قَريب
:

تأتي بمعنى النسيب أو الجار وقد نشأت أهمية القريب من حياة القبيلة أو الحياة الاجتماعية في القرى الزراعية البسيطة والتعاون في حماية القبيلة أو القرية من الاعتداءات الخارجية. ولذلك اعتبروا القريب وجعلوا حقه ثانياً لحق الأخ وأفراد العائلة الواحدة. وقد قال سليمان الحكيم في أمثاله : (( الجار القريب خير من الأخ البعيد )) (ام 27: 10
).

وقد جاءت وصيتان من الوصايا العشر تحامي عن القريب هما التاسعة والعاشرة (( لا تشهد على قريبك شهادة زور )) و (( لا تشته بيت قريبك لا تشته امرأته )) (خر 20: 16 و 17). كما أوصت الشريعة بمحبة القريب كالنفس (لا 19: 18). ومن نص هذه الآية (( لا تنتقم ولا تحقد على أبناء شعبك بل تحب قريبك كنفسك )) نرى كلمة (( قريبك )) جاءت مرادفة لكلمة (( أحد أبناء شعبك )) وضدها كلمة أجنبي وغريب. وقد حللت الشريعة أخذ الربا من الأجنبي وحرّمته من القريب (خر 22: 25 وتث 23: 19 و 20
).

وقد تعصّب اليهود لحصر معنى القرابة في أبناء الأمة اليهودية حتى أنهم فسَّروا الآية (خر 23: 5) (( إذا رأيت حمار مبغضك واقعاً تحت حمله فلا تعدل عن حله بل لا بد أن تحل معه )) بأنه إذا كان مبغضك من بني إسرائيل فلست ملزماً بحله معه
.

وقد جاء المسيح ليوسّع نطاق المحبة ويعلمهم عن القرابة الإنسانية العامة فعلمهم مثل السامري الصالح (لو 10: 25-36). فبيّن به أن الإنسان قريب الإنسان وإن اختلفا في الجنس والمذهب حتى وإن سادت بينهما عداوة تاريخية. وإن كل من يقع في ضيق أو كربة يجب أن نشعر معه بعطف القرابة الأخوية بقطع النظر عن كل اعتبار آخر
.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي