أشير

 اسم عبري معناه "سعيد أو مغبوط أو مبارك"

1-اسم الابن الثامن ليعقوب، والابن الثاني لزلفة
جارية ليئة، وكان أخوه الأكبر جاد (تك 35: 26) . وقد ذهب إلي مصر ومعه أربعة أبناء
وابنة واحدة (تك 46: 17) . وعند ولادته قالت ليئة: بغبطتي، لأنه تغبطني بنات (تك
30: 13) . وقد تنبأ له يعقوب عند مباركته لأولاده، بحظ حسن: "أشير خبزه سمين
وهو يعطي لذات ملوك" (تك 49: 20)، كما باركه موسى أيضا: "مبارك من
البنين أشير . ليكن مقبولا من إخوته ويغمس في الزيت رجله" (تث 33: 24).

 وقد نما هذا السبط في مصر حتي أصبح تعداده في وقت الخروج 41.500 من
الذكور البالغين (عد 1: 41)، وفي التعداد الثاني أصبح عددهم 53.400 (عدد 26: 47).

 وكان موقع سبط أشير في البرية إلي الشمال من الخيمة، مع دان ونفتالي
تحت راية دان . وكان الرئيس لبني أشير فجعيئيل بن عكرن (عد 2: 27) . وكان ممثل سبط
أشير بين الجواسيس هو ستور بن ميخائيل (عد 13: 13) . ويبدو أن السبط لم يلعب دورا
هاما في التاريخ بعد ذلك، فلم يقم منه بطل أو مخلص للأمة، ويبدو أنه لم تكن له
أهمية في زمن داود حتي إنه لم يذكر له رئيس بين رؤساء إسرائيل (1أخ 27: 16-22) .

 وكانت المنطقة الخصبة التي وقعت في نصيب أشير تنحدر إلي السهل الساحلي
في فينيقية، وبذلك جاور الفينيقين الذين كانت لهم شهرة عالمية في التجارة، والأرجح
أنه أصبح شريكا لهم في مشاريعهم المربحة، وفقد الرغبة -لو أنه كانت لديه رغبة أصلا
-في طردهم من مدنهم (قض 1: 31) ولم يهتم بمن يحكمه طالما كانت له الحرية في بلوغ
أهدافه من التجارة .فزبلون عرض نفسه لخطر الموت مع نفتالي علي روابي الحقل لكسر
شوكة المحتل الجنبي، أما اشير "فأقام (أو جلس ساكنا) علي ساحل البحر وفي فرصة
سكن" (قض 5: 17و 18) .ولعله أندمج بعد ذلك في الشعوب التي ارتبطت مصالحه بهم،
ومع ذلك فإن " قوما من أشير" استجابوا لدعوة الملك حزقيا "وتواضعوا
وأتوا إلي أورشليم" (2 أخ 30: 11) وكانت حنه النبية -التي كانت تتعبد في
الهيكل عندما جاءت مريم ويوسف بالصبي يسوع إلي الهيكل -كانت حنه هذه من سبط أشير
(لو 2: 36-38).

 وقد ظهرت نظرية حديثة تقول بأن التنوية بأن الجارية زلفة هي أم أشير،
دليل علي أن السبط كان من دم مختلط، ونتج عن التزاوج المختلط بين الإسرائيلين
والكنعانيين، وزعموا أن الاسم قد يكون مأخوذا عن القبيلة الكنعانية المذكورة في
الواح تل العمارنة "ماري عبد أشيرتي" أي "أبناء خادم أشيرا" .كما
يوجد اسم مشابه في نقوش سيتي الأول ملك مصر (القرن الرابع عشر قبل الميلاد)، هو
"أسيرو" اسم ولاية في الجليل الغربي، ويزعمون بأن هذه القبيلة قد اندمجت
مع الغزاة القادمين من البرية. ومع أنها فكرة مغرية، لكن من المستحيل اثبات وجود
أي علاقة بين هذه القبائل وسبط أشير .

 وتخوم منطقة أشير مذكورة بالتفصيل في سفر يشوع (29: 24-30، انظر أيضا
قض 1: 31و 32، يش 7: 10و11) ولا نعلم علي وجه اليقين موقع الكثير من هذه الأماكن
الآن . فدور -وهي تانتورة الحديثة -كانت في أشير ولكن سكنها سبط منسي ."
ووادي الزرقا" -الذي قد يكون هو شيحور لبنة، والذي يصب في البحر جنوبي دور-
كان التخم الجنوبي. وكان نصيب أشير عبارة عن شريط من الأرض يتراوح عرضة ما بين
8-10 أميال ويمتد شمالا علي الساحل قرب صيدون، ويتاخم يساكر وزبولون ونفتالي من
الشرق . ويبدو أن أشير قد استولي علي ممتلكاته بالزحف السلمي وليس بالغزو . وكما
رأينا، لم يطرد الفينيقين من مدنهم، فظل سهل عكا الخصيب والمساحات الخصبة بين
الجبال وعلي ساحل البحر بالقرب من صور وصيدون في أيدي الفينيقين . وكانت الوديان
المنحدرة إلي الغرب والمنفتحة علي السهول الساحلية تنتج محاصيل وفيرة من الحبوب .
وما زالت هناك بقايا غابة قديمة من البلوط في شمالي جبل الكرمل. وقد ازدهرت الكروم
وأشجار الزيتون بكثرة . والكميات الهائلة من زيت الزيتون التي ما زالت إلي هذا
اليوم تصدر من المنطقة، تذكرنا بما جاء في تلك البركة القديمة: "يغمس في
الزيت رجليه" (تث 33: 24) .

2-اسم مدينة علي التخوم الجنوبية لسبط منسي (يش 17:
7) ويظن البعض أن موقعها الحالي هو قرية "تيسير" علي بعد حوالي أحد عشر
ميلا إلي الشمال الشرقي من شكيم علي الطريق إلي بيت شان (بيسان) . ولكن يقول بعض
العلماء إن المقصود بها هنا هو تخم سبط أشير نفسه.