ركابيون
هم
نسل يوناداب (يهوناداب) ابن ركاب، ويبدو أن ركاب كان من عشائر القينيين الذين
دخلوا أرض كنعان مع بني اسرائيل (1 أخ 2: 55)، وفي عهود الملكية، أدرك ركاب أن
الاختلاط بالشعوب الكنعانية هو على ارتداد الشعب وانحرافه عن وصايا الله، فأوصى
أبناؤه بالعودة إلى الحياة البدوية بكل بساطتها، فلا يشربوا خمراً هم وبنوهم، ولا
يبنوا بيوتا، ولا يزرعوا زرعاً، ولا يغرسوا كروما، وأن يسكنوا في خيام كل أيامهم،
لكي تطول أيامهم على وجه الأرض التي تغربوا فيها (ارميا 35: 5 – 7)، ولكن حدث
" لما صعد نبوخذ راصر ملك بابل إلى الأرض " أنهم اضطروا للدخول إلى
اورشليم والسكني فيها (ارميا 35: 11) .
ويبدو
ارتباط ركاب بالرب الهه في أسماء أبنائه (يهوناداب يازينيا، حبصينا) فجميعها تشتمل
على اسم " يهوه أو ياه " (ارميا 35: 3) وكان يوناداب – رأس بيت
الركابيين – قد ساعد ياهو ملك اسرائيل في القضاء على عبادة البعل (2 مل 10: 15 و
23)، وفي زمن إرميا النبي اتخذ النبي من بيت الركابيين درسا لبني اسرائيل، فدخل
ببني بيت الركابيين إلى بيت الرب إلى مخدع بني حانان بن يجدليا رجل الله، وجعل
أمامهم طاسات ملآنة خمراً، وأقداحاً، وطلب منهم أن يشربوا خمراً، فأبوا طاعة لوصية
أبيهم يوناداب بن ركاب . واستخدم النبي ارميا أمانة الركابيين لوصية أبيهم مثالاً
لتوبيخ بني إسرائيل على عدم أمانتهم للرب، لأن الركابيين قد حفظوا " وصية
أبيهم " أما بني إسرائيل فلم يميلوا أذانهم للرب ولم يسمعوا له .
وقد
وعد الرب – على لسان إرميا – بيت الركابيين قائلاً: " من أجل أنكم سمعتم
لوصية يوناداب أبيكم وحفظتم كل وصاياه وعملتم حسب كل ما أوصاكم به، لذلك .. لا
ينقطع ليوناداب بن ركاب انسان يقف أمامي كل الأيام " (إرميا 35: 18 و 19) وقد
تحقق هذا الوعد هكذا:
(1) جاء في عنوان المزمور الحادي والسبعين في
الترجمة السبعينة: (الذي كان يترنم به بنو يهوناداب والراجعون الأوائل من السبي) .
(2) نقرأ في سفر نحميا عن " ملكيا بن ركاب
" الذي رمم باب الدمن في سور أورشليم (نح 3: 14) .
(3) يقول التقليد اليهودي أن الركابيين انضموا إلى
خدمة الهيكل عن طريق تزويج بناتهم للكهنة .
(4) يذكر " هيجسبوس " (Hegesippus ) أن
كاهنا ركابيا قد احتج على مقتل يعقوب أخي الرب .
(5) جاء في التلمود أنه كان للركابيين يوم خاص
للاحتفال فيه، هو اليوم السابع من شهر آب، بالإشتراك مع الكهنة والشعب .
(6) هناك بقية من الركابيين ما زالت تقيم في العراق
واليمن، ويطلق عليهم اسم بني خيبر (لأنهم من نسل حابر أو خابر القيني – قض 4: 11) .
