شياطين

Demons

مقدمة

العهد القديم

1.
نشأة هذا المعتقد
:

2.
عبادة الشياطين في الديانات الوثنية
:

3.
جيش الشيطان
:

العهد الجديد

1.
المسيح، قاهر، إبليس والشياطين
:

2.
معركة الكنيسة
:

 

 

مقدمة

الشياطين هي هذه الكائنات الروحية الشريرة التي لم يوضح الوحي ملامحها إلا تدريجيآ وببطء شديد. ففي البداية استخدمت النصوص الكتابية بعض العناصر المنقولة، من المعتقدات الشعبية ولكن دون ربطها بسرَ إبليس وفي النهاية، اتضح لكل شيء معناه. على ضوء الذي آتى إلى العالم لكي يحرر الإنسان من إبليس وأذنابه
.

العهد القديم

1.
نشأة هذا المعتقد
:

كان الشرق القديم يشخّص آلاف القوىَ الغامضة التي كان يتصورها وراء الشرور التي تصيب الإنسان. كان للديانة البابلية تعليم متشعّب عن الشياطين حيث كان القوم يمارسون تعاويذ عديدة من أجل تخليص الأشخاص الممسوسين والأشياء والأماكن المسكونة. وكانت هذه الشعائر السحرية أساسا تشكلَ جانباً مهماً من الطب إذ كان كل مرض ينسب إلى فعل روح شريرة
.

يقرّ العهد القديم، منذ بدايته، بوجود مثل هذه الكائنات ونشاطها. إنه يساير الاعتقادات الشعبية التي تملأ المناطق الخربة والجهات المقفرة، بالحيوانات المتوحشة والكائنات الغامضة: مثل الأشاعر (إشعيا 13: 21: 34: 13 في السبعينية)، والغول (إشعيا 34: 14). ويخصها العهد القديم بأماكن ملعونة، مثل بابل (إشعيا 13) أو بلاد آدوم (إشعيا 34). و تفرض مراسيم التكفير تسليم التيس المحمل بخطايا إسرائيل إلى الشيطان عزرائيل (لاويين 16: 10). ويتشبه بعضهم في أن قوى شريرة تحوم حول الإنسان المريض فتعذبه. في البداية، اعتبرت بعض الشرور كالطاعون (مزمور 91: 6، حبقوق 3: 5)، والحمى (تثنية 32: 24 حبقوق 3: 5) كأنها وباء من عند الله يدفعها على المذنبين،َ كما يد فع روحاً شريراً على شاول (ا صموئيل 16: 14- 15 و23، 18: 10، 19: 9)، وكما يرسل الملاك المهلك على مصر وعلى أورشليم أو على الجيوش الأشورية (خروج 12: 23، 2 صموئيل 24: 16، 2 ملوك 19: 35
).

إلاّ أنّه بعد السبي، يبدو التمييز أكثر وضوحاً بين عالم الملائكة وعالم الشياطين. يعلم كتاب طوبيا أن الشياطين هي التي تعذّب الإنسان (طوبيا 6: 8) وأن الملائكة مكلفون بمحاربتهم (طوبيا 8: 3). ومع ذلك، لكي يستعرض أشرّهم، ألا وهو القتال، يستلهم المؤلف القصص الشعبية الفارسية، مطلقاً عليه اسم “ازموداوس” (طوبيا 3: 8، 6: 14). وهكذا نرى أن العهد القديم يؤكد وجود الأرواح الشريرة وعملها، تأكيده على وجود الملائكة وعملهم، إلا أنه لم يكن له خلا ل مدة طويلة سوى فكرة غير واضحة عن طبيعتهم وعلاقتهم بالله. وحتى يتحدث عنهم، يستخدم صوراً جارية اصطلح عليها العرف العام
.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد قديم سفر الأمثال 24

2.
عبادة الشياطين في الديانات الوثنية
:

كانت هناك تجربة تُراود دائماً الوثنيين، بأن يسعوا إلى استمالة هذه الأرواح الشريرة، بتقديم ذبائح لها، وهكذا يعملون على تأليهها. ولم يكن إسرائيل في منأى عن هذه التجربة. فعندما كان يترك خالقه. كان يولي وجهه هو أيضاً شطر الآلهة الأخرى (تثنية 13: 3 و7 و14) أي شطر الشياطين (32: 17)، متمادياً في ذلك لدرجة تقديم الذبائح البشرية لهم (مزمور 106: 37). وكان يمارس الفجور باتباعه الشياطين (لاويين 17: 7) التي كانت تسكن مشارفه العليا غير الشرعية (2 أخبار الأيام 11: 15). وقد كرست الترجمة اليونانية للكتاب المقدس هذا التفسير الشيطاني لعبادة الأصنام فوحَدوا الصورة صراحة بين الشياطين وبين الآلهة الوثنية (مزمور96: 5، باروك 4: 7) مُدرجين هذه الآلهة في سياق بعض النصوص حيث لم يعد الأصل العبري يتكلم عنها (مزمور 91: 6، إشعيا 13: 21، 65: 3). وهكذا تحول عالم الشياطين إلى عالم منافس لله
.

3.
جيش الشيطان
:

ينتظم عالم الشيطان هذا في فكر يهود ما بعد السبي في صورة أكثر رتابة. فكانوا ينظرون إلى الشياطين على أنهم ملائكة ساقطون. شركاء إبليس وقد أصبحوا أعوانه. ولتفسير سقطتهم، يستعملون تارة الصور الأسطورية للحرب القائمة بين النجوم (راجع إشعيا 14: 12) أو المعركة الأولية بين يهوه والوحوش التي تشخص البحر، وتارة أخرى يعودون إلى التقليد القديم بشأن أبناء الله الذين سقطوا في حبّ بنات الناس (تكون 6: 31، راجع 2 بطرس2: 4). وطوراً يمثَلونهما في صورة تمرّد أثيم على الله (راجع إشعيا 14: 13- 14، حزقيال 28: 2). وعلى كل حال، إنهم ينظرون إلى الشياطين كأرواح نجسة تتميز بالكبرياء والفجور إنها تعذَب البشر وتسعى لإيقاعهم في الشر. ولمحاربتها يلجأ المرء إلى التعاويذ (طوبيا 6: 8، 8: 2- 3، راجع متى 12: 27). ولم تعد التعاويذ كما كانت قديماً في بابل سحرية في طابعها، ولكنها أخذت طابع التضرّع، فإنه يرجى من الله أن يقهر إبليس وأعوانه بقوة اسمه (راجع زكريا 3: 2، يهوذا 9). ومن المعروف أيضاً أن ميخائيل و جنوده السماويين في حرب دائمة ضدهم وأنهم يسرعون لنصرة الشر (راجع دانيال 10: 13
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس س ستراتون ن

هكذا في الأدب الرؤيوي، أسوة بالحال في الاعتقادات الشعبية نشهد تطوراً كبيراً في الأسلوب المستعمل للتعبير بطريقة رمزية عن فاعلية قوى الشر في هذه الدنيا دون الوصول ذلك إلى حد التناسق الكامل
.

العهد الجديد

1.
المسيح، قاهر، إبليس والشياطين
:

يجب أن ننظر إلى حياة يسوع وعمله من زاوية هذا الصراع الذي يقوم بين عالمين، والذي يرتهن به في نهاية الأمر خلاص الإنسان. ويواجه يسوع شخصياً إبليس وينتصر عليه (متى 4: 11، يوحنا 12: 31). ويواجه أيضاً الأرواح الشريرة ذات السلطان على البشرية الخاطئة، ويهزمها في عقر دارها
.

هذا هو المعنى في العديد من المشاهد حيث يظهر ممسوسون: ممسوس كفرناحوم (مرقس 1: 23- 27)، وممسوس الجراسيين (مرقس 5: 1- 20)، وابنة المرأة الكنعانية (مرقس 7: 25- 30)، والصبي المصروع (مرقس 9: 14- 29)، والممسوس الأخرس (متى 12: 22- 24)، ومريم المجدلية (لوقا 8: 2) وفي أغلب الأحيان، يختلط الاستحواذ الشيطاني مع المرض (راجع متى 17: 15- 18). ولهذا يقال أحياناً إن المسيح يشفي الممسوسين (لوقا 6: 18، 7: 21)،وأحياناً إنه يطرد الشياطين(مرقس1: 34- 39
).

وإن كنّا لا نثير شكّاً حول بعض حالات الاستحواذ الواضحة جداً (مرقس 1: 23- 24، 5: 6)، إلا أنه ينبغي أن نضع في اعتبارنا الرأي الجاري في ذلك الزمان الذي كان يعزو إلى الشياطين مباشرة ظواهر تدخل اليوم: في نطاق الطب النفساني (مرقس 9: 20- 22)، ويجب أن نذكر بوجه خاص أن كل مرض هو علامة لقدرة إبليس على البشر (راجع لوقا 13: 11
).

إن المسيح إذ يواجه المرض إنما يواجه إبليس. وفي منحه الشفاء، إنما يظهر انتصاره على الشيطان. قد تصوّرت الشياطين أنها استقرت كأسياد في هذه الدنيا، فجاء يسوع يهلكها (مرقس 1: 24). وأمام السلطان الذي يظهره تجاهها، تدهش الجموع (متى 12: 23، لوقا 4: 35- 37)، ويتّهمه أعداؤه أنه ببعل زبول سيّد الشياطين، يطرد الشياطين (مرقس 3: 22//) “ألاّ يكون هو نفسه به روح نجس؟” (مرقس 3: 30، يوحنا 7: 21، 8: 48- 49 و52، 10: 20- 21). ولكن يقدّم يسوع التعليل الحقيقي: إنه بروح الله يطرد الشياطين، وهذا يدلّ على أن ملكوت الله قد وافى البشر (متى 12: 25- 28 //). كان إبليس يحسب أنه قوي، ولكن طرده من هو أقوى منه (متى 12: 29
).

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد جديد رسالة بولس الرسول إلى فليمون دك وودورد د

من الآن فصاعداً. سيتم إذن طرد الشيطان باسم يسوع (متى 7: 22، مرقس 9: 38- 39). وهو إذ يوفد التلاميذ للرسالة يمنحهم سلطاناً على الأرواح الشريرة (مرقس 6: 7). و بالفعل يتحقق التلاميذ أن الشياطين قد أخضعت لله: هذا برهان جليَ على سقوط إبليس (لوقا 10: 17- 20). هكذا سيشكلّ إخراج الشياطين، على مدى الأجيال، علامة من العلامات التي ستصاحب ا لبشارة بالإنجيل، بالإضافة إلى المعجزات
.

2.
معركة الكنيسة
:

فعلاً، يشهد كتاب أعمال الرسل على حالات إخراج الشياطين (أعمال 8: 7، 11،19 17). ومع ذلك فإن صراع مرسلي المسيح ضد الشياطين يتخذ له حينئذٍ أشكالاً أخرى: مكافحة السحر، والخرافات الباطلة من كل نوع (أعمال 13: 108، 19: 18- 19) والاعتقاد في الأرواح العرّافة (أعمال 16: 16). وهم يحاربون الوثنية التي تقدّم العبادة للشياطين (رؤيا 9: 20) الداعية الناس إلى مائدتها (1 كورنتس 10: 20- 21)، وهم يعلنون الحرب أيضاً على الحكمة الزائفة (يعقوب 3: 15)، وعلى المعتقدات الشيطانية التي تعمل جاهدة في كل زمان على خداع الناس (1 تيموتاوس 4: 1)، وعلى فاعلي العجائب الخادعة، القائمين بخدمة الوحش (رؤيا 16: 13- 14). يعمل إبليس وأعوانه وراء. كل هذه الأحداث البشرية التي تعترض تقدم انتشار الإنجيل ” وقد يعزو الكتاب المقدس محن الرسول نفسها إلى ملاك إبليس (2 كورنتس 12: 7). ولكن بفضل الروح القدس، نعرف الآن كيف نميّز بين الأرواح (1 كورنتس 12: 10)، ولا تستسلم لخداع العالم الشيطاني وآياته الزائفة (راجع 1 كورنتس 12: 1- 30
).

إن الكنيسة قد دخلت، على أثر يسوع، في حرب حتى الموت ضد الأرواح الشريرة، وهي تدّخر رجاء لا يقهر: فقد انهزم إبليس ولم يعد له إلا سلطان محدود، وستشهد آخر الأزمنة هزيمته النهائية وهزيمة كل أعوانه (رؤيا 20: 1- 3 و7- 10
).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي