زلزلة

 والكلمة في العبرية هي "رعش" تعبيراً عن الهزات الأرضية أو
ارتعاش الأرض، وفي اليونانية هي "سيزمور" ومنها "السيزموجراف"
أو جهاز قياس الزلازل.

(1) مناطق الزلازل: وتحدث الزلازل بمعدل نحو 50.000 زلزلة في السنة يمكن
إدراكها بالحواس دون الاستعانة بالأجهزة الخاصة، ولكن لا يزيد عدد ما ينتج عنه
أضرار مادية عن مائة زلزلة في العام لوجود مراكزها في مناطق آهلة بالسكان. وتحدث
غالبية الزلازل في مناطق معروفة، وبخاصة في الحزام الذي يحيط بالمحيط الهادي، وفي
حزام جبال الألب الذي يمتد من بورما شرقاً ويمر بجنوبي أسيا عبر إيران وتركيا إلي
بلغاريا واليونان وإيطاليا، وكذلك الأخدود الممتد من شرقي أفريقية عبر البحر
الأحمر والبحر الميت ووادي الأردن.

 وتقع فلسطين علي الحزام الكبير للزلزال الذي مركزه في أرمينية، ولذلك
كانت منطقة معرضة للزلزال، التي يبدو أنها كانت أكثر حدوثاً في العصور الكتابية.

(2) أسبابها: تحدث الزلازل نتيجة للعوامل الرئيسية
الآتية:

I- انزلاق الطبقات الأرضية، فما يحدث فيها من تبريد بطيء يسبب إنقباضها
وانكماشها مما يجعلها تلتوي علي بعضها، فإذا كانت الطبقة أصلب من أن تستجيب لهذا
الالتواء، لابد أن يُحدث استمرار هذا الضغط عليها صدعاً علي عمق أميال عديدة من
سطح الأرض، ينتج عنه حدوث زلزلة تنتشر في شكل موجات مكن مركز الصدع.

ب-انفجار
أبخرة وغازات محبوسة تحت سطح الأرض، وبخاصة في المناطق أسفل البحار التي تتسرب
منها المياة في فوالق أرضية إلي الطبقات أسفلها حيث تتعرض لدرجات حرارة مرتفعة
فتتحول إلي أبخرة يتزايد ضغطها حتي تنفجر هذه الطبقات محدثة زلزلة في سطح الأرض.

ج-
تصاحب الزلازل ثوران البراكين، فهناك ارتباط شديد بين البراكين والزلازل، والأرجح
أن السبب المذكور في (ب) هو علة حدوث البراكين وما يصاحبها من زلازل.

(3)الزلازل في أورشليم: سجل التاريخ الكثير من
الزلازل في سورية وبخاصة في المنطقة الشمالية حول حلب، أما منطقة أورشليم فلم
تتعرض للكثير من الزلازل. ويوجد في منطقة حوران عبر الأردن بقايا بركانية كثيرة
ودلائل علي حدوث هزات عنيفة، كما عانت المناطق الساحلية كثيراً من الزلازل، أما
منطقة أورشليم، وهي على مرتفع بين السهل الساحلي وعبر الأردن، فلم تتعرض كثيراً
لزلازل مدمرة.

(4) الزلازل المذكورة في الكتاب المقدس: يذكر الكتاب
المقدس عدداً قليلاً من الزلازل:

(I) حدثت زلزلة في جبل سيناء عند إعطاء الشريعة (خر 19: 8، عب 12: 26).

(ب) انشقت الأرض وابتلعت قورح وداثان وأبيرام وقومهم وكل ما لهم (عد
16: 31, 32).

(ج) "رجفت الأرض فكان ارتعاد عظيم" عندما ضرب يوناثان معسكر
الفلسطينين في جبعة (1 صم 14: 15).

(د) حدثت زلزلة عندما كان إيليا النبي في جبل حوريب (1 مل 19: 11).

(ه) حدثت زلزلة في أيام عزريا الملك ما بين عامي 790، 740 ق.م. ويبدو
أنها كانت من القوة حتي إنهم أرخَّوا بها (عا 1: 1، زك 14: 5).

(و) تزلزلت الأرض وتشققت الأرض عند موت الرب يسوع (متي 27: 51- 54).

(ز) حدثت زلزلة 7عظيمة عند قيامة الرب من بين الأموات (مت 28: 2).

(ح) حدثت زلزلة عظيمة في مقدونية عندما كان بولس وسيلا يصليان ويسبحان
الله في السجن في فيلبي (أع 16: 26) نتج عنها انفتاح أبواب السجن وفك قيود
المسجونين.

 ويذكر يوسيفوس المؤرخ اليهودي حدوث زلزلة عظيمة في السنة السابعة من
حكم الملك هيرودس الكبير، يصفها بالقول إنه لم يحدث مثلها من قبل فقد قتلت عدداً
كبيراً من الناس والمواشي.

(5) الزلازل واستخدامها مجازياً في الكتاب المقدس: تذكر
الزلازل في الكتاب المقدس دليلاً علي قوة الله: "المزعزع الأرض من مقرها
فتتزلزل أعمدتها" (أيوب 9: 6)، وعلي رهبة محضر الله (مز 68: 8)، وغضبه (مز 18:
7، إش 13: 13)، ودينونته (إش 29: 6، رؤ 6: 12،8: 5، 11: 19,13، 16: 18). كما ستحدث
"زلازل في أماكن" فبيل ظهور الرب في السحاب في مجيئة الثاني (مت 24: 7).