قريب – قرابة

 

القريب هو الداني في المكان أو الزمان أو النسب . وذو القرابة هو القريب في النسب ( انظر راعوث 1:2و20
) .

جوانب سلبية أكثر مما في الجوانب الإيجابية ، فكان الناموس يأمر : “لا تشهد على قريبك شهادة زور” (خر 20 : 16 ، تث 5 : 20 ، أم 25 : 18). كما يامر : ” لا تشته بيت قريبك ، لا تشته امرأة قريبك ولا عبده ولا أمته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئا مما لقريبك” ، ولا يجحده ولا يسلبه شيئاً ، ولا يصنع به شراً ولا يحمل عليه تعييراً ، ولا يغتابه ، ولا يبخسه أجرته ، ولا يفكر عليه في قلبه بالسوء (أنظر خر 20 : 17 ، لا 6 : 2 ، 19 : 13 ، تث 23 : 24 ، 25 ، مز 15: 3،101 : 5،أم24: 28،إرميا22: 13،زك8: 7). ولا يغريه بالشراء أو يدفعه إليه

(
حب 15:2) ، ولا يجعل مع امرأة صاحبه مضجعه ( لا 20:18) . ولكن أعظم الشرائع التي وراء كل هذه النواهي ، هي:” تحب قريبك كنفسك

(
لا 18:19) وقد جاءت كلمة” قريبك” هنا توضيحاً لعبارة” أبناء شعبك” في القول:” لا تنتقم ولا تحقد على أبناء شعبك” (لا 18:19) ، فهي تعني


هنا “شخصاً يرتبك به عرقياً أو قومياً ، ويبدو ذلك واضحاً في موضوع النهي عن أخذ الربا من القريب ، مع التصريح بذلك بالنسبة للأجنبي أو الغريب

(
تث 19:23و20
) .

ثانياً: في العهد الجديد : ألغى العهد الجديد هذا المفهوم العرقي أو القومي للقريب . فقد اعطاه الرب يسوع المسيح مفهوماً أوسع جداً مما في الناموس ( لا 18:19) ، فاتسع المفهوم ليشمل من هم خارج هذا النطاق العرقي أو القومي . ويبدو هذا المفهوم الجديد واضحاً جلياً في مثل السامري الصالح ( لو 25:10-37) ، الذي ذكره الرب جواباً على سؤال الرجل الناموسي :”من هو قريبي ؟” فأوضح الرب أن القرابة بين البشر علاقة أدبية لا تقوم على روابط عصبية أو عرقية ، بل على الفرصة والقدرة على الخدمة المشتركة . فبعد أن قال الرب هذه القصة ، سأل الرجل الناموسي :” فأي هؤلاء الثلاثة ترى صار قريباً للذي وقع بين اللصوص ؟” ( لو 36:10) ، مع ملاحظة أن سؤال الرب لم يكن : أي هؤلاء الثلاثة كان قريباً ، بل”صار قريباً “. وهذا المفهوم هو نتيجة منطقية لتعليم: ” أبوة الله الشاملة للجميع” . فيجب عدم تفسير الوصية:” تحب قريبك كنفسك” بمعنى أن نكره أعداءنا ( وهو المفهوم الذي فسر به معلمو اليهود هذه الوصية ، بأنها :” تحب قريبك وتبغض عدوك” – مت 43:5) ، إذ يجب أن تكون محبتنا للناس شبيهة بمحبة الله ، تمتد إلى جميع البشر بلا تمييز أو محاباة ( مت 44:5-48) 0 ومحبة جميع الناس – بهذا المفهوم الواسع – تواكب المحبة لله كمسئولية أساسية للإنسان ( مت35:22-40 مرقس 28:12-31) . وقد سار رسل المسيح على هذا النهج في التحريض على محبة القريب ( بهذا المفهوم الواسع ) كمحبة النفس ( يع 8:2) ويسميه يعقوب” الناموس الملوكي “،أي الناموس الأسمي الذي فيه تتلخص كل الوصايا ( رو 9:13، غل 14:5
) .

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد قديم سفر يشوع بن سيراخ 13

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي