سرير

 

        تستخدم كلمة "
سرير" – في الكتب المقدس-لدلالة علي ما يُجلس أو يُضطجع عليه . وكان الفقراء-
في الشرق ،
  في العصور
القديمة- ينامون على الأرض، يفترشون جزءاً من ثيابهم، ويلتحفون بجزء آخر. ولذلك
جاء في الشريعة:" إن ارتهنت ثوب صاحبك فإلى غروب الشمس ترده له، لأنه وحده
غطاؤه. هو ثوبه لجلده. في ماذا ينام؟ "(خر 22: 26و27)، " رد إليه الرهن
عند غروب الشمس لكي ينام في ثوبه ويباركك، فيكون لك بر لدى الرب ألهك"(تث 24:
13). فعندما يكون مرتحلاً في الصحراء، أو ساهراً علي غنمه في الليل، يكون الرداء
فراشه وغطاءه ، وقد يتوسد صرة من الثياب أو قطعة من الخشب أو الحجر كما فعل يعقوب
وهو في طريقه إلى حاران (تك 28: 11
).

       وبتطور الأحوال ،
استعملت "الحصير" المضفورة من أغصان الشجر أو ألياف النباتات كفراش. وكانت
الحصير توضع على الأرض مباشرةً، وفي بعض الأحيان كانت توضع عليها حشية من أوراق
الشجر أو التبن أو شعر الحيوانات، وبعد ذلك رفعت الحشية على مصطبة ترتفع قليلاً عن
أرض الغرفة وكانت هذه المصاطب- التي يعلوها الفراش- تستخدم ليلاً للنوم، ونهاراً
للجلوس واستقبال الضيوف
.

       وبتقدم الحضارة،
بدأ رفع الأَسرة على حوامل وأطر متنوعة الأشكال والأحجام. ويبدو ذلك واضحاً في
تعدد الكلمات العبرية الدالة على ذلك. وكانت هذه الحوامل والأطر تصنع من الخشب أو
الحديد (انظر تث 3: 11) أو غير ذلك من المواد، تُمد بين أُطرها حبال لوضع الحشيات
والأغطية فوقها. ومن هنا جاء التعبير ( صعد على الفراش" (انظر تك 49: 4و33)،
و "لا أصعد على سرير فراشي" ( مز 132: 3
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ ارتبان اليهودي ي

       ويبدو هذا واضحاً
في أمثال الرب يسوع المسيح، حيث يسأل :" هل يؤتى بسراج ليوضع تحت المكيال أو
تحت السرير؟ " (مر 4: 21)، و" ليس أحد يوقد سراجاً ويغطيه بإناء أو يضعه
تحت سرير" ( لو 8: 16
).

       وكانت هذه الفرش
أو الأسرة سهلة الحمل و النقل من مكان إلى مكان( انظر 1صم 19: 25، أم 22: 27، حز 23:
41). والأرجح أن سرير الرجل، مريض بيت حسداَ، كان من هذا النوع، أي أنه كان يتكون
من إطار خشبي خفيف له حوامل، وتمتد بين أطره حبال، فكان يسهل حمله (يو 5: 8 و9). كما
كان يمكن استخدامه كنقالة كما في حالة الرجل المفلوج (لو 9: 18-25
).

       وكانت الأسرة
توضع عادة بجوار الحائط (انظر 2مل 20: 2). وإذا كان البيت يتكون من أكثر من طابق،
كانت تستخدم غرف الطابق الأعلى للنوم (انظر 2مل 1: 4). وكان في بعض البيوت غرف
خاصة أو مخادع للنوم ( 2صم 4: 7، 2مل11: 2)، وكانت تسمى أحياناً "علية" متى
كانت مبنية أعلى المنزل ( قض 3: 20، 1مل 17: 19). وقد عملت المرأة الشونمية لأليشع
النبي" ُعلية على الحائط (سور المدينة) صغيرة" ووضعت فيها " سريراً
وخواناً وكرسياً ومنارة ليستريح فيها رجل الله عند زيارته لهم" ( 2مل 4: 9و10).
ويدل الأثاث الذي وضعته الشونمية في تلك العلية على أنها كانت ذات ثراء
.

       وكان الأثرياء
يسرفون في صنع الأسرة والفراش، فتقول المرأة الشريرة : "بالديباج فرشت سريري
بموشى كتان من مصر، عطرت فراشي بمر وعود وقرفة" ( أم
  7: 16و17). وكانوا يبدعون في تزيين قوائم الأسرة أطرها بتطعيمها بالعاج (انظر
عاموس 6: 4) في أيام عزيا الملك ( عا 1: 1). وكانت شائعة في أيام حزقيا ، لأن
سنحاريب ملك أشور يسرد مثل هذه الأمتعة التى أخذها من حزقيا. ونقرأ أنه في أيام
أستير ، كانت للملك أحشويروش " أسرة من ذهب وفضة على مجزع من بهت ومرمر ورخام
أسود" (أس 1: 6). ويقول يوسيفوس إن بطليموس الثاني ملك مصر ، أرسل إلى
أليعازر رئيس الكهنة في أورشليم عشرة أسرة لها أرجل من فضة. وقد عمل سليمان لنفسه
تختاً (أو سريراً) من خشب لبنان. عمل أعمدته فضة وروافده ذهباً ومقعده أرجواناً"
(نش 3: 9و10
).

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كينج جيمس إنجليزى KJV عهد جديد إنجيل لوقا Luke 14

        وكان سرير عوج
ملك باشان (تث 3: 1و11) مصنوعاً من حديد، وكان من الضخامة بحيث يرى كثيرون أنه كان
في الواقع تابوتاً له
.

       ويقول الرب يسوع :
" يكون اثنان على فراش واحد" ( لو 17: 34)، مما يدل على أنه كانت هناك
أسرة تتسع لأكثر من
  واحد. كما يقول
الصديق لمن جاءه يطلب منه أن يقرضه ثلاثة أرغفة : "أولادي معي في الفراش"
( لو 11: 7-انظر أيضاً نش 1: 16، أم 7: 16و18
).

       ويستخدم السرير
في الكتاب المقدس مجازياً كمكان للتأمل في الله (مز 63: 6). ويجب مغادرة السرير
عندما يستلزم عمل الرب ذلك ( مز 132: 3). كما كان يستخدم كمحفة أو نقالة (1صم 19: 15،
مرقس 2: 4). وكان السرير موضعاً لإعلان مقاصد الله لنبوخذ نصر ملك بابل (دانيال 2:
28)، ولصموئيل (1صم 3: 3و4). وقد يولول الأشرار- وهم على أسرتهم- ضد الله بدلا من
أن يلتمسوا مراحمه (هو 7: 14). كما يتفكر الأشرار على مضاجعهم، بالإثم ضد الأبرار(
مز 36: 4، ميخا 2: 1) ووضع المضجع مع الأشرار كناية عن الابتعاد عن الرب(اش 57: 7و8).
والاضطجاع بين القتلى معناه مشاركتهم مصيرهم (حز 32: 25). والفرش في الهاوية يعني
الموت (أيوب 17: 13و14). والفراش الذي يقصر عن التمدد والغطاء الذي يضيق عن
الالتحاف كناية عن المآزق والمواقف الحرجة (إش 28: 20). ولكن الرب يعضد الصديق "
وهو على فراش الضعف . مهدت مضجعه كله في مرضه"( مز 41: 3
).

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي