ربلة

 

اسم
عبري لا يعلم معناه بالضبط،ولعل معناه جمهور أو كثرة، (فربلوا-في اللغة العربية-
معناها " كثروا ونموا
"):

(1) هو أسم مدينة في أرض حماة (2 مل 23: 33، 25: 21) في سوريا، تبعد نحو
ستة وخمسين كيلو متراً إلى الشمال الشرقي من بعلبك، وكان يطلق عليها اسم "
شابتونا "في السجلات المصرية القديمة من أيام تحتمس الثلث ورمسيس الثاني.

قام
فرعون نخو ملك مصر بحملة عبر فلسطين في 608 ق.م. في ايام يوشيا ملك يهوذا (2مل 23:
28- 35). وفي محاولة لإيقاف تقدم فرعون، فقد يوشيا حياته في مجدو، فأقام الشعب
يهوآحاز ملكاً عوضاً عن يوشيا ابيه، ولم يسعد فرعون مصر بهذا الاختيار الشعبي، كما
لم يرض عنه الله لأن يهوآحاز " عمل الشر في عيني الرب حسب كل ما عمل آباؤه
" (2مل 23: 32). فأسر فرعون نخو يهوآحاز في " ربلة " في ارض حماة
لئلا يملك في أورشليم، كما فرض غرامة فادحة على البلاد. ويبدو أن " نخو
" وصل إلى نهلر العاصي، في ذلك الوقت وجعل من " ربلة " قاعدة لجيشه،
وأقام نخو حاكماً آخر على يهوذا هو " ألياقيم بن يوشيا وغيَّر اسمه إلى
" يهوياقيم " وهو الأخر الأكبر ليهوآحاز.

 وفي 605 ق.م. انتقلت السيطرة إلى يد نبوخذ نصر ملك بابل، فجعل البابليون
من " ربلة " مركزاً لعملياتهم الحربية في فلسطين. وقد سعى صدقيا- الملك
الجديد الذي أقامه نبوخذ نصر على عرش أورشليم- إلى مقاومة تلك التبعية لبابل وتمرد
على ملك بابل . وعندما حاصر جيش نبوخذ نصر أورشليم هرب صدقيا، إلا أنهم أسروه
بالقرب من أريحا " وأصعدوه إلى عيني صدقيا وقيدوه بسلستين من نحاس وجاءوا إلى
بابل " (2مل 25: 1-7- انظر أيضاً إرميا 52: 24-27
).

هل تبحث عن  م الأباء يوحنا سابا 00

 وتقع ربلة- مسرح هذه الأحداث- على بعد نحو ثمانين كيلو متراً إلى
الجنوب من حماة وعلى بعد نحو 88 كيلومتراً إلى الشمال من دمشق، وأعلى بحيرة "
حمص " وما زالت تعرف باسمها القديم.

 وكان موقع ربلة موقعاً استراتيجياً خطيراً فهي تتحكم في الينابيع
الوفيرة التي تغذى نهر العاصي، في وسط سهل خصيب تكثر به حقول القمح الغنية، وكذلك
المراعي للبهائم، التي تمتد إلى حماة والفرات. كما تتحكم " ربلة " في
طرق التجارة العظيمة، وتسيطر على الطرق الحربية في المنطقة المتوسطة بين مصر وأرض
ما بين النهرين. كما أن ربلة تقع عند مفرق العديد من الطرق، وتشرف على فينيقية
وفلسطين ودمشق. وعلى بعد عدة كيلومترات إلى الجنوب منها، توجد طيق محصورة بين
الجبال على جانبيه، يمثل ممراً بين عدة مناطق مما يسمح لقوة قليلة بالدفاع عن
الموقع ضد جيوش ضخمة، وهو ما يفسر لنا سبب اختيار فرعون " نخو " لها
لتكون مقراً لقيادة جيوشه، كما اختارها أيضاً البابليون لتكون مركزاً لعملياتهم
الحربية.

" ربلة " اسم موقع ذكر باعتباره الحدود
الشقية لإسرائيل (عدد 34: 11) . لكنه لم يذكر في سف حزقيال (47: 15-18). وكانت
ربلة هذه تقع إلى الشرق من " عين "، ولعلها ليست سوى " مرج العيون
"، وعليه لا بد أن نبحث عن " ربلة " هذه بالقرب من حرمون حيث يسمى
أحد المواضع هناك باسم " جبل أربل
".

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي