راعٍ
ورعية

pasteur et trupeau

مقدمة

العهد
القديم

1. يهوه قائد القطيع وأبوه:

2. القطيع ورعاته:

العهد
الجديد

1. يسوع الراعي الصالح:

2. الكنيسة ورعاتها:

 

 

مقدمة

إن
استعارة الراعي الذي يقود قطيعه، تتأصل بجذورها، في خبرة رؤساء آباء إسرائيل الذين
يصفهم الكتاب "بالآراميين التائهين" (تثنية 26: 5) والذين عاشوا في إطار
حضارة الرعاة (راجع تكوين 4: 2). وتعبر هذه الاستعارة بشكل رائع عن ناحيتين من
السلطة"، يتعارضان في ظاهرهما وقلّما يجتمعان معاً. إن الراعي هو في الوقت
نفسه قائد ورفيق. هو رجل قويّ، قادر على أن يدافع عن قطيعه ضذ الحيوانات الضارية
(1 صموئيل 17: 34- 37، راجع متى 1: 16، أعمال 20: 29). وهو أيضاً يعامل نعاجه برقة،
فيعرف وجوهها (أمثال 27: 23)، ويتكيف وفق حالها (تكوين 33: 13- 14)، ويحملها على
راعيه (إشعيا 40: 11، ويعزّ الواحدة والأخرى "كابنته" (2 صموئيل 12: 3).
لا جدال في سلطته، فهي مؤسسة على البذل والمحبة. في الشرق القديم (بابل وأشور) كان
الملوك يعتبرون أنفسهم، عن طيبة خاطر، رعاة قد عهدت التيهم آلهتهم بجمع نعاج
القطيع والاهتمام بها. على هذه الخلفية، يفضل الكتاب المقدس العلاقات التي تربط
ببن الله وإسرائيل، خلال المسيح ووكلائه.

العهد
القديم

1. يهوه قائد القطيع وأبوه:

بعكس
ما يتجه التيه التفكير، لا يحمل الله إلا نادراً جداً لقب الراعي، ولا نجد هذه
التسمية إلا في نصين قديمين (تكوين 49: 24، 48: 15) وابتهالتين في كتاب المزامير
(مزمور 23: 1، 80: 2). ويبدو أن هذا اللقب سيظلّ محفوظاً لذلك المزمع أن يأتي.
ومقابل ذلك، إن لم يحمل يهوه هذا اللقب مجازياً، إلا أنه يمكن تطبيق مثل الراعي
الصالح على علاقة الله مع شعبه. وأثناء الخروج، "قاد الله شعبه وغنمه"
(مزمور 5 9: 7)، "مثل قطيع في البرّية" (مزمور 78: 2 5- 53)، يرعاه
"كالراعي" يجمع الحملان بذراعه ويحملها في حضنه ويستاق المرضعات
رويداً" (إشعيا 40: 11). وهكذا يواصل الله رعي شعبه (مزمور 80: 2). إلا أن
إسرائيل يشبه عجلة جامحة أكثر مما يشبه حملاً في الرحاب (هوضع 4: 16). فلا بد من
انقياده إلى السبي (إرميا 13: 17). حينذاك سيورده يهوه مجدداً إلى ينابيع المياه
الحية (إشعيا 49: 10) ويجمع النعاج المشتّتة (راجع 56: 8) "وهو يصفر
لها" (زكريا 10: 8). ويبدي العناية نفسها إزاء كل مؤمن، بحيث لا بعوزه شيء
ولا يخاف سوءاً تحت ظل عكّاز الله (مزمور 23: 1 4). أخيراً تمتدّ رحمة الله إلى
كلّ ذي جسد (سيراخ 18: 13
).

هل تبحث عن  الكتاب المقدس أخبار سارة عربية مشتركة عهد قديم سفر أخبار الأيام الأول 15

2. القطيع ورعاته:

إنّ
الرب يعهد إلى عبيده بالنعاج التي يرعاها هو بنفسه (مزمور 100: 3، 79: 13، 74: 1،
ميخا 7: 14): يهديها "على يد موسى" (مزمور 77: 21)، ولئلا تبقى
"جماعة الرب كغنم لا راعي لما"، يعين يشوع قائداً خلفاً لموسى (عدد 27: 15-20).
ويأخذ داود من حظاثر الغنم، ليرعى شعبه (مزمور 78: 0 7- 72، 2 صموئيل 7: 8، راجع 5:
2، 24: 17
).

وبينما
يحصل القضاة (2 صموئيل 7: 7)، ورؤساء الشعب (إرميا 2: 8)، وكبراء الأمم (إرميا 25:
34- 36، ناحوم 3: 18، إشعيا 4، 4: 28)، على لقب الراعي، فإن هذا اللقب، كما أنه لم
ينسب إلى يهوه، كذلك لم يؤل صراحة إلى ملوك إسرائيل، ومع ذلك فان هذا الدور ينسب
التيهم (1 ملوك 22: 17،إرميا 23: 1- 2، حزقيال 34: 1-1)، ذلك ما يبيًن أن اللقب
محفوظ لداود الجديد، مما يشكل عنصراً من عناصر رجاء الأزمنة الأخيرة. تلك هي رسالة
حزقيال التي مهدت لها رسالة إرميا، ان يهوه يستعيد قيادة قطيعه، وسوف يعهد بها إلى
المسيّا.

حقاً
لقد خان رعاة إسرائيل رسالتهم، فلم يلتمسوا الرب (إرميا 10: 21)، وتمردوا عليه (2:
8) ولم يرعوا الغنم، بل رعوا أنفسهم (حزقيال 34: 3)، وشتتوا الغنم و بددوها (إرميا
23: 1- 2، 5: 6، حزقيال 34: 10). و"استرعى الريح جميع هؤلاء الرعاة"
(إرميا 22: 22). وبحسب أمنية النبيّ (ميخا 7: 14- 15) سيتولّى يهوه أمر القطيع
(إرميا 23: 3)، ويجمعه (ميخا 4: 6)، ويعيده إلى مرتعه (إرميا 50: 19)، وأخيراً
يحفظه (إرميا 31: 10، حزقيال 34: 11- 22). ثم يحاول أن يوفر له "رعاة على وفق
قلبه فيرعونه بعلم وعقل" – (إرميا 3: 15، 23: 4). أخيراً، وبحسب قول حزقيال،
لن يكون هناك إلا راعٍ واحد، هو داود الجديد، وإله واحد، هو الرب (حزقيال 34: 23-
24). هكذا يكون "غنم مرعاي" (34: 1 3) ويكثرعدداً (36: 37- 38)، وتحت
سلطة هذا الراعي الواحد، سيصبح يهوذا وإسرائيل، برغم عداوتهما السابقة، أمة واحدة
(37: 22 و 24، راجع ميخا 12: 2- 13
).

غير
آنه، بعد السبي، لم يتجاوب رعاة الجماعة مع اننظار يهوه، وعاد زكريا إلى محاجته
ضدهم. منبئاً بمصير الراعي المزمع أن يأتي. سوف يفتقد الله في غضبه هؤلاء الرعاة
الأشرار (زكريا 10: 3، 11: 4- 17)، ويبرز عليهم السيف (13: 7)، وبعد تنقية اسرائيل،
تبقى منه بقيَة (13: 8- 9). ويدعونا إطار النبوّة أن نرى في الراعي المضروب
(بالسيف) (13: 7)، لا الراعي الأحمق (11: 15- 17)، ولكن الراعي المطعون المذكور في
12: 10، الذي سيخلص الكثيرين بموته (13: 1- 6). إنّ هذا الرعي يتطابق واقعياً مع
العبد الذي، مثل نعجة لم تفتح فاها، عليه أن يبرّر، بذبيحته، النعاج الميتة (إشعيا
53: 76 و11- 12
).

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد قديم سفر حزقيال 35

العهد
الجديد

في
زمن المسيح، كان الرعاة موضوع أحكام متعارضة، فالبعض يرون فيهم لصوصاً وقتلة نظراً
للشريعة التي لم يكن في استطاعتهم ممارستها، غير أن البعض الآخر كانوا يحتفظون في
ذاكرتهم بنبوة الراعي المزمع أن يأتي.وقد أتم يسوع هذه النبؤة ويبدو أنه أراد وضع
الرعاة في صفوف "الصغار" الذين، مثل العثشارين والبغايا، يقبلون بطيبة
خاطر البشارة السّارة. ويمكننا أن نفسر بهذا المعنى ترحيب رعاة بيت لحم بيسوع،الذي
يرجح أن يكون قد ولد في حظيرتهم (لوقا 2: 8-10). وبأمانة إزاء تقليد الكتاب المقدس،
يصف بسوع عناية الله الرحيمة، تحت سمات الراعي الذي يمضي في طلب النعجة الضالة
(لوتا 15: 4- 7). ومع ذلك، في شخصه يتحقق انتظار الراعي الصالح، وهو يكلف بعض
الرجال بخدمة رعوية في الكنيسة.

1. يسوع الراعي الصالح:

تقدّم
الأناجبل الإزائية ملامح كثيرة تشير إلى الإستعارة الواردة في القديس يوحنا: إن
ميلاد يسوع في بيت لحم قد حقق نبوة ميخا (متّى 2: 6، ميخا 5: 1)، وتكشف رحمته أنه
الراعي الذي كان يريده موسى (عدد 27: 17) والذي يأتي لنجدة نعاج لا راعي لها (متى
9: 36، مرقس 6: 34). ويعتبر يسوع نفسه مرسلاً إلى الخراف الضالة من آل إسرائيل
(متى 15: 24، 10: 6، لوقا 19: 10)، ويجمع حوله " الفطبع الصغير"، أي
التلاميذ (لوقا 12: 32)، وهم نواة جماعة الأزمنة الأخيرة التي وعدها الله بملكوت
القديسين (راجع دانيال 7: 27). وسوف يلقى القطيع اضطهادات الذئاب الحاطفة من الخا
رج (متى 7: 16، رومة 8: 36)، والذئاب المقنعة في ثوب النعاج من الداخل (متّى 7: 15).
وسوف يتفرق، ولكن، بحسب نبوة زكريّا، سيجمعه الراعي المطعون في جليل الأم (متى 26:
31- 32، زكريا 13: 7). وأخيراً، في آخر الأزمنة، سوف يفصل رب النعاج الأبرار عن
الأشرار (مّتى 25: 31- 32
).

ويقدم
كتبة آخرون للعهد الجديد بهذه الروح عينها "راعي الخراف العظيم"
(عبرانيين 13: 20)، وهو أكبر من موسى، و"راعي الرعاة" (1 بطرس 5: 4)،
وراعي النفوس وحارسها، الذي أرجع النفوس الضالة وشفاها بجراحه (1 بطرس 2: 24-25).
أخيراً، في كتاب الرؤيا، الذي يتبع، فيما يبدو، تقليداً دخيلاً يبرز صفة المسيا
المنتظر، يصبح المسيح الحمل راعياً يهدي إلى ينابيع ماء الحياة (رؤيا 7: 17)،
ويقرب الوثنيّين بعصا من حديد (19: 15: 12: 5
).

وفي
الإنجيل الرابع، تشكل هذه البيانات المتفرّقة مشهداً عظيماً، يقدم فيه صورة
الكنيسة الحيّة تحت عصا الراعي الواحد (يوحنا10). ولكن ببدو فيه فارق دقيق: ليس
الملك هو المقصود، سيد القطيع، بقدر ما هو ابن الله الكاشف لذويه محبّة الآب، حيث
يسترجع يسوع في كلامه المعطيات السابقة ويتعمّق فيها. فمثلما ورد في حزقيال 34: 17،
يتعلق الأمر بموضوع دينونة (يوحنّا 9: 39)، ويشبه إسرائيل نعاجاً مستنزفة (حزقيال
34: 3)، مسلمة "لسرّاق ولصوص" (يوحنا 10: 1 و10)، مشتتة (حزقيال 34: 65
و12، يوحنا 10: 12). فإن يسوع، مثل ما قيل عن يهوه، يخرجها و"في مرعى صالح
يرعاها" (حزقيال 34: 10- 14، يوحنا 10: 11 و3 و9 و16). فحينئذ تعرف الربّ
(حزقيال 34: 27 و30، يوحنا 10: 15) الذي يخلصها (حزقيال 34: 22، يوحنا 10: 9)0 إن
"الراعي الواحد" المنتظر (حزقيال 34: 23)، يعلن يسوع أنه هو بالذات
(يوحنا 10: 11
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ إمبراطورية رومانية ة

ويوضّح
يسوع أيضاً أنّه هو الوسيط الوحيد، الباب الذي به نصل إلى الخراف (10: 7) ومنه
نخرج إلى المرعى (10: 9- 10). هو وحده الذي يقوض السلطة الرعوية (راجع 21: 15- 17)،
وهو وحده الذي يعطي الحياة في ملء حرية الدخول والخروج (راجع عدد 27: 17). وعلى
المعرفة" المتبادلة بين الراعي وخرافه (يوحنّا 10: 3- 4 و14- 15)، يقيم يسوع
حياة جديدة مبنية على المحبة المتبادلة التي توحد بين الآب والابن (14: 20، 15: 10،
17: 8- 9 و18- 23). وأخيراً، فإنَ يسوع هو الراعي المثالتي، لأنه يبذل نفسه عن
الخراف (10: 15 و17- 18). فهو ليس "مضروباً" فحسب (متىّ 26: 31، زكريا
13: 7)، بل إنّه بذل نفسه باختياره (يوحنا 10: 18). والنعاج المشتتة التي يجمعها
تأتي على السواء من حظيرة إسرائيل ومن الأمم (10: 16، 11: 52). أخيراً، فإن القطيع
الواحد الذي
جمعه يسوع هكذا يظلّ موحّداً إلى الأبد، لأن محّبة الآب القدير هي التي تحفظه
وتكفل له الحياة الأبدية (10: 27- 30
).

2. الكنيسة ورعاتها:

في
نطر القديس يوحنا، يعتبر الحديث عن الراعي الصالح الإنطلاقة الأولى لتأسيس الكنيسة.
يرحّب يسوع بالمولود الأعمى بعد شفائه، وقد طرده من المجمع رؤساء إسرائيل الأشرار.
ويكلف بطرس، بعد القيامة، برسالة رعاية الكنيسة جمعاء (21: 16). ويتولى "رعاة
" آخرون (أفسس 4: 11) مهمة السهر على الكنائس وهم الشيوخ والأساقفة (1 بطرس 5:
31، أعمال 20-28) واقتداء بالرب، يجب على هولاء الرعاة أن يطلبوا " النعجة
الضالة (متى 18: 12-14)، ويكونوا على يقظة من الذئاب الخاطفة ممّن لم يشفقوا على
القطيع"، ومن العلماء الكذبة الذين يجذبون الناس إلى الضلال (أعمال 20: 28-30).
وتوحي مجرّد تسمية "الراعي " بفضائل الرعاة ومسلك يهوه في العهد القديم.
ويذكر العهد الجديد ببعض سمات هذا المسلك: يجب على الرعاة أن يرعوا كنيسة الله
بحمية ونزاهة (راجع حزقيال 34: 2- 3)، وأن بصبحوا مثالاً للقطيع. حينذاك يمنحهم
"رئيس الرعاة أكليلاً من المجد لا يذوى" (1 بطرس 3: 5-4
).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي