يبوس – يبوسيون
يرد أول ذكر لهم في الكتاب المقدس مع الأموريين والجرجاشيين وغيرهم من الشعوب التى كانت تستوطن أرض كنعان (تك 10: 15م
).
ويذكر اليبوسيون بين الشعوب الكنعانية (تك 10: 16.15) على أساس جغرافى لا عرقى، لأنهم- فى غير هذا الموضع- يذكرون منفصلين عن الكنعانين (أرجع مثلاً إلى تك 15 : 21 ، خر 3 : 8 و 17 ) . كما أن ملكهم ” أدونى صادق ” يذكر باعتباره أحد ملوك الأموريين الخمسة فى تحالفهم ضد يشوع ( يش 10 : 5 ) . كما أن ” ملكى صادق ” ملك شاليم ” ( تك 14 :18 ) له اسم أموري . ويعتقد العلماء أن ” أرونة ” ( 2 أخ 3 : 1 و 2 صم 24 : 16 و 18 ) لقب ” حوراني ” أو ” حثي ” بمعنى ” سيد ” أو ” شريف ” . كما أن حاكم أورشليم المذكور فى رسائل تك العمارنة ، كان له اسم غير سامي بل حثي ، وهو ” عبدو حيبا ” . وهذا يطابق ما ذكره النبي عن أورشليم : ” أبوك أموري وأمك حثية ” ( حز 16:3 و 45
) .
ولم يستولي بنو إسرائيل على بلادهم تماماً إلا فى أيام داود الملك ، فبعد انتصارات إسرائيل الساحقة فى غربى الأردن ، أراد اليبوسيون أن يوقفوا زحف بنى إسرائيل بقيادة يشوع ( يش 9 : 1 ) ، وكان اليبوسيون من الشعوب الذين طلب منهم ى يابين ” ملك حاصور أن يساعدوه في حشد جيوش لوقف تقدم يشوع ، وقد كانوا يشتهرون بأنهم ” سكان الجبل ” ( يش 11 : 3 ) ولم يقدر بنو يهوذا على طردهم فسكن اليبوسيون مع بنى يهوذا فى أورشليم ( يش 15 : 63
) .
كان من أول ما قام به داود بعد أن صار ملكا على كل إسرائيل ، أن استولى على مدينة يبوس الحصينة بخطة محكمة ( 2 صم 5 : 6 – 10 ) . ويبدو أن داود استخدم نفقا تحت الأرض ، كان قد بناه الكنعانيون لجلب المياه من خارج المدينة إلى خزان داخل المدينة . وقد أسفر التنقيب عن اكتشاف هذا النفق ، والنفق الآخر الذى بناه حزقيا الملك ( 2 مل 20 : 20 ) . واستغل داود وجود هذا النفق للتسلل عن طريقة إلى داخل المدينة ، وأخذ اليبوسيين على غرة . ولكن وليم ف. أولبريت يرى أن الكلمة العبرية المترجمة ” القناة ” ، – هى ” سنور ” – يمكن أن تعنى أيضا ” خطافاً لتسلق الأسوار ” ، أى أن رجال داود هاجموا اليبوسيين عن طريق تسلق السور وهدمه ، وليس عن طريق التسلل عبر النفق وبعد أن استولى داود على المدينة اشترى تلاً صخريا ، هو يبدر أرنان اليبوسى ( 2 صم 24 : 18 و 25 و 1 أخ 21 : 15 و 18 – 28 ) ، ليبني عليه مذبحاً للرب ، وعلى هذه البقعة بنى سليمان الهيكل ( 2 أخ 3 : 1
) .
ويُذكر اليبوسيون – بعد عصر داود – فى بعض القوائم ، كما في سفر عزرا ( 1 : 1 ) ونحميا ( 9 : 8 ) . كما يقول زكريا النبي إن مصير عقرون سيكون كمصير اليبوسي ( زك 9 : 7
) .
