رجس

 

هناك
ثلاث كلمات عبرية تترجم إلى العربية بمعنى " رجس " أو " مكروه
" وفى جميع المواضع (فيما عدا تك 43: 32، 46: 34) تشير إلى الأشياء أو
الممارسات التى يبغضها الرب " يهوه " وتتعارض مع مطالبه الأدبية
والطقسية . وهى وان كانت أصلا تتفاوت فى شدتها، إلا أنها تؤدى معنى النجاسة والفعل
القبيح الذى يثير الاشمئزاز والنفور . والكلمات العبرية هى:

(1) " توباه " وهى اكثر الكلمات
العبرية استخداما للتعبير عن هذا المعنى وهى تشير إلى أشد درجات النجاسة التى تجرح
الإحساس الدينى، كما فى القول: " إن المصريين لا يقدرون أن ياكلوا طعاماً مع
العبرانين لأنه رجس عند المصريين " (تك 43: 32) فقد كان العبرانيون بغيضين
لدى المصريين باعتبارهم غرباء من طبقة أدنى، وبخاصة لأنهم كانوا رعاة (تك 46: 34)
. بل كان شعور المصريين تجاه
اليونانيين شبيها بذلك لأن هيرودوت يقول: " إن المصريين لا يقِّبلون فى فمه،
ولا يستخدمون صحفته، ولا يتذقون لحما قطعته سكين يونانى
" .

ومما
وصف بأنه " رجس فى العهد القديم، آله الوثنين، مثل " عشتورث رجاسة
الصيدونين (الفينقين) وكموش رجاسة الموآبين، وملكوم كراهة بنى عمون
" (2 مل 23: 13) .

وعندما
احتج فرعون على رحيل بني إسرائيل، وطلب منهم أن يذبحوا لآلهتهم فى أرض مصر، أجابة
موسى: " إن ذبحنا رجس المصريين (أى الحيوانات التى يعبدها المصريين والتى
تعتبر رجسا " توباه " عند الإسرائيليين) أمام عيونهم،؟أفلا يرجموننا؟
" (خر 8: 26)
.

ومما
تجدر الأشارة إليه أن " الرجاسة
" " لم تكن تطلق على الأوثان ذاتها فحسب،
بل كانت تشمل كل ما يقدم إليها . وكل ما يتعلق بهذه العبادات المحرمة كان يعتبر
رجسا " لأنه رجس عند الرب إلهك " (تث 7: 25) ويضيف كاتب سفر التثنية
عبارات موضوعية تنتاسب مع روح الناموس: " ولا تدخل رجسا إلى بيتك لئلا يكون
محرما مثله . تستقبحه وتكرهه لأنه محرم " (تث 7: 26) . وقد استخدمت كلمة
" توباه " مرادفا للأوثان (انظر خر 8: 26، تث 32: 16، 2 مل 23: 13، إش
44: 19)

.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد قديم سفر القضاة وليم كيلى 09

كما
يعتبر رجساً (توباه) كل ما يتصل بالسحر والعرافة وخطايا الجنس (تث 22: 5، 23: 17 و
18، 24: 4) وبخاصة السفاح وغير ذلك من الخطايا " لأن جميع هذه الرجسات قد
عملها أهل الأرض الذين قبلكم فتنجست الأرض " (لا 18: 27، انظر حز 8: 6 – 15)
.

كما
امتد استخدام هذه الكلمة " توباه " إلى جوانب أدبية وروحية فاستخدام
أوزان أو مكاييل كبيرة وصغيرة " مكروهة لدى الرب " (تث 25: 13 – 16) .
وشفتا الكذب " (أم 12: 22) و " متشامخ القلب " (ام 16: 5) و "
طريق الشرير " (ام 15: 9)، و " افكار الشرير " (ام 15: 26) و
" مبرئ المذنب ومذنب البريء " (ام 17: 15) . كل هذه كانت رجاسة أو مكرهة
فى عين الرب
.

ثم
نجد ان الحكماء والأنبياء قد اتفقوا على ان اى ذبيحة لا تقدم من قلب طاهر، هى
" رجس " مهما كانت خالية من أى عيب جسمانى: لا تعودوا تأتون بتقدمة
باطلة . البخور هو مكرهة لى " (إش 1: 13، إرميا 7: 10) .و " ذبيحة
الأشرار " و " صلوات من يحول أذنه عن سماع الشريعة " هى رجس (ام 15:
8، 21: 27، 28: 9)
.

(2) " شيكس أو شيكوس ": وهى وإن كانت
تحمل – بصورة عامة – درجة أقل من دواعى الكراهية والبغضة عما تعبر كلمة "
توباه " إلا أنها فى بعض الأحيان تتساوى معها فى المعنى فنجد كلمة "
توباه " فى العبارة " لا تأكل رجساً " (تث 14: 3) كمقدمة للشريعة
التى تحرم استخدام الحيوانات النجسة اما فى اللاويين فى نفس الوصية، فنجد ان
الكلمة المستخدمة هى " شيكس " وتترجم إلى مكروه "ط (لا 11: 10 – 13
و 20 و 23 و 41 و 42)، وإلى " رجس
"

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ أوزاي 1

(إش 66: 17) وإلى " نجس " (حز 8: 10)
كما يأمرهم قائلا: " لا تنجسوا (شيكس أنفسكم " (لا 11: 43) . وهكذا نجد
ان كلمة " شيكس " قد استخدمت فى بعض الأحيان مرادفه لكلمة " توباه
" او مرتبطة بها فتشير إلى أعمال مقيته او كريهة جداً كعبادة الأوثان (تث 29:
17، إرميا 4: 1، 13: 27، حز 20: 7 و 8 هوشع 9: 10)، " ومكرهاتهم ورجاساتهم
" (إرميا 16: 18، حز 11: 18 – 21) . كما استخدمت مرادفه لكلمة " توباه
" فى الاشارة إلى " ملكوم رجس العمونيين " (1 مل 11: 5)
.

(3) " بيجُّول ": وتستخدم فى الاشارة
إلى الذبيحة التى تجاوزت مدتها ففقدت شرعيتها او فسدت، وإلى اللحوم النجسة (انظر
لا 7: 18، 9: 17، اش 65: 4، حز 4: 14 انظر أيضا ملاخى 1: 7)
.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي