زمن

 

 إن أساس قياس الزمن عند العبرانيين-كما عند الساميين بعامة- هو اليوم
والشهر القمري. أما تقسيم اليوم إلي ساعات فقد حدث مؤخراً، وربما لم يكن شائعاً
إلي ما بعد السبي، رغم أن مزولة "آحاز" (2 مل 20: 9، إش 38: 8) تشير إلي
نوع من تقسيم اليوم غلي فترات من نوع ما. كما نعلم أنم الليل كان مقسماً إلي فترات
محددة أو "هُزع"، ولم ترد الكلمة المستخدمة لدلالة علي ساعة من الزمن،
في اللغة الأرامية وهي "شاعة" في العهد القديم إلا في سفر دانيال (4: 33،
5: 5). وحتي هنا نجدها تشير إلي فترة غير محددة من الزمن، ويمكن استبدالها بكلمة
"الوقت" دون أن يتغير المعني.

(1) اليوم: وكلمة "يوم" استخدمت منذ أقدم العصور، فهي مستخدمة في
قصة الخلق (تك 1). وهي بلا شك تدل هنا علي فترة غير محددة من الزمن، وإن كانت توصف
بأنه "كان مساء وكان صباح يوماً واحداً" طبقاً لنظام الذي نعرف أنه كان
متبعاً في حساب اليوم علي أساس أربع وعشرين ساعة، أي من غروب الشمس إلي غروبها.

(2) الليل: كان الليل فيما قبل السبي، يقسَّم إلي ثلاثة أقسام يسمي كل منها
"هزيعاً". وهي فترات مختلفة الطول حسبما يطول الليل أو يقصر (قض 7: 19)،
ويُشار إلي هذا التقسيم في مواضع كثيرة من العهد القديم ولكن بدون ذكر أي حدود له
(انظر مز 90: 4، 119: 148
).

 أما في العهد الجديد، فقد كان الرومان يقسمون الليل إلي أربع هزع، تسمي
باليونانية "فولاك
" (phulake – مت 14: 25، مرقس 6: 48). ولكن من
المحتمل أن يكون التقسيم الأول قد استمر أيضاً. واستخدام كلمة "يوم"
للدلالة علي الفترة من الشروق إلي الغروب، أو أستخدمها للدلالة علي تمييزاً له عن
الليل، كان أمراً شائعاً كما هو الآن (يش 10: 13 و14، مز 19: 2، أم 4: 18). إلا أن
الأكثر شيوعاً هو استخدام كلمة "يوم" بالمعني غير المحدد كما في
"يوم الرب"، و"في ذلك اليوم"، و "يوم الدينونة"…
الخ. كما تذكر أجزاء النهار والليل دون تحديد. لها مثل: الفجر، طلوع الفجر، النهار،
المساء، العشية، نصف الليل، صياح الديك

(3) الأسبوع: كان تقسيم الزمن إلي أسابيع أو فترات من سبعة أيام، مستخدماً
منذ القديم، لابد أنه كان معروفاً للعبرانيين قبل شريعة موسي، حيث كان مستخدماً
عند البابليين قبل أيام إبراهيم، وقد أشارت إليه قصة الخليقة. وتُشتق الكلمة
العبرية "شَبوع" المستخدمة في العهد القديم للدلالة علي الأسبوع من كلمة
"شبع" أي "سبعة"، ولما كان اليوم السابع يوم راحة أي
"سبت" (وبالعبرية "شبت") أصبحت كلمة "سبت" مرادفة
لكلمة "أسبوع" أي الفترة الزمنية من السبت إلي السبت (مت 28: 1)، ونجد
نفس الشيء في العهد القديم (لا 23: 15، 25: 8). وكانت أيام الأسبوع تسمي حسب
ترتيبها: "الأول والثاني…. وهكذا… والسابع هو السبت، وقد دُعي يوم الجمعة- في
العهد الجديد- "بيوم الاستعداد" للسبت (لو 23: 54
).

(4) الشهر: تحدد الشهور بأطوار القمر، فظهور الهلال هو بداية الشهر (وهو في
العبرية "حودش" أي "شهر"). كما كان يطلق علي الشهر أيضاً كلمة
"القمر"، وهي تسمية أقدم ومشتقة من الفينيقية، وظلت تستخدم إلي أزمنة
متأخرة، فقد وجدت في نقوش أرامية من القرن الثالث الميلادي في سورية. أما أسماء
الشهور فبابلية وقد دخلت إلي العبرية في زمن متأخر، والأرجح أن ذلك حدث في فترة
السبي وبعدها، إلا أنه كان لها أسماء أخري من زمن اقدم مشتقة من الأسماء الفينيقية
للشهور، ولم تزل أربعة منها باقية حتي الآن في العبرية، هي: "أبيب"، و
"زيو" (الشهر الثاني)، و"أيثانيم" (الشهر السابع)،
و"بول" (الشهر الثامن
).

(5) السنة: تتكون السنة العبرية (وهي "شنه" في العبرية) من اثني
عشر شهراً، أو ثلاثة عشر شهراً في السنة الكبيسة، وذلك بإضافة شهر إلي السنة
القمرية حتي تتوافق مع السنة الشمسية. وحيث أن الفرق بين السنة القمرية والشمسية
هو عشرة أيام أو أحد عشر يوماً، فقد استلزم ذلك إضافة شهر واحد إلي السنة القمرية
كل ثلاث سنوات أو إضافة سبعة شهور كل تسع عشرة سنة. وكان هذا الشهر يضاف عند
الاعتدال الربيعي، ويسمي حسب الشهر السابق له، أي شهر "آذار" فكان يسمي
"آذار الثاني". ولا نعلم متي تم هذا التعديل، إلا انه كان سارياً بعد
السبي.

 وكانت هناك سفتنان مستخدمتان، إحداهما السنة المدنية والأخري السنة
الدينية أو المقدسة. وكانت السنة المدنية تبدأ في الخريف كما يظهر من سفر الخروج (خر
23: 16، 34: 22)، حيث نجد أن "عيد الجمع" كان يقع في نهاية السنة كما أي
فى الشهر السابع من السنة المقدسة، وهو ما يقابل سبتمبر/ أكتوبر (لا 25: 9
).

 

رقم
الشهر أسماء الشهور المواسم الزراعية

 

 

 

 

السنة
المقدسة

السنة
المدنية

العبرية

ما
يقابلة في الشهر الإفرنجي

 

(1)

(7)

نيسان

مارس/
أبريل

بداية
حصاد الشعير

(2)

(8)

آيار

أبريل/
مايو

حصاد
الشعير

(3)

(9)

سيوان

مايو/
يونيو

حصاد
القمح

(4)

(10)

تموز

يونيو/
اغسطس

نضج
العنب- التين- الزيتون

(5)

(11)

آب

يوليو/
أغسطس

بداية
قطف الكروم

(6)

(12)

أيلول

أغسطس/
سبتمبر

بداية
قطف الكروم

(7)

(1)

تشري

سبتمبر/
أكتوبر

المطر
المبكر، الحرث

(8)

(2)

مرجوان

اكتوبر/نوفمبر

زرع
القمح والشعير

(9)

(3)

كسلو

نوفمبر/
ديسمبر

 

(10)

(4)

طبيت

ديسمبر/
يناير

شهور
المطر

(11)

(5)

سباط

يناير/
فبراير

السنة
الجديدة للأشجار

(12)

(6)

آذار

فبراير/
مارس

ازهار
اللوز

(13)

آذار
الثاني

شهر
النسيء

 

 وكانت تسمي بداية السنة باسم "روش- ها- شنه"أي "رأس
السنة" وكان الكهنة هم الذين يقومون بتحديد ذلك، كما كانوا يحددون أول كل شهر
بناء علي مراقبة القمر في البداية، ولكن استخدمت -فيما بعد- الحسابات الفلكية مع
الارتباط برؤية القمر، إلي أن تم أخيراً وضع نظام دقيق للحساب، ولم يتم ذلك فبل
القرن الرابع الميلادي. وكان رأس السنة يعتبر عيداً قومياً.

(6) الفصول: يذكر من الفصول والشتاء والصيف، أو موسم الزرع وموسم الحصاد.
ففي فلسطين هناك فصل ممطر يمتد من أكتوبر إلي مارس أو أبريل، وفصل جاف- لا تسقط
فيه أمطار- ويضم بقية أشهر السنة. وفصل المطار هو فصل الشتاء (وبالعبرية
"خورف") وهو موسم الزرع وبذر الحبوب، أما الفصل الجاف فهو فصل الصيف (أو
"القيظ") وهو موسم جمع الثمار أو الحصاد.

 يبدأ موسم الزرع حالما يسقط المطر المبكر بكمية تكفي لترطيب الأرض
للحرث، بينما يبدأ موسم الحصاد في بعض المناطق- مثل منطقة الأردن الأردني بالقرب
من البحر الميت، في شهر أبريل، لكنه يبدأ بعد ذلك بشهر أو شهرين في المرتفعات.
ويبدأ جمع الثمار صيفاً ويستمر حتي الموسم المطير. والأرجح أن "وقت خروج
الملوك" للحرب (2 صم 11: 1، 1 مل 20: 22) يشير إلي نهاية موسم الأمطار في شهر
نيسان.

(7) ليست هناك بداية زمنية محددة: لم يذكر العهد القديم أي بداية لحساب
الزمن ولا نجد شيئاً من ذلك حتي المكابيين. وهناك إشارات متكررة لبعض الأحداث كان
يمكن ان تستخدم بداية زمنية. فهناك "الخروج"، و"بناء الهيكل"
(1 مل 6: 1)، و"السبي" (حز 33: 21، 40: 1)، و"الزلزلة" (عا 1:
1). وكانت التواريخ تحدد عادة بسني تولي الملوك الحكم، وبعد السبي أصبحت تحدد بسني
حكم ملوك فارس. وعندما استقل سمعان المكابي عن ملوك السلوقيين (143/ 142 ق.م.أو
139/138 ق.م.)، يبدو أنه حدد لنفسه بداية للتاريخ من وقت استقلاله بالحكم، وذلك
إذا نسبنا إليه مجموعة من العملات المؤرخة بداية من عام "استقلال اسرائيل".
ولابد ان اليهود كانوا علي دراية بطريقة تأريخ السلوقيين الذين بدأوا بعام 312 ق.مخ.
وكذلك ببعض الأزمنة المحلية الأخري التي كانت تستخدمها بعض المدن الفينيقية، لكن
ليس ثمة دليل علي أنهم قد استخدموها.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي