سر – أسرار

 

السر هو الأمر المخفي أو المكتوم. وتستخدم كلمة " السر" فى
العهد الجديد للدلالة على حق إلهي كان مكتوماً أو مخفياً، ولكنه أعلن الآن للناس
بالروح القدس على فم الرسل والأنبياء، فاصبح متاحاً للمؤمنين أن يعرفوه وأن يفهموه
بالاستنارة بالروح القدس الساكن فيهم
.

أولاً- فى العهد القديم:

       استخدمت كلمة "
سر" فى العهد القديم بهذا المضمون فى نبوة دانيال عن حلم نبوخذنصر بخصوص
التمثال وممالك العالم. فيقول دانيال لنبوخذ نصر الملك:" يوجد إله في السموات
كاشف الأسرار، وقد عرَّف الملك نبوخذ نصر ما يكون فى الأيام الأخيرة"( دانيال
2: 18و19، 27-30، 47). أي أن ما كان سرًّا خفياً مجهولاً ، قد كشفه الله فى الوقت
المعين. وحدث نفس الشيء بخصوص حلمه الآخر المتعلق بعقاب الله له على كبريائه( دانيال
4: 9) فالأسرار التى يتحدث عنها دانيال هى جزء من خطة الله الأبدية وقد عرف بها
عبيده مقدما: "ما يكون من بعد هذا وكاشف الأسرار يعرفك بما يكون" (دانيال
2: 29
).

ثانياً – فى العهد الجديد:

(أ)        
معناها
:

إن كلمة( "سر" – وهى " ميستريون"(Mysterion) فى اليونانية- تعنى شيئاً مخبوءاً أو مكتوماً. والكلمة
مشتقة أصلاً من فعل يعنى أساساً :" يغلق الفم(أو العين)" فهي تعنى "
أمراً خفياً " لايمكن للانسان من
 
ذاته
أن يدركه. ولكن فى العهد الجديد، ما كان سرّاً ، قد سر الله أن يعلنه بروحه فى
الوقت المعين
وبهذا المفهوم ،
ترتبط الكلمة بالإعلان، وهكذا لم يعد السر سرّاً بعد. فقد كان سرّاً فيما مضى فى
انتظار إعلان من الله حتى يمكن إدراك مرماه( انظر 1كو 1: 7، رومية 8: 19
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ك كتابة 1

(ب)     استخداماتها:

(1)- فى الأناجيل:لاترد كلمة "سر أو أسرار"
فى الأناجيل إلا ثلاث مرات بالارتباط بالأمثال التى ذكرها الرب يسوع عن الملكوت(مت
13: 11، مرقس 4: 11، لو 8: 10). وليس متاحاً لغير المؤمنين أن يعرفوا أسرار
الملكوت، وستظل سرّاً مغلقاً أمام غير المؤمنين
.

(2)-فى رسائل الرسول بولس: يستخدم الرسول بولس كلمة "
سر" كثيراً، بل الواقع أنه فيما عدا الأربع المرات التى تُذكر فيها الكلمة فى
سفر الرؤيا، والمرات الثلاث المذكورة فى الأناجيل كما سبق القول ، فإنها تذكر إحدى
وعشرين مرة فى رسائل الرسول بولس (ولا تذكر فى العهد الجديد غير هذه الثماني
والعشرين مرة).وكلمة "سر" فى رسائل بولس الرسول تتضمن أربعة جوانب
:

1- إنه أزلي أبدي فى مداه: حيث أنه يتعلق بخطة الله
للخلاص، " فالسر"هو" الخبر الطيب"الذى هو مضمون إعلان الله(أف
6: 19)، فهو سر الله الذي يتركز في المسيح(كو2: 2، انظر أيضاً 1كو 2: 1). وبذلك
فهو مضمون مشورات الله الأزلية ومكتوم فيه (أف
  3: 9) والتى " سبق الله فعينها قبل الدهور"( 1كو 2: 7) ، وكانت
محجوبة عن فهم الإنسان" ولم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر "( 1كو 2: 8)،
إذ كانت سرّاً" مكتوماً فى الأزمنة الأزلية ولكن ظهر الآن"( رومية 16: 25و26)،
إذ" أعلنه الله لنا بروحه" (1كو 2: 10
).

2- أنه تاريخي فى إعلانه: فهذا السر هو" سر
المسيح" الذى أعلنه الله فى المسيح نفسه (أف 1: 9، 3: 3-5، كو 4: 3)"فى
ملء الزمان"(غل 4: 4)، فهو السر الذى مركزه ومحوره المسيح، والذي أُعلن فى
شخص الرب يسوع المسيح الذي بموته قد "صالحنا لنفسه"(2كو5: 18، انظر
أيضاً1كو 2: 2)،والذي دُعي بولس الرسول للكرازة به (أف 3: 8و9، 1كو 4: 1).وفي
الرسالة إلى الكنيسة في أفسس، يتكلم الرسول بولس عن الارتباط القوي بين " الرجاء"
و" السر"، فالمسيح هو" رجاء" المؤمنين (أف 1: 12) بل ولكل
الكون(أف 1: 10)، وبناء على عمل المسيح، صار لنا رجاء مجيد(أف 1: 18) وحقيقي، إذ
قد خلص المؤمن فعلاً وأُقيم مع المسيح(أف 2: 4-6). وهكذا أصبح لليهود وللأمم رجاء
جديد وحياة جديدة فى المسيح(أف 3: 8). فمضمون السر هو " المسيح فيكم رجاء
المجد"( كو 1: 27
).

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد قديم سفر مراثى إرميا 02

3- أنه روحي في فهمه: فقد رأينا في الأناجيل أن
أسرار الملكوت ليست إلا للروحيين. ويذكر الرسول بولس نفس الفكرة عندما يذكر أن
سر المسيح" ( هو أن
الأمم شركاء في الميراث) قد أعلن الآن للرسل والأنبياء بالروح (أف 3: 5، انظر
أيضاً1 كو 13: 2،14: 2). وفي هذا الاتجاه ، يجب فهم استخدام الرسول بولس لكلمة "سر"
فيما يتعلق بالزواج المسيحى (أف 5: 32)، و"سر الإثم" (2تس 2: 7) والمرمى
الروحى لهذه "الأسرار" يمكن إدراكه بالربط بين الاعلان والبصيرة الروحية
(انظر أيضا رو 17: 3-7
).

4-  أنه مستقبلي في نتيجته: فالسر
الذي أعلن في حينه، ما زال ينتظر الإتمام الإلهي الكامل فى الأبدية. وهذا هو
المعنى الذي يجب أن تفهم به عبارة "سر الله"(رؤ 10: 7). فمع أنه قد
أُعلن ، كما بَشر عبيده الأنبياء، إلا أنه لن يتم إلا "في أيام صوت الملاك
السابع متى أزمع أن يبوق". وهكذا أيضاً سر الاختطاف:" هو ذا سر أقوله
لكم: لا نرقد كلنا، ولكن كلنا نتغير، في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير"(1كو
15: 51-55)، انظر أيضاً(1تس 4: 15-17). فمثل هذا السر- رغم إعلانه، ورغم أنه
يذهلنا بروعته، إلا أنه لم يتم بعد، ولكن أعلنه الله لنا لكي تتعزى قلوبنا" مقترنة
في المحبة لكل غنى يقين الفهم لمعرفة "سر الله الآب والمسيح"(كو 2: 2
).

أما استخدام كلمة "سر" فيما يتعلق بالفرائض، فمفهوم لا
يوجد في الكتاب المقدس، ولكنه ظهر في عصور متأخرة
.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي