أرواح
في السجن

 

لقد
ثار جدل كثير حول ما جاء في رسالة الرسول بطرس الأولى من أن " المسيح أيضاً
تألم مرة واحدة من أجل الخطايا .. مماتا في الجسد ولكن محي في الروح، الذي فيه
أيضاً ذهب فكرز للأرواح التي في السجن " (3: 19)، فيقول البعض إن هذه الأرواح
هي أرواح الأموات غير المجددين في سجن " الهاذر " (الجحيم) في انتظار
مصيرهم الأبدي (انظر لو 16: 19 – 31)، فذهب اليهم يسوع وأعلن لهم نصرته على الخطية
الموت وذلك في أثناء الأيام الثلاثة التي كان يرقد جسده فيها في القبر (انظر 1 بط
4: 6، اف 4: 9 و 10)
.

وأكبر
اعتراض على هذا الرأي يدور حول ماذا كان غرض المسيح من الكرازة لتلك الأرواح، هل
كان الغرض من هذه الكرازة اعطاءهم فرصة ثانية للخلاص؟ إن ما جاء في الرسالة إلى
العبرانيين من أنه " وضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة " (عب
9: 27)، يستبعد ذلك تماماً، وإذا لم يكن الأمر كذلك فما الفائدة من ابلاغ تلك
الأرواح أخبار نصرته؟

ولكن
التفسير المعقول والمقبول، يتضح مما جاء في العدد التالي: " إذ عصت قديما حين
كانت أناة الله تنتظر مرة في أيام نوح إذ كان الفلك يُبني " (1 بط 3: 20)،
وكان نوح " كارزاً للبر " (2 بط 2: 5)، والذي كان يكرز في نوح هو "
روح المسيح " الذي كان يتكلم في الأنبياء (1 بط 1: 11)، وكان نوح يشهد بوجود
الله الذي يريد أن يحيا الناس حياة البر، ولكن هؤلاء الناس رفضوا كرازة نوح وهكذا
هلكوا بالطوفان الذي أرسله الله عقاباً لهم على عدم إيمانهم، وهم الان "
أرواح " في السجن في انتظار الدينونة النهائية
.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب عهد جديد رسالة بولس الرسول الثانية إلي تيموثاوس 02

وهناك
من يقول إن هذه " الرواح التي في السجن " هم الملائكة الساقطون أو
الكائنات الشيطانية التي أغوت الناس لارتكاب الشر، فلم يشفق الله عليهم " بل
في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم وسلمهم محروسين للقضاء " (2 بط 2: 4، يهوذا 6)،
فذهب إليهم المسيح ليعلن لهم نصرته الحاسمة (يو 12: 31، 16: 11، كو 2: 5، عب 2: 14،
1 يو 3: 8)، ويؤيد أ . ج . سلوين
(Selwyn ) هذا
الرأي بأن كلمة " أرواح " (إن لم تحدد بوصف معين كما في عبرانيين 12: 23)
لا تطلق إلا على كائنات روحية، ولم تطلق مطلقاً على أرواح البشر
.

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي