سبئيون – سبائيون

 

وهى كلمة لا يعلم معناها تماماً، وهناك كلمة من مشتقاتها تترجم "
سكارى" ( حز 23: 42). كما نستنتج مما جاء فى سفر أيوب ( 1: 15) أنها قد تكون
بمعنى " السبي " أي من يغيرون على غيرهم من القبائل لسبى الممتلكات . وهم
شعب سامي من " شبا " بن يقشان ابن إبراهيم من زوجته قطورة ( تك25: 3) .وكانوا
يقطنون فى جنوبي غربي بلاد العرب فى المنطقة المعروفة حالياً باليمن وحضرموت
.

وكان لموقع بلادهم فى الطرف الجنوبي من بلاد العرب فائدتان :

( 1) كانوا بعيدين جداً عن القوى التى ظهرت فى
الشمال، فعاشوا آمنين نسبياً
.

(2) كانوا فى موقع متوسط بين أفريقية والهند
فاشتغلوا بنقل المتاجر بين هذه الجهات، فكانوا يتاجرون فى الذهب واللبان والأطياب
والحجارة الكريمة والعاج وغيرها ( مز 72: 15 ، إش 60: 6 ، إرميا 6: 20 ، حز 27: 22،
38: 13) . وكانت قوافلهم تجوب كل هذه المناطق ( أيوب 6: 19). كما يبدو أنهم كانوا
يتاجرون فى الرقيق ( يؤ 3: 8). كما أن الأرض الخصبة مع نظم الري المتقدمة – كما
تبدو فى " سد مأرب" الشهير – جعلتهم من البلاد ذات الاكتفاء الذاتي
.

ولا يقتصر تاريخهم على ما نعرفه عنهم من الكتاب المقدس، بل نعرف عنهم
الكثير من التواريخ الأشورية التى تذكر ملوك السبئيين الذين كانوا يقدمون الجزية
لملوك أشور منذ 715 ق.م. كما تشتمل الآثار السامرية على قطع خزفية مسجل عليها
بيانات بما كان يأتي به السبئيون للملك يربعام الثاني من زيت وخمر في النصف الأول
من القرن الثامن قبل الميلاد. كما يرد ذكرهم في كتابات المؤرخين والجغرافيين من
القرن الثالث قبل الميلاد، وكذلك فى بعض الكتابات الدينية السورية والأثيوبية
.

هل تبحث عن  م الكتاب المقدس العلم والدين 00

ويبدو من بعض الأبحاث التاريخية واللغوية ، أنهم بدأوا دولتهم فى
شمالي بلاد العرب، ثم زحفوا منها إلى الجنوب فى منتصف الألف الثانية قبل الميلاد،
ويبدو أنهم استقروا تماماً هناك منذ القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وأسسوا عاصمتهم
الحصينة فى مأرب . وفى القرن العاشر قبل الميلاد، قامت ملكتهم برحلتها إلى أورشليم
لزيارة سليمان (1مل 10: 1- 13، 2أخ 9: 1-12)، ربما للتفاوض معه فى شئون القوافل
التجارية . ولم يأت القرن الثالث الميلادي إلا وكان جنوبي الجزيرة العربية قد أصبح
دولة قوية، ظلت هكذا حتى منتصف القرن السابع
.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي