ضيف – ضيافة

 

ضاف فلاناً ضيافة ، أنزله عنده ضيفاً ، ونجد أن العناية بالغرباء ، والنزلاء ، أمر بالغ الأهمية في كلمة الله
.

 

أولاً – في العهد القديم
:

يرى البعض أن أهمية اضافة الغريب في العهد القديم ، ترجع إلى أن الآباء الأوائل كانوا – أصلاً – من البدو ، فما زال لهذا الأمر أهميته الكبيرة عند القبائل البدوية حتى الآن . وقد تجلى ذلك في إضافة إبراهيم للرجال الثلاثة الذين وقفوا بباب خيمته ( تك 18 : 1 – 8 ) ، التي ظلت مثالاً للكرم ( انظر عب 13 : 2 ) ، ففعل لوط هكذا مع الرجلين ( الملاكين ) عندما رآهما وهو جالس في باب سدوم ( تك 19 : 1 و 2 ) ، وكذلك فعل منوح ( قض 13 : 15 ) ، والمرأة الشونمية لأليشع النبي ( 2 مل 4 : 8 – 10
) .

ولم تكن الضيافة في العهد القديم مجرد عادة ، بل كانت أيضاً تعبيراً عن أمانتهم للرب ، واعترافاً بفضله وإحسانه لهم ( أيوب 31 : 32 ، إش 58 : 7 ) ، فقد أوصى الرب مشدداً بحسن معاملة الغريب ( خر 22 : 21 ، لا 19 : 10 ، تث 10 : 19
) .

وكان إهمال إكرام الغريب ، ذنَبَا يستوجب العقاب من الله ( تث 23 : 3 و 4 ) ، ومن الإنسان ( 1 صم 25 : 2 – 28 ، قض 8 : 5 – 17 ) ، ويمكن النظر إلى ما فعلته ياعيل امرأة حابر القينى بسيسرا رئيس جيش كنعان – من تنكرها لواجبات الضيافة – بأنه كان ولاءً منها للرب ، ثم للراوبط العائلية التي كانت تربط عائلتها بعائلة حوباب القيني حمى موسى ( انظر قض 1 : 16
) .

ومع أن واجب الضيافة كان يشمل جميع الناس ، إلا أنه كان يتجه بصورة خاصة للأقرباء ( تك 29 : 1 – 14 ، قض 19 : 10 – 12 ـ إش 58 : 7 ) ، ولخدام الله ( 2 صم 17 : 27 – 29 ، 1 مل 17 : 10 – 16 ، 2 مل 4 : 8 – 10
) .

وقد أضاف كاهن مديان موسى وأسكنه في بيته ، وأعطاه ابنته زوجة ( خر 2 : 20 و 21
) .

وكان المضيف يلتزم بحماية الضيف وضمان سلامته بأي ثمن ، كما يبدو ذلك في موقف لوط من رجال سدوم ، الذين أرادوا الإساءة إلى ضيفيه ( تك 19 : 4 – 8 ) ، والرجل الشيخ في جبعة ( قض 19 : 24 و 25
) .

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ أفْبُولُوس س

وكان الغريب ينتظر – عادة – في ساحة باب المدينة ، إلى أن يتقدم من يدعوه إلى بيته ضيفاً عليه ( تك 19 : 1 ، قض 19 : 15 ) ،كما كان البئر يعتبر مكان لقاء ( تك 24 : 13 – 20 ، خر 2 : 20

وكانت الضيافة تتم أحياناً رداً لجميل سابق ( خر 2 : 20 ، 2 صم 19 : 32 – 40
) .

وكان الخبز والماء هما أقل ما يقدم للضيف ( تث 23 : 4 ، 1 مل 17 : 1 و 11 ) وكان المضيف يقوم هو أو خدمه بغسل أرجل الضيف من وعثاء الطريق ( تك 18 : 4 ، 19 : 2 ، 24 : 32 ، قض 19 : 21 ) ، ويدهن رأسه احياناً ( مز 23 : 5 ، عا 6 : 6 – انظر لوقا 7 : 46 ) وكانت تقام أحياناً ، الولائم للضيف ، ويقدم له أفخر الأطعمة ، بما في ذلك اللحوم والزبد واللبن ( تك 18 : 6 – 8 ، 1 صم 25 : 18 ) كما كان يقدم العلف لحيوانات الضيف ( تك 24 : 14 و 32 ، قض 9 : 21 ) وقد جهزت المرأة الشونمية غرفة بها كل وسائل الراحة المتاحة – في زمنها – لأليشع رجل الله ( 2 مل 4 : 10 و 11
).

ثانياً – في العهد الجديد
:

نجد هنا أيضاً الكثير من وجوه الضيافة التي سادت في العهد القديم ، فالمضيف يقدم ماءً لغسل رجلي الضيف ، وزيتاً ليدهن رأسه ، ويضيف العهد الجديد إلى ذلك قبله ترحيب بالضيف ( لو 7 : 44 – 46
) .

وكثيراً ما أضاف أناس مختلفون الرب يسوع في أثناء خدمته على الأرض ( مر 1 : 29 و 30 ، 2 : 15 و 16 ، لو 7 : 36 و 37 ، 10 : 38 – 41 ، يو 12 : 2
) .

وعندما أرسل الرب السبعين تلميذاً ـ أوصاهم ألا يحملوا كيساً ولا مزوداً ، وأن يقيموا في بيت من يضيفهم ، ” آكلين وشاربيين ” ( مت 10 : 9 و 10 ، لو 10 : 1 – 7
) .

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ط طابيثا 1

كما أن الرسل كانوا يعتمدون في تجوالهم للخدمة على إضافة الأخوة لهم ( أع 10 : 6 ، 16 : 15 ، 17 : 6 و 7 ) ، بل سيكون ذلك معياراً للفصل بين الخراف والجداء عندما
  “
يجلس ( الرب يسوع ) على كرسي مجده ، ويجتمع أمامه جميع الشعوب ” ( مت 25 : 31 – 46
) .

ومسئولية المؤمن في هذه الناحية ، ليست سوى انعكاساً ضعيفاً لكرم الآب السماوى ، الذي يصوره المسيح في مثل الملك الذي صنع عشاءً عظيماً ( مت 22 : 2 – 10 ، لو 14 : 16 – 24 ) وفوق الكل ، لقد تجلى عطاء المسيح وكرمه ، في بذل نفسه فدية عن مدعويه ( مت 20 : 28 ، مرقس 10 : 45 ، 1 تي 2 : 6
) .

ونجد في رسائل العهد الجديد وصايا صريحة تحث على عمل الخير للجميع ولا سيما لأهل الإيمان ( غل 6 : 1 ) ، وكانت الظروف السائدة في القرن الأول ، تدعو – بشكل خاص – إلى ذلك ، فالاضطهادات أدت إلى تشتت المؤمنين ( أع 8 : 1 ، 11 : 19 ) ، ولا شك في أنهم بخروجهم من بلادهم ، أصبحوا في احتياج ، وكان على الكنائس المحلية ، أن تسد احتياجات المبشرين المتجولين ، لأنهم كانوا لا يأخذون شيئاً من أهل العالم ( 3 يو 5 – 8 ، انظر أيضاً تي 3 : 13 و 14 ) . ولكن كان على المؤمنين ألا يقبلوا المعلمين الكذبة في بيوتهم ( 2 يو 10
) .

وكان على المؤمنين الذين يغادرون بلادهم إلى بلاد أخرى ، أن يحملوا رسائل توصية للكنائس في الجهات التي يذهبون إليها ، ( رو 16 : 1 ، 2 كو 3 : 1 ) ، لكي يكونوا موضع ترحيب من المؤمنين في تلك الاجتماعات سواء في الشركة في الاجتماعات أو في بيوتهم
.

ويوصي الرسول بولس أن يكون المؤمنون ” مشتركين في احتياجات القديسين ، عاكفين على إضافة الغرباء ” ( رو 12 : 13
) .

كما يوصي الكنيسة في كولوسي بمرقس ، قائلاً لهم : ” أن أتى إليكم فاقبلوه ” ( كو 4 : 10 ) ، ويقول عن غايس : ” مضِّيفي ومضِّيف الكنيسة كلها ” ( رو 16 : 23 ) ، ويطلب من فليمون قائلاً : ” أعدد لي أيضاً منزلاً لأني أرجو أنني بصلواتكم سأوهب لكم ” ( فل 22
) .

هل تبحث عن  م الملائكة ملائكة أشرار عبادة الشيطان ضد المسيح 11

من الصفات التي يجب ان تتوفر في الأسقف ، أن يكون ” مضيفاً للغرباء ” ( 1 تي 3 : 2 ، تي 1 : 8 ) . كما كان يشترط في الارملة – التي تهتم الكنيسة بسد إعوازها – أن تكون قد ” أضافت الغرباء ، غسلت أرجل القديسين ، ساعدت المتضايقين ” ( 1 تي 5
:

10 ) .

وكانت إضافة الغرباء تعتبر – عند اليونانيين – من دلائل التحضر ، فنقرأ عن مقدم جزيرة مالطة أنه أضاف الرسول بولس وأصحابه ثلاثة أيام ( أع 28 : 7
) .

وعلى المؤمنين أن يكونوا مضيفين بعضهم بعضاً ” بلا دمدمة ” ( 1 بط 4 : 9 ) ، بل بالمحبة الأخوية ( عب 13 : 1 ) التي يجب أن تكون ” بلا رياء ” ( رو 12 : 9 ، 1 بط 1 : 22 ) وشديدة ( 1 بط 4 : 8 ) ومن قلب طاهر ( 1 تي 1 : 5
) .

ثالثاً – الفندق أو المنزل في الكتاب المقدس
:

هناك بعض إشارات في الكتاب المقدس إلى وجود بعض الفنادق ( أو المنازل ) وبخاصة على الطرق الرئيسية ، ليبيت فيها المسافرون ( انظر تك 42 : 27 ، 43 : 21 ، خر 4 : 24 ، إرميا 9 : 2 ) ، ويبدو أن بعضها كان من الاتساع بحيث يسمح لتسعة أشخاص – على الأقل – بالمبيت ، مع حميرهم وبضائعهم ( تك 42 : 27
) .

ويبدو أن ” المنزل ” ( لو 2 : 7 ) الذي لجأت إليه العذراء مريم ويوسف في بيت لحم ، ( وهي ” كاتاليما ” في اليونانية ) كان فندقاً صغيراً ، أو لعله كان ” بيت الضيافة ” في القرية ، وإن كانت نفس الكلمة اليونانية تستخدم أيضاً في وصف المكان الذي صنع فيه الرب يسوع الفصح ، والذي يبدو أنه لم يكن أكثر من غرفة أو قاعة في بيت ( مرقس 14 : 14 ، لو 22 : 11
) .

أما ” الفندق الذي أخذ إليه السامري الصالح الرجل الجريح ( لو 10 : 34 ) ، فكان فندقا عاما ، يلجأ إليه أي إنسان ليبيت فيه ويجد طعاماً وعناية طبية مقابل أجر معين
.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي