا راحة
في النهار والليل للساجدين للوحش (14: 11)، فجدير بالأحياء ألا يكفوا عن ترديد
تسبحة الله المثلث القداسة ليل نهار (4: 8
).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي