ملح

 

وهو في العبرية والأرامية يكاد يكون بنفس اللفظ العربي . والملح مادة حافظة ، ويعطي مذاقاً مستساغاً للطعام ، فهو من المكونات الأساسية للطعام ( عز 6: 9، 7: 22) ، بل وفي علف الحيوانات أيضاً ( إش 30: 24) ، لذلك كان للملح اعتباره ، وكان ” أكل العيش والملح ” ، أي المشاركة في الطعام رمزاً لعمق الصداقة ودوام الوفاء . ويتساءل أيوب قائلاً : ” هل يؤكل المسيح بلا ملح ؟ ” ( أي 6: 6). وكان الملح من الأهمية حتى فرض السلوقيون مكوساً على استخراجه من البحر الميت ومن المناطق السبخة حوله ( 1مل 10: 29، 11: 35). وفي رسالة ولاة عبر النهر إلى أرتحشستا ملك فارس ، يقولون : ” بما أننا نأكل ملح دار الملك ، ولا يليق بنا أن نرى ضرر الملك” ( عز 4: 14) ، أي أنهم يقتاتون من خير الملك . ومن هنا جاء تعبير ” عهد ملح ” للدلالة على أنه عهد مؤبد ( عد 18: 19، 2أخ 13: 5). وقد جاء في الشريعة :” كل قربان من تقادمك بالملح تملحه ، ولا تُخل تقدمتك من ملح عهد إلهك. على جميع قرابينك تقُرِّب ملحاً ” ( لا 2: 13، حز 43: 24
).

كما كان الملح يدخل في تركيب البخور العطر ( خر 30: 35) . وعندما تقدم رجال المدينة إلى أليشع النبي قائلين له : هوذا موقع المدينة حسن … وأما المياه فردية والأرض مجدبة. فقال : ائتوني بصحن جديد وضعوا فيه ملحاً. فأتوه به . فخرج إلى نبع الماء وطرح فيه الملح …فبرئت المياة” ( 2مل 2: 19 – 22). ولكن كثرة الملح في التربة يجعلها أرضاً سبخةغير صالحة للزراعة أو للسكن ( تث29: 23، مز 107: 34، إرميا 17: 6، صف 2: 9)، ولذلك لما استولى أبيمالك بن جدعون على شكيم هدمها وزرعها ملحاً حتى تصبح قفراً لا تُزرع ولا تُسكن ( قض 9: 45
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس قاموس الكنيسة إبصالية ة

وكان الطفل عند ولادته يُملح بملح( حز 16: 4)، وما زالت هذه العادة متبعة في بعض البلاد
.

وكان الملح الطبيعي يوجد بكثرة في بعض الأماكن في فلسطين ، حتى سميت هذه الأماكن به ، مثل وادي الملح ، ومدينة الملح ( 2صم 8: 13، 2مل 14: 7، أخ 18: 12، 2أخ 25: 11، مز 60 العنوان ، يش 15: 62) ، وأهمها بحر الملح ( أي البحر الميت-تك 14: 3…إلخ) ، كما يطلق عليه غالباً في أسفار موسى الخمسة وفي سفر يشوع ( يش 12: 3… إلخ ) ، فإن عدم وجود مخرج من البحر الميت سوى البخر، جعل مياهه أشد المياه ملوحة ، فهو غني بالعديد من الملاح وبخاصة كلوريدات المغنسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم. وتوجد مستنقعات الملح في الأرض السبخة التي تمتد حول الطرف الجنوبي للبحر الميت ( حز 47: 11) ، والطرف الغربي منها يمتد نحو ثمانية أميال من ساحله الجنوبي . كما يوجد في الجنوب الغربي منه ” جبل أصدم ” حيث يكثر الملح الصخري على سفوحه ، وقد عملت فيها عوامل التعرية وكوَّنت منها أعمدة متعددة الأشكال ، يشار إلى بعضها على أنه ” امرأة لوط ” التي صارت عمود ملح ( تك 19: 26
).

ويستخدم ” الملح ” مجازياً في بعض المواضع في العهد الجديد . ففي الأناجيل يذكر الرب يسوع ” الملح ” مراراً في أحاديثه ، فيقول للتلاميذ : ” أنتم ملح الأرض . ولكن إن فسد الملح فبماذا يُملَّح ؟ لا يصلح بعد لشيء إلا لأن يُطرح خارجاً ، ويداس من الناس ” ( مت 5: 13). فكما يحفظ الملح الطعام من الفساد ، ويضفى عليه مذاقاً مقبولاً، هكذا يجب أن يكون المؤمنون في العالم ، يحمونه من الفساد ويضفون عليه صورة مرضية ( ارجع أيضاً إلى لو 14: 34). ويقول أيضاً : ” لأن كل واحد يُملَّح بنار ، وكل ذبيحة تُملَّح بملح . الملح جيد ، ولكن إذا صار الملح بلا ملوحة فبماذا تصلحونه ؟ ليكن لكم في أنفسكم ملح ، وسالموا بعضكم بعضاً ( مر 19: 50) ، وفي هذا المعنى يقول الرسول بولس : ” ليكن كلامكم كل حين بنعمة مصلحاً بملح لتعلموا كيف يجب أن تجاوبوا كل واحد ” ( كو 4: 6
).

هل تبحث عن  ئلة مسيحية هل تم تحريف الكتاب المقدس أم لا ا

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي