أغريباس

هو
هيرودس أغريباس الثانى إبن هيرودس أغريباس الأول (أع 12) من زوجته قبروس، وعندما
مات أبوه فى 44 م كان شاباً فى السابعة عشرة من عمره، فاعتبر أصغر من أن يتولى حكم
اليهودية، فوضع الامبراطور كلوديوس الاقليم تحت وصاية وال آخر . وقد تعلم أغريباس
تعليماً ملوكياً فى قصر الإمبراطور نفسه (كما يذكر يوسيفوس)، ولكنه لم ينس شعبه تماما،
كما يظهر ذلك من توسله من أجل اليهود عندما طلبوا أن يسمح لهم بحراسة ثياب رئيس
الكهنة الرسمية التى كانت إلى ذلك العهد في أيدي الرومان ولا تستخدم إلا فى
مناسبات محددة . وعند موت عمه هيرودس ملك كالكيس، عينه كلوديوس حاكماً للولاية سنة
48 م، كما يقول يوسيفوس كان يدافع عن قضية اليهود كلما سنحت الفرصة، وبعد ذلك
بأربع سنوات (52 م) وسع كلوديوس دائرة ولايته بأن ضم إليه ولايات فيلبس وليسانيوس،
وكان وهو فى كالكيس قد خلعوا عليه لقب "ملك" وقد اصبح له هذا اللقب
رسميا بعد توسيع دائرة ملكه . وفى سنة 55 م أضاف نيرون بعض مدن الجليل وبيرية إلى
مملكة أغريباس، وكان تاريخه كله يحمل الطابع الغالب للدم الأسمونى الذى كان واضحا
فى أبيه أيضا .

ويرد
اسم هيرودس أغريباس الثانى فى العهد الجديد فى سفر الأعمال (25: 13، 26: 32)
ويدعوه بولس ملكا (26: 2) ويتحدث إليه كشخص له معرفة بالكتب المقدسة، ولأنه كان
صهرا لفيلكس فقد رحب به فى تلك المناسبة . وكان اليهود والأمم يتهمونه بوجود علاقة
شائنة بينه وبين أخته برنيكى .

وإذ
علم أغريباس بعدم جدوى المقاومة اليهودية، حذر اليهود من التمرد ضد روما، ولكن لم
يستمعوا له، عندما نشبت الحرب، وقف بجراءة فى وصفى روما وحارب تحت أعلامها، وأصابه
جرح من حجر مقلاع رمى به فى حصار جامالا . وخطابه لليهود لتحذيرهم من التمرد ضد
روما، قطعة رائعة من الأدب يحتفظ بها التاريخ، وعندما وقعت الواقعة وجاءت النتيجة
المحتومة، وإنتهت مملكة أغريباس بإنتهاء مملكة اليهود، ذكر الرومان ولاءه لهم،
فإنتقل مع أخته برنيكى إلى روما حيث منح لقب "بريتور" (أى وال ممتاز)
ومات فى روما حوالى سنة 100 م فى السبعين من عمره، فى بداية حكم تراجان .