مذبحة بيت لحم

 

يطلق هذا الاسم على المذبحة التي أمر بها هيرودس الكبير للأطفال سنتين فما دون في بيت لحم وتخومها حيث ولد يسوع (مت 16:2-18). ولعل كبريانوس هو أول من أطلق عليها هذا الاسم وأخذه عنه أوغسطينوس. ويعتبر إيريناوس (نحو 202م) أولئك الأطفال “شهداء”، ويصف في عبارات رائعة المأساه التي أنهت حياة أولئك الشهداء القصيرة وكيف أن الرب بنفسه أدخلهم – في رحمته – مقدماً إلى ملكوت الـلـه
.

أما كبريانوس (حوالي 258م) فيقول: “من الواضح أن من ذُبحوا لأجل المسيح كانوا أطفالاً أبرياء قُتلوا لأجل اسمه. أما أوغسطينوس (نحو 354م) فيقتبس كلمات كبريانوس و يتحدث عن أولئك الأطفال “الأبرياء
“.

إن المعالجة الكنسية لهذا الحادث جديرة بالملاحظة بسبب المغالاة في تقدير عدد ضحايا المذبحة, ففي وقت مبكر جداً ذكرت الكنيسة اليونانية أن عدد الضحايا كان أربعة عشر ألفاً, ولكن بسبب تفسير خاطيء، لما جاء في سفر الرؤيا (14 :1و32) ذيد العدد – فيما بعد – إلى مئة وأربعة وأربعون ألفاً. وما زالت كنيسة إنجلترا تحتفظ بصدى هذا الاعتقاد، و ذلك بقراءة الأصحاح الرابع عشر من سفر الرؤيا في عيد القديسين الابرياء”. وهذه مبالغة
  –
التي لا أساس لها في العهد الجديد – تستلفت النظر، لأن أخطر حجة ضد تاريخية هذا الحادث، تستمد قوتها من صمت يوسيفوس عنها، لو أنها كانت بهذه الضخامة، مع أن المرجح جداً أن المذبحة لم تتناول أكثر من عشرين طفلاً, ولا تعد شيئاً إزاء سلسلة الأحداث التي خطط لها ونفذها هيرودوس في آخر أيام حياته حيث يذكر
 
يوسيفوس أن هيرودس قتل الكثيرين من أفراد أسرته “وكل من انتابته الهواجس بأنهم
 
يتآمرون على عرشه
“.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كتاب الحياة عهد جديد سفر أعمال الرسل 20

ويقول متى البشير :”حينئذ تم ما قيل بإرميا النبي القائل: صوت سمع في الرامة, نوح و بكاء و عويل كثير. راحيل تبكي على أولادها ولا تريد أن تتعزى لأنهم ليسوا بموجودين” (مت 2: 18، انظر إرميا31: 15). والعلاقة بين الرامة وبيت لحم غير واضحة تماماً، ولكن يبدو أن ذلك لأن راحيل ماتت في الطريق إلى بيت لحم ودفنت هناك (تك
  35: 19).
كما أن الرامة كانت في نصيب سبط بنيامين، بينما كانت بيت لحم في نصيب
 
سبط
 
يهوذا، وهو ليس من أبناء راحيل، ولكن لأن سبطي يهوذا وبنيامين كانا مندمجين في المملكة الجنوبية التي بقيت لنسل داود، فكان يعتبران شعباً واحداً بل وأسرة واحدة وبخاصة بعد العودة من السبي
.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي