سارية – سواري

 

يظن كتبة "المشنا" اليهودية أن "السارية" كانت
عبارة عن " شجرة " تقدم لها العبادة، ولكن بفحص ما جاء عنها في العهد
القديم، نجد أنها كانت عموداً من الخشب ينصب رمزاً لآلهة معينة (قض 6: 26)، وأنها
كانت تُعمل (1مل 14: 15)، وتُصنع (إش 17: 8)، وتغرس(تث 16: 21) وتُبنى( 1مل 14: 23)،
وتحرق ( تث 12: 3،2مل 23: 6و15)، وتُقطع (خر 34: 13، تث 7: 5، قض 6: 25و28و30، 2مل
18: 4، 23: 14، 2أخ 14: 3،31: 1)، وتُقلع (ميخا 5: 14)، وتُكسر (2أخ 34: 4). كما
كانت تقام لها مذابح (ارميا 17: 2)، ومرتفعات ( 2أخ 17: 6)، وتماثيل (2أخ 34: 4). ويذكر
تمثال السارية في (1مل 15: 13، 2مل 21: 7، 2أخ 15: 16). كما كانت النساء ينسجن
بيوتاً للسارية (2 مل 23: 7
).

       ونعرف الآن
الكثير عن " السارية" من مصادر غير كتابية، فكانت هي ربة البحر وزوجة "ايل
" عند أهل أوغاريت، وتوصف بأنها قد أنجبت العديد من الآلهة، منهم " البعل"
الذي يذكر معها في الكتاب المقدس (قض 3: 7، 6: 26-30). وتحتفظ ألواح تل العمارنة
باسم شخص هو " عبدي-أشيرتي" (أي عبد"أشيرة" "السارية")،
كما نقشاً أكادياً من بين النهرين، يذكر الربة "أشراتو". كما تذكر الربة
" عتيرات " في جنوبي بلاد العرب
.

       ولا يرد ذكر "لأشيرة"
(السارية) في الآباء الأوائل في سفر التكوين ولا في زمن المملكة المتحدة، ولكنها
تُذكر، بعد الانقسام، في تاريخ المملكتين الشمالية والجنوبية، فقد عمل منسى ملك
يهوذا " سارية" ووضع تمثالها في بيت الله ( 2مل 21: 3و7). وأمر يوشيا
الملك بإخراج "السارية" من الهيكل وحرقها ( 2مل 23: 4). وقد أمر الرب
بني إسرائيل أن يقطعوا سواري الكنعانيين( خر 34: 13) وأن يحرقوها ( تث 12: 3). كما
نهاهم عن غرس أي شجرة لتكون تمثالاً للسارية بجوار مذبح الرب (تث 16: 21
).

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد قديم سفر حجى 01

       ولكن عندما بني
بنو إسرائيل لأنفسهم مرتفعات مثل الكنعانيين، بنوا أيضاً الأنصاب والسواري(1مل 14:
23، 2مل 17: 10و16، إش 17: 8، 27: 9، إرميا 17: 2، ميخا 5: 13و14). وكان عدد
أنبياء السواري في أيام إيليا النبي أربع مائة، اشتركوا مع أنبياء البعل في أحداث
جبل الكرمل (1مل 18: 19
).

       ويجمع الكتاب المقدس
أحياناً بين "السارية" و "البعل "(قض 3: 7، 1مل 18: 19، 2مل 23:
4)، كما يجمع بين عشتاروث والبعل (قض 2: 13). ويبدو أن الإشارة في قول الرب في
هوشع:" شعبي يسأل خشبة ، وعصاه تخبره"(هو 4: 12)، هي إشارة إلى " السارية
".

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي