ندى

 

والكلمة في العبرية هى ” طل ” أي نفس الكلمة العربية لفظاً ومعني
.

والندى هو بخار الماء يتكثف بملامسته لسطوح باردة في أثناء الليل ، ويسقط على الأرض والنباتات قطرات صغيرة . فوجود بخار الماء وملامسته للسطوح الباردة لازمان لتكوُّن الندي . ولقلة وجود بخار الماء في جو الصحراء ، لا يسقط الندي فيها رغم الاختلاف الكبير فى درجات الحرارة بين النهار والليل . ولأن فلسطين قريبة من البحر المتوسط ، فجوها به نسبة كبيرة من بخار الماء ، كما أن السماء الصافية تساعد على سرعة انخفاض درجة حرارة سطح الأرض حالما تغرب الشمس ، وهكذا يتكثف البخار عند ملامسته لسطح الأرض البارد فيتكون الندى
.

ويمتد فصل الجفاف في فلسطين من أبريل إلى أكتوبر، وهنا يكون الندى هاماً جدّاً لحياة النبات . وفعلاً يسقط الندي في الليالى الصيفية بغزارة ، فيحفظ للنباتات نضرتها . وفى سفر القضاة ( 6 : 38 ) نقرأ أن جدعون عصر من الجزة ” ملء قصعة ماء ” ، مما يدل على غزارة الندى . وتزداد غزارة الندي بالقرب من ساحل البحر ، إلى الغرب من بئر سبع في سهل إسدرالون ( يزرعيل ) ، وعند منابع الأردن على سفوح جبل حرمون ( مز 133 : 3
) .

والندى ينزل سرًّا في الليل ( أي 38 : 28 ) ، ومصدره سماوي ( تك 27 : 28 ، تث 33 : 28 ، حج 1 : 10 ، زك 8 : 12 ) . كما أنه يسقط بغتة ( 2 صم 17 : 12 ) ، وبلطف ( تث 32 : 2 ) ، ويظل على الأرض طوال الليل ( أي 29 : 19 ) . والتعرض الشديد للندى يضر بالإنسان ( نش 5 : 2، دانيال 4 : 15 و 23 و 25 و 33
).

والندى سرعان ما يتبخر حالما تشرق الشمس (أي 7 : 19 ، هو 6 : 4) . ويسقط الندى عادة في فصل الصيف، في فصـل الحصاد ( إش 18 : 4 ، هو 14 : 5 ، ميخا 5 : 7 ) . وتسمح غزارته ينمو النباتات في فصل الجفاف كما يعمل على تلطيف الجو ( أي 29 : 19 ، زك 1 : 12 ، سيراخ 18 : 16 ، 43 : 24 ) . وامتناع الندي يزيد من القحط (حجى 1 :10 ، 1 مل 17 : 1 ، 2 صم 1 : 21
) .

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد قديم سفر دانيال القمص تادرس يعقوب 03

ويستخدم الندى في الكتاب المقدس مجازياً كرمز لبركة الله ورضاه ، فهو ينعش ويحيى ( أم 19 : 12 ، هو 14 : 5 ، مي5 : 8 ، انظر أيضاً تك 27 : 28 ، تث 33 : 13
) .

ويقول المرنم : ” من رحم الفجر لك طل حداثتك ” ( مز 110 : 3 ) أي أنه محتفظ بقوة شبابه : كما أن سرعة تبخره تستخدم للدلالة على الزوال والفناء ( هو 6 : 4 ، 13 : 4 ) . كما يستخدم نزوله بهدوء وتأثيره المنعش صورة للمحبة الأخوية والانسجام ( مز 133 : 3 ) . كما أن سقوطه بغتة يشبه به هجوم العدو المباغت ( 2 صم 17 : 12
).

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي