أسوس

 

مدينة
قديمة فى ميسيا الولاية الرومانية فى أسيا الصغرى، مكث فيها الرسول بولس ولوقا بعض
الوقت فى طريقهما من ترواس إلى جزيرة ميتيليني (أع 20: 13) وهى فى موقع من أروع
المواقع فى أسيا، إذ تقوم على صخرة ترتفع نحو 700 قدم، وسفوحها تغطيها مدرجات
بعضها طبيعية وبعضها صناعية، وهى شديدة الإنحدار حتى قال عنها ستراتوريكوس: "
من أراد أن يعجل بموته، فليحاول الصعود إلى أسوس " . والمنظر من فوق القمة فى
غاية الروعة
.

ويقال
إن المدينة القديمة قد أسسها العولسيون (من قدماء اليونان)، وكانت على الدوام
مدينة يونانية . وبدأت تسك عملتها منذ القرن الخامس قبل الميلاد، وظلت هذه العملة
فى التداول حتى 235 م . وكان أحد حكامها القدماء الطاغية هرمياس وهو خصي كان يوما
عبدا رقيقا، وقد أعطى ابنة اخته زوجة لأرسطو الفيلسوف، فقد مكث أرسطو فى أسوس
ثلاثة سنوات من 348 – 345 ق . م . وفى عهد ملوك برغامس كانت المدينة تسمى أبولونيا،
وعرفت فى العهد البيزنطى باسم مكراميون، أما الآن فتسمى المدينة – التى هبط قدرها
تحت الحكم التركى – بأسم " بكرام " وهو تحريف تركى لاسمها البيزنطى
.

وأطلال
أسوس من أروع الأطلال فى أسيا الصغرى، ومع ذلك طالما استخدمت كمحجر تؤخذ أحجارها
لمختلف الأغراض، فقد أخذت أحجار عمائرها لبناء أحواض السفن فى القسطنطينية، كما
أهدى السلطان التركى مراد الثانى اللوحات المنقوشة الجميلة الكثيرة من معبد الآلهة
أثينا (الذى أقامه الدوريون من قدماء اليونان) إلى الحكومة الفرنسية وهى محفوظة
الآن فى متحف اللوفر . وقد قام بالتنقيب فى أطلالها مستر كلارك من معهد الآثار
الأمريكى فى 1882 / 1883، وكشف عن رسم تخطيط المدينة بكل وضوح، فكان على قمة التل
معبد أثينا الذى يقال إنه شيد فى 470 ق . م . وقد وجد كلارك فى أطلالها ثمانى
لوحات منقوشة أخرى وهى الآن فى متحف بوسطن، ولهذه اللوحات أهمية خاصة لأنها تجمع
بين الفنين الشرقي واليونانى . وكانت تقوم على المدرجات الكثيرة على سفوح التل –
التى قاموا بتوسيعها صناعيا – المبانى العامة مثل الملعب الرياضى والخزانة العامة،
والحمامات والسوق والمسرح الذى لم يبق منه الآن سوى القليل وكانت المدينة محاطة
بسور مزدوج مازالت بعض أجزائه باقية فى حالة جيدة . وكان السور الداخلى من حجارة
منحوته لم يوضع بينهما ملاط، وكان سمكه ثمانية أقدام . وكان الطريق القديم الصاعد
إلى ترواس مرصوفا جيدا بالحجارة . وقد ردم مكان الميناء الذى أبحر فيه بولس وغرست
فيه الحدائق، ولكن يوجد إلى جانبه الميناء الحديث يحميه حاجز صناعى يحيط به عدد
قليل من البيوت التى تكون قرية " بكرام " . ويوجد على قمة التل، حول
أطلال المعبد، أحواض مياه، وحصن تركى وكنيسة بيزنطية تحولت إلى مسجد . ويوجد خارج
أسوار المدينة مقبرة، وتوابيتها الكثيرة من كل الأجيال والأحجام والأشكال مصنوعة
من حجر بركاني (تراكيت) كان القدماء يعتقدون أن له خاصية امتصاص الأجسام التى توضع
فيه . وفى العصور القديمة كان القمح يزرع بكثرة فى الحقول المحيطة بأسوس، أما الآن
فإن أشجار الفالونيا (نوع من البلوط تستخدم أقماع ثماره فى الدباغة) تكون المحصول
الرئيسى للتصدير
.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ك كلوديوس ليسياس 1

 

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي