تناول – شركة

وردت باليونانية في (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 10: 16).

الشركة أى التناول أو الإشتراك في الأسرار المقدسة.

وفيه تسلم عنصري الذبيحة للمتناول منفصلتين، ويتناولها المشترك ويداه معقودتان على صدره اليد اليمني على اليد اليسري على هيئة صليب.

Communion – ή κοινωνία
أى الاشتراك أو التناول من الجسد المقدس والدم الكريم فى سر الإفخارستيا.

ويذكر كتاب التقليد الرسولى: “كل مؤمن فليحرص أن يتناول من الإفخارستيا من قبل أن يذوق شيئا، لأنه إن تناول منها بإيمان، فحتى إذا أعطى له واحد سما مميتا فإنه لا يؤذيه” (وهو ما يقابل قوانين الرسل القبطية: 1: 43).

 

وفى قوانين هيبوليتس القبطية (القرن الخامس): “الذى يذوق شيئا من قبل أن يتناول الجسد، فإنه يخالف، ويزدرى بالله. أما إذا كمل القداس، فله السلطان أن يأكل ما أحب” (19: 25).

 

وأثناء التناول من الأسرار المقدسة يرافق الجسد المقدس شماس حاملا شمعة ينير بها على الصينية، ويرافق الكأس شماس آخر حاملا شمعة مضيئة.

 

وعندما يناول الكاهن الجسد المقدس يقول: ” جسد عمانوئيل إلهنا هذا هو بالحقيقة آمين”، فيقول المتناول آمين”.

 

وعندما يناول الدم الكريم يقول: ” دم عمانوئيل إلهنا هذا هو بالحقيقة آمين”، فيقول المتناول آمين”.

 

وهذه هو التقليد السحيق فى القدم الذى يعود الى شهادة تأتينا من أوائل القرن الثالث الميلادى، كما يخبرنا كتاب التقليد الرسولى (23: 5 – 11).

 

وفى قوانين هيبوليتس: “.. يدفع لهم الأسقف من جسد المسيح، ويقول: هذا هو جسد المسيح. فيقولون هم: آمين. والذى يدفع لهم من الكأس يقول: هذا هو دم المسيح. فيقولون: آمين” (19: 25).

 

ففى الشركة يسلم عنصرا الذبيحة للمتناول منفصلان عن بعضهما طبقا للمصادر الطقسية القديمة. وقد استمر التناول بهذا الشكل شرقا وغربا حتى القرن الثانى عشر تقريبا باستثناء حالات خاصة فى الإسكندرية (الكريم، ولكنه يتحدث أساسا عن تناول عنصرى الذبيحة منفصلين عن بعضهما.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس تقويم التقويم القبطى وعيد القيامة ة

وهو نفس ما يذكره القمص عبد المسيح المسعودى البراموسى نقلا عن البابا المذكور (انظر: كتاب الخولاجى المقدس) وشمال أفريقيا وروما لاسيما فى زمان الاضطهاد. أما فى الكنسة البيزنطية فيصير تناول عنصرى الذبيحة ممزوجين ببعضهما. وفى الطقس اللاتينى اقتصر الأمر على إعطاء المتناول “الجسد المقدس” فقط حيث يتناول الكاهن وحده الدم الكريم.

 

ويكتفى فى حالة تناول الأطفال الرضع بتناولهم الدم الكريم فقط. والبابا غبريال يذكر فى هذه الحالة الأخيرة: ” يصبغ (الكاهن) سبابة أصبعه من الدم الكريم، ويضعها على الجسد، ويضع ذلك فى سقف حلقه (أى حلق الطفل)، ويأمرهم بأن يسقوه الماء”.

 

ويكون التناول بحسب الترتيب وبكل هدوء، الإكليروس أولا بحسب رتبهم الكنسية، ثم الأطفال، ثم الرجال العلمانيون، ثم العذارى والأرامل، ثم النساء.

 

وفى القانون (28: 2) من قوانين هيبوليتس: ليتحفظ الإكليروس، فلا يسمحوا لأحد أن يتناول من السرائر إلا المؤمنين وحدهم”.

 

ويتناول المشترك من الأسرار المقدسة ويداه معقودتان على صدره، اليد اليمنى على اليد اليسرى على شكل صليب. حيث يضع الكاهن الجوهرة أى الجزء من الجسد المقدس فى فمه.

 

ومن شهادات من القرن لرابع نعرف أن المتناول كان يأخذ الجسد المقدس على راحة يده اليمنى ويتناول لنفسه، ولكن بطلت هذه العادة فى الكنيسة القبطية، وفى ذلك يقول البابا غبريال الخامس (1409 – 1427 م): “وكون أن الكاهن لا يعطى الجسد للشعب فى أيديهم مثل بعض الطوائف، فهو لأجل قوله لمريم: لا تلمسينى، لأنى لم أصعد بعد الى ابى، لكن امض الى أخوتى وقولى لهم: إنى صاعد الى أبى وأبيكم، وإلهى وإلهكم، يدل على أنهم أخذوا جسده وصاروا واحدا معه (أى: مما يدل على أنهم لم يأخذوا بعد جسده المقدس ليصيروا واحد معه، ومن ثم لا يلمسوه بأيديهم)”. أما فى حالة تناول الدم الكريم، فيستخدم المستير
spoon
فى ذلك كما يخبرنا كتاب “الترتيب الطقسى” للبابا غبريال الخامس. وفى الطقس القبطى يتناول الشخص منتصبا واقفا على رجليه، لا راكعا على ركبتيه كما فى الطقس السريانى.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ع عبد الله بن الفضل الانطاكي ي

 

وفى القانون السابع عشر من قوانين هيبوليتس القبطية: ” امرأة حرة، لا تضع عليها مساحيق فى الكنيسة، ولو أنها فى سنة عرسها، ولا تدع شعرها محلولا، أو تجعله ضفائر، وهى فى بيت الله. ولا تلبس خمائل على رأسها، وهى تريد التناول من السرائر المقدسة”.

 

وبحسب تقليد الكنيسة القبطية لا يُبقي الكاهن فى الصينية شيئا من الجسد المقدس بعد تناول الجميع. وإن كان قد فضل معه شئ “يوزعه على الخدام الكبار (أى خدام المذبح)”.

 

أما فى حالة نقل الأسرار المقدسة من الكنيسة لمناولة واحد من المرضى: فقد حدد القانون (36) للبابا أثناسيوس بطريرك الإسكندرية شروط ذلك بقوله: ” لا يحمل أحد من الكهنة السرائر ويطوف بها الأزقة إلا لأجل واحد مريض، أو أدركته الوفاة وشدة ساعة الموت.

 

وإذا حملوا السرائر لا يقربوا أحدا إلا المريض وحده، ولا يعملوا بالوجوه ويعطوا لواحد غير مريض. وإذا اضطرهم واحد أن يعطوه من السرائر المقدسة فيكون ذلك له مثل الذى أخفى فضة سيده فى الأرض من أجل أنه لم يكرم الكنيسة فيأتى اليها. فلا يكسل إذا أحد، فإنه لا ينبغى التأخر عن الذهاب الى الكنيسة”.

 

على أنه فى حالات تناول المرضى، فإنهم يتناولون الجسد المقدس ممزوجا بالدم الكريم.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي