صهيون

 

أولاً – الاسم
:

( 1 )
مرات وروده في الكتاب : يرد اسم ” صهيون ” أكثر من 150 مرة في العهد القديم ، فيذكر في سفر المزامير ثماني وثلاثين مرة ، وفي سفر مراثي إرميا خمس عشرة مرة، وفي اسفار الأنبياء – وبخاصة في سفر إشعياء – سبعاً وخمسين مرة
.

( 2 )
معناه : لا يعرف معنى ” صهيون ” على وجه التحديد ، فيقول ” جسنيوس
” (Gesenuis)
وآخرون إنه مشتق من أصل عبري ” صها ” بمعنى ” يبس ” أو ” جف ” ويقول
.(Delitzsh) “
ديلتزك ” إنه مشتق من الكلمة العبرية ” سوَّى ” بمعنى أقام ويقول ” وتزشين ” إنه مشتق من كلمة ” صان ” بمعنى ” حمى ” بينما يرى جسيوس أيضاً حلا لها في الكلمة العربية ” صهوة ” بمعنى قمة الجبل أو ” القلعة “، وهو معنى يطابق موقع المدينة
(Wetesteem)
حيث كانت تدعى أصلاً ” حصن صهيون ” ( 2 صم 5 : 7
) .

ثانياً : – الموقع الجغرافي
:

( 1 )
قلعة كنعانية : كانت أصلاً حصناً يبوسياً
 
، استولى عليه داود ورجاله من يد اليبوسيين ، ودعاها ” مدينة داود ” ( 2 صم 5 : 6 – 9
) .

( 2 )
الجبل الجنوبي الشرقي : ويرى البعض أن ” صهيون ” تشمل كل المدينة المسورة التي كانت تشغل التل الجنوبي الشرقي من أورشليم ، حيث يذكر أن : ” حصن صهيون ، هي مدينة داود ” ( 2 صم 5 : 7 ) ، أي أنها المدينة الكنعانية كما كانت قائمة عندما استولى عليها داود في 1003 ق . م . وبعد أن وسَّع سليمان أورشليم شمالاً حتى شملت جبل المريا ، فأنه عند تدشينه للهيكل الذي بناه على هذا الجبل في 958 ق . م . جمع شيوخ إسرائيل ” لإصعاد تابوت عهد الرب من مدينة داود هي صهيون ” ( 1 مل 8 : 1 ، 2 أخ 5 : 2 ) ، ولم يحدث أن أطلق اسم صهيون خطأ على التل الجنوبي الغربي إلا بعد العصر المسيحي الأول
.

( 3 )
جبل الهيكل : أن وجود تابوت عهد الرب في المدينة القديمة على التل الجنوبي الشرقي ، أضفي على ” صهيون ” مسحة دينية مهيبة، فأصبحت تعرف بأنها ” مدينة الله ” و” مدينة الملك العظيم ” ( مز 46 : 4 ، 48 : 2 ) ، و ” الجبل المقدس ” ( مز 2 : 6 ، انظر أيضاً يؤ 2 : 1 ، زك 8 : 3 ) ، و ” مقدس الله ” ( انظر أيضاً مز 20 : 2 ، 78 : 69 ) ، ومقصد الذاهبين لعبادة الله ( مز 84 : 5 و 8 ) ومكان عونه وخلاصه ( مز 20 : 2 ، 69 : 35 ) وتسبيحه وعبادته ( مز 9 : 14 ، 65 : 1
) .

وبنقل التابوت الى جبل المريا ، أصبح يطلق اسم ” صهيون ” على الجبل الذي بنى عليه الهيكل ( 78 : 68 و 69 )، أو بالحرى ” جبل صيهون ، فرح أقاصي الشمال ( مز 48 : 2 ) وأصبح ” الهيكل ” و ” صهيون ” يدلان على مكان واحد ( إرميا 50 : 28 ، 51 : 10
) .

( 4 )
اورشليم : ولم يلبث أن أصبح اسم ” صهيون ” يطلق على العاصمة التي تحتل عددا من التلال، فأصبح مرادفاً لاسم ” أورشليم ” ( إش 40 : 9 ، ميخا 3 : 12 – وكلمة ” جبل صهيون ” في مز 133 : 3 ، هي أصلاً في صيغة الجمع في العبرية : ” جبال صهيون ” ). وعند الأنبياء المتأخرين أصبحت ” صهيون ” ( زك 1 : 17 ) أو ” بنو صهيون ” ( مراثي 4 : 2 ) ، وبنات صهيون ( نش 3 : 11 ، إش 10 : 32 ) تعني سكان أورشليم ( إرميا 51 : 35
) .

هل تبحث عن  ئلة مسيحية لص يسرق كاهن ويعترف عنده ه

كما تذكر ” صهيون ” مع سائر مدن يهوذا الحصينة كمكان للأمان ( ارميا 4 : 5 و 6 ) انظر أيضاً مراثي 5 : 11 ) ولذلك يقول الرب للشعب : ” ارجعوا أيها البنون العصاة فآخذكم … وآتي بكم إلى صهيون ” ( إرميا 3 : 14 ) لذلك تستخدم عبارة ” بنت صهيون ” تجسيداً لكل المدينة التي تشبَّه بأمراة جميلة ذات بهاء ( مراثي 1 : 6 ) في حاجة إلى تعزية ( مراثي 1 : 17 ، 2 : 1
)

( 5 )
أرض يهوذا : في زمن السبي ، أُطلق اسم ” صهيون ” على كل السبي : ” تنجي يا صهيون الساكنة في بنت بابل ” ( زك 2 : 7 ) . وبعد العودة من السبي في 537 ق . م . قيل عن الراجعين من السبي : ” عندما رد الرب سبي صهيون ” ( مز 126 : 1 ، انظر أيضاً إرميا 50 : 5 ) ، رغم أنهم كانوا من مختلف مدن وقرى يهوذا ، فأنهم ” يأتون ويرنمون في مرتفع صهيون ” ( إرميا 31 : 12 ). كما أن ” ابنة صهيون ” تطلق على كل الأمة ( إرميا 6 : 23 ) ” صوت ابنة صهيون تزفر . تبسط يديها قائلة : إلا لي لأن نفسي قد أغمى عليها بسبب القاتلين ” ( إرميا 4: 31
)   “
وأبناء صهيون ” يذكرون كأمة مع ” أبناء ياوان ” ( زك 9 : 1
)                 

ثالثاً – الدلالات اللاهوتية
:

تبرز الدلالات الدينية – في هذا المجال – في المقدمة
:

(
أ ) ايجابيا : إن الرب هو الذي رد سبي صهيون في 537 ق . م . إذ كان ذلك – من وجهة النظر البشرية – أمراً لا يصدق ” حتى إنهم كانوا كالحالمين ” ( مز 126 : 1 ) ويصفهم الله نفسه بالقول : ” شعبي الساكن في صهيون ” ( إش 10 : 24 ، انظر أيضاً 51 : 16 ) ، كما يقول المسبيون : ” قوموا فنصعد إلى صهيون ، إلى الرب إلهنا ” ( إرميا 31 : 6 ) ، و” أبناء ” و ” بنات ” صهيون ( إش 4 : 4 ، يؤ 2 : 23 ، زك 9 : 9 ) هم الذين لهم بالرب علاقة خاصة. و ” العذراء ابنة صهيون ” ( 2 مل 19 : 21 ، إش 37 : 22 ، انظر أيضاً إرميا 14 : 17 ، 18 : 13 ، 31 : 4 و 21 ، مراثي 1 : 15 ، عاموس 5 : 2 ) تعني أنها مدينة منيعة لا تُقتحم ، فهكذا كانت من قبل ( مراثي 2 : 13 ) وذلك لعناية الرب بها ( انظر ” العذراء ابنة بابل ” إش 47 : 1 و ” عذراء بنت مصر ” إرميا 46 : 11 ) ، كما ” تبتهج بنات يهوذا من أجل أحكامك ” ( مز 48 : 11 ، 97 : 8 ) . و ” جبل صهيون الذي لا يتزعزع بل يسكن الى الدهر ، رمزاً للمتكلين على الرب ( مز 125 : 1
). 
بل إن مدينة ” صهيون ” بأبراجها ومتاريسها وقصورها ، تقوم دليلاً على رضى الله عليهم إلى الأبد ( مز 48 : 12 – 14 ) ، ولذلك يقال عنها
: ” 
صهيون كمال الجمال ” ( مز 50 : 2 ) ، و ” جبل صهيون الذي أحبه ( الرب ) ” ( مز 78 : 68 ) ، وأكثر من جميع مساكن يعقوب ” ( مز 87 : 2 ) ، و ” الرب عظيم في صهيون ” ( مز 99 : 2 ) ، ويبارك الرب شعبه ” من صهيون ” ( مز 128 : 5 ، 134 : 3 ) فقد أصبح ” جبل صهيون ” مسكناً للرب ( مز 74 : 2 ) وموضع رحمته ورأفته ( مز 102 : 13 ) و ” يحدَّث في صهيون باسم الرب ” ( مز 102 : 20 و 21 ، 135 : 21 ) ، بالترنيم ( مز 137 : 3 ، 149 : 2 ) ، وفي الأعياد ( إش 33 : 20
) .

هل تبحث عن  م الأباء أغسطينوس أقوال أغسطينوس 08

وعند موت الملك آحاز في 726 ق . م . أعلن إشعياء أنه حيث أن الرب أسس صهيون ، فأن شعبه يحتمي بها في وقت شدته ( إش 14 : 32 ) ، وبخاصة عندما اقترب هجوم سنحاريب في 701 ق . م . تكلم عن دفاع الله عن صهيون ( إش 31 : 4 ، 33 : 1 – 5 ) حيث ” يسقط إشور بسيف غير رجل ، وسيف غير إنسان يأكله ” ( إش 31 : 8 و 9 ) . ويعلن بكل جراءة أن صهيون لن تسقط في يد العدو الغازي ( إش 37 : 22 و 32 – 35 ) . بل إن الموآبيين المطرودين ، يُنصحون بأن يهربوا إلى صهيون لتكون ستراً لهم ” من وجه المخَّرب ” ( الإشوري – إش 16 : 4 ) كما يتنبأ النبي عن الهدايا التي ستقدم لصهيون من الكوشيين
 
، حكام مصر من الأسرة الخامسة والعشرين ( إش 18 : 7 – 9 ) ويلخص إشعياء هذه الأحداث بالقول : ” قد قرَّبت بري . لا يبعد وخلاصي لا يتأخر . وأجعل في صهيون خلاصاً ” ( إش 46 : 13 ، انظر أيضاً 52 : 1 و 2 و 7 و 8
) .

(
ب ) سلبيا : هذه العلاقة الخاصة مع الله ، التي يتضمنها اسم ” صهيون “، لم تكن دائما علاقة رضى عنها ، بل كانت أحياناً رفضها لها لابتعاد الشعب عن الله ( انظر إش 3 : 17 ، 49 : 14 ، إرميا 6 : 2 ، 9 : 19 ) كما يتنبأ النبي بالويلات لصهيون ( ارميا 4 : 31 ، 6 : 23 ) ، ولذلك يتساءل النبي : ” ألعل الرب ليس في صهيون ؟ ” ( إرميا 8 : 19 ) كما ينذر ميخا النبي بهلاكها لأن إثمها أصبح لا يحتمل ( ميخا 3 : 10 – 12 ، انظر أيضاً مراثي 2 : 4 ) وأصبحت ” بنات صهيون يتشامخن ويمشين ممدودات الأعناق وغامزات بعيونهن … ” ( إش 3 : 16 ) ، وأصبح الشعب ” مستريحين في صهيون ” ( عا 6 : 1 ) ، وكأنهم أصبحوا من ” مبغضي صهيون ” ( مز 129 : 5 ) ، كما يقول إشعياء : ” ارتعب في صهيون الخطاة . أخذت الرعدة المنافقين ” ( إش 33 : 14 ) لأن الله قد كره ” صهيون ” ( إرميا 14 : 19 ، انظر 30 : 17 ) . كما يحذرهم إرميا النبي من الاتكال على كلام الكذب لمجرد وجود هيكل الرب في وسطهم ( إرميا 7 : 4 و 8 و 12 ) ، فالخطية ستجلب الخراب على صهيون ( ارميا 9 : 19 ) ، وهو ما حدث في 586 ق . م . ( ارميا 51 : 24 و 35 ) ، عندما خرجت بنت صهيون من المدينة لتسكن في البرية وتأتي إلى بابل ( ميخا 4 : 10 ) . ولم يكن في استطاعة المسبيين إلا أن يبكوا عندما تذكروا صهيون ( مز 137 : 1
) .

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ى يَثَر ر

(
جـ ) صهيون في آخر الأيام : لم يكن ما حدث لصهيون في 586 ق . م . أو في 70 م ، هو نهاية المطاف ، إذ أن لها مكاناً بارزاً عما في نبوات آخر الأيام ، فقد قال داود بروح النبوة في حوإلي1000 ق . م . . أن ابن الله ، المسيا سيُمسح ملكاً فيها ( مز 2 : 2 و 6 و 7 ) وسيملك على أعدائه ( مز 110 : 1 و 2 ) . وصلى من أجل أن يأتي إليوم الذي فيه سيأتي الخلاص من صهيون ، فيهتف شعبه ويفرح ( مز 14 : 7 ، 53 : 6 ، انظر أيضاً صف 3 : 14 ) . كما تنبأ إشعياء بأن الله سيؤسس في صهيون ” حجر زاوية كريماً أساساً مؤسساً . من آمن لا يهرب ” ( إش 28 : 16 ) كما تنبأ عن هتاف الفرح في صهيون عندما يأتي إليها قدوس إسرائيل عظيماً في وسطها ( إش 12 : 6 ، 59 : 20 ) ، ولن يكون هناك بكاء بل يهرب الحزن والتنهد ( إش 30 : 9 ، 35 : 10 )، ويزمجر الرب كأسد من صهيون ( يؤ 3 : 16 ) ، ويعود ويجمع شعبه المفدي ( إش 35 : 9 و 10 ) ، وأخيرا يكون أن الذي يبقى في صهيون
… 
يسمى
  ” 
قدوسا
” 
بعمل روح الله ويكون عليهم غطاء مجد ( إش 4 :3 – 5 ) . وسيؤدي ظهور هذا المجد السماوي الى اجتماع الأمم إلي للهجوم على المدينة بلا جدوى ( إش 29 : 7 و 8 ، انظر أيضاً زك 12 : 2 و 3 ، 14 : 1 و 2 ) ، كجزء من معركة هرمجدون ( رؤ 16 : 16 ) ولكن سينقذ الله الأمناء ( يؤ 2 : 32 ، عوبديا 17 ) ، ويأتي يوم الأنتقام وسنة الجزاء ” من أجل دعوى صهيون ” ( إش 2 : 2 و 3 ، 60 : 14 ، ميخا 4 : 2 ) لأنها ستكون مركز ملكه ( ميخا 4 : 8 ) لأنه لن يهدأ حتى يخرج برها كضياء ( إش 62 : 1 ) ، وليحول نوحها إلى فرح ( إش 63 : 3 ) ، فسيملك الرب إله صهيون إلى الابد ( مز 146 : 10 ، ميخا 4 : 7 ) في مدينته التي ” لن تنتقل ، ولن تقلع أوتادها الى الابد ” ( إش 33 : 20 – انظر أيضاً إش 24 : 22 و 23 ، رؤ 20 : 11 – 21 : 5 ، 22 : 5
) .

(
د ) في العهد الجديد : يقول الرسول للمؤمنين في العهد الجديد : ” لأنكم لم تأتوا الى جبل ملموس مضطرم بالنار … بل قد اتيتم الى جبل صهيون وإلى مدينة الله الحي أورشليم السماوية .. ” ( عب 12 : 18 – 24 ) . وإن كانت تستخدم في بعض المواضع في إشارة إلى الشعب القديم اقتباسا من العهد القديم ( رو 9 : 33 ، 1 بط 2 : 6 ) أو بمعناها الحرفي في إشارة الى مدينة أورشليم ( مت 21 : 5 ، يو 12 : 15 ) . كما سيقف المسيح – عند مجيئه ثانية – والمفديون معه على جبل صهيون ( رؤ 14 : 1 ، انظر عوبديا 21 ) ، ومن هناك سيملك الى الابد ( رو 11
:  26
، انظر مز 132 : 13 و 14 ) الرجا الرجوع أيضاً إلى ” مدينة داود” في مادة ” داود

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي