يهودية

 

اليهودية هى الجزء الجنوبى من الولاية الرومانية في فلسطين ، وكانت منطقة صغيرة . فمع ضم كل السهل الساحلي والصحراء ، لا تبلغ مساحتها أكثر من ألفي ميل مربع ، ولكنها لم تشمل أبداً كل السهل الساحلي . وباستبعاد هذا السهل الساحلي ، فإنها كانت تمتد 55 ميلاً طولاً من بيت لحم إلى بئر سبع ، وكان عرضها ما بين 25 – 30 ميلاً فكانت مساحتها 350ر1 ميلا مربعاً . وكان ما يقرب من نصفها صحراء ( برية ) . وكان نهر الأردن يحدها من الشرق ، وفي غربه كانت الصحراء ( البرية ) ، ثم المرتفعات ، ثم التلال المنخفضة ، ثم السهل الساحلــــى ( على ساحل البحر المتوسط ) . ويحد اليهودية من الشمال السامرة ، ومن الجنوب الصحراء
.

وتمتد برية اليهودية من ساحل البحر الميت إلى حافة الهضبة الوسطى ، مما كان يجبر القادم من الشرق على السير من خمس إلى ثماني ساعات في صحراء جرداء لا ماء فيها ولا شجر ، وعلى حدودها الشرقية كانت توجد ثلاث واحات ترويها مياه الينابيع ، هى : أريحا ، وعين فشخة ( على بعد عشرة أميال إلى الجنوب ) ثم عين جدي ( على بعد 18 ميلا ) . وتخرج إليها ثلاث طرق من أريحا ، وتبدأ طريق أخرى من عين فشخة، وأخرى من عين جدي . وتجرى الطرق الخارجه من أريحا نحو الشمال الغربي إلى عاى وبيت إيل ، ثم إلى الجنوب الغربي نحو أورشليم ، ثم إلى جنوب الجنوب الغربى إلى وادى قدرون وبيت لحم . وبعد أن تعبر هذه الطرق وادي قدرون ، تتحد مع الطريق القادمة من عين فشخة . وتتفرع الطريق القادمة من عين جدي إلى فرعين ، يجري أحدهما إلى الشمال الغربى ، إلى بيت لحم وأورشليم ، وهو طريق وعر لا تستخدمه القوافل ، والفرع الآخر يتجه إلى الجنوب الغربـــي ، إلى يطه وحبرون
.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ف فدى ى

ويقول سميث إن ثلاثة معالم في جغرافية اليهودية ، كان لها أهمية كبيرة فى تاريخها ، وهى : ” طبيعتها الرعوية ، ومجاورتها للصحراء ، وعدم ملاءمتها لقيام مدينة كبيرة
” .

وقد ولد في صحراء اليهودية أثنان من الأنبياء : عاموس في تقوع ، وإرميا في عناثوث . كما كانت هذه البرية هى الملجأ الذي هرب إليه داود من وجه شاول . كما أنه في تلك البرية عاش يوحنا المعمدان استعداداً للقيام بخدمته ، وفيها واجه الرب يسوع تجربة إبليس له
.

ومع أن اليهودية كانت أقل مناطق سورية خصباً ، إلا أنها كانت أشهرها وأقواها نفوذاً . ويمكن تلخيص تاريخها كالآتى
:

كانت اليهودية موطن العائلة المالكة ، وفيها كان الهيكل ، وفيها ظهر كبار الأنبياء . وبعد العودة من السبي البابلي ، تجمع الشعب حول عاصمتها . وبعد ذلك بعضة قرون ، كانت فيها آخر معاقلهم قبل أن يفقدوا حريتهم على يد الرومان
.

ويطلق ” استرابو ” اسم اليهودية على كل فلسطين ، كما يفعل البشير لوقا (لو 27 : 5 ، أع 10 : 37 .. الخ). وكان الجزء المتاخم للبحر الميت من الغرب ، يعرف باسم برية اليهودية ( مت 3 : 1 ) أو ” البرية ” (مرقس 1 : 4 ، لو 3 : 2 ) حيث ظهر يوحنا المعمدان يكرز
.

وبعد موت هيرودس الكبير ، تولى ” أرخيلاوس ” حكم اليهودية والسامرة وأدومية ، ولكن عندما عُزل ، ضُمت اليهودية إلى ولاية سورية الرومانية ، والتى كان مقر حكمها في قيصرية
.

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي