شــوك

 

       
الشوك هو ما يخرج من الشجر أو النبات دقيقاً صلباً محدد الرأس كالابر . وتستخدم في الكتاب المقدس نحو اثنتين وعشرين كلمة عبرية ويونانية للتعبير عن الشوك ، ولكن ليس من الميسور تحديد أي نوع من الشوك هو المقصود في كل حالة ، فما أكثر أنواع الأشجار والنباتات الشوكية التي تنمو في فلسطين وغيرها من مناطق الشرق الأوسط ، فالجو الحار يساعد علي نمو الكثير من هذه النباتات الشائكة ، وبخاصة في المناطق شبه الصحراوية حتى ليتعذر علي الإنسان السير فيها حيث لا توجد طرق معبدة
.

أول مرة يذكر فيها الشوك في الكتاب المقدس ، هي في قول الرب لآدم : “ملعونة الأرض بسببك …شوكا وحسكا تنبت لك” (تك 3 : 17 و 18) . ويظن البعض أن هذه اللعنة قد انتهت بالقول : “فتنسم الرب رائحة الرضا . وقال الرب في قلبه : “لا أعود ألعن الأرض” (تك 8 : 21) . ولكن واضح أن هذا القول لا يُبطل العقاب الذي أوقعه الرب علي آدم ، كما أن الأرض ما زالت تنبت للإنسان شوكا وحسكا
.

ويذكر إشعياء “الشوك والقريص والعوسج” (إش 34 : 13-انظر أم 24 : 31 ، 2 أخ 33 : 11 ، أيوب 41 : 2 ، أم 26 : 9 ، نشيد 2 : 2 ، هوشع 9 : 6 …الخ) . والعوسج جنس نبات من الفصيلة الباذنجانية له ثمر مدور كأنه خرز العقيق . أما القريص فنبات ذو وبر شائك إذا لامس الجسم أحدث به حكة شديدة
.

وكانت هذه النباتات الشوكية الكثيفة تستخدم سياجا للحدائق والمزارع (أم 15 : 9 ، إش 5 : 5) . ويظن البعض أنها كانت تنمو طبيعيا حول ممتلكات أيوب ، لأن الشيطان يقول للرب : “أليس أنك سيجت حوله وحول بيته وحول كل ما له من كل ناحية” (أيوب 1 : 10) ، ولكن الأرجح أن العبارة هنا مجازية ، وأن المقصود بها هو أن الرب أحاط أيوب وكل ما له برعايته
.

هل تبحث عن  ئلة مسيحية سلامي أعطيكم م

ووجود الشوك دليل علي جدوبة الأرض وعدم صلاحيتها للزرع (عب 6 : 8) ، أو علي خراب أرض كانت قبلا مثمرة (إش 5 : 6 ، 7 : 23-25 ، 32 : 13 ، 34 : 13 ، هوشع 10 : 8) . ولكن إشعياء النبي يرسم صورة للبركة في المستقبل-تختلف عن ذلك تماماً – بالقول : “عوضا عن الشوك ينبت سرو ، وعوضا عن القريص يطلع آس” (إش 55 : 13
).

ويقول الرب يسوع : “من ثمارهم تعرفونهم ، هل يجتنون من الشوك عنبا أو من الحسك تينا ؟” (مت 7 : 16
) .

وكان الشوك لسرعة اشتعاله يستخدم وقوداً (مز 58 : 9 ، جا 7 : 6) ، ويستخدم ذلك مجازيا في التعبير عن غضب الله (إش 9 : 18 ، 10 : 17 ، 24 : 4 ، ناحوم 1 : 10
) .

ويقول يوثام بن جدعون ، في تهكمه علي أهل شكيم لاختيارهم لأبيمالك ملكا عليهم : “ثم قالت الأشجار للعوسج : تعال أنت واملك علينا . فقال العوسج للأشجار : إن كنتم بالحق تمسحونني عليكم ملكا فتعالوا واحتموا تحت ظلي” (قض 9 : 15) ، وليس للعوسج ظل يحتمي تحته الإنسان . كما يستخدم الشوك مجازيا للدلالة علي خطورة الأعداء وما يسببونه من آلام (انظر عد 33 : 55 ، يش 23 : 13 ، حز 2 : 6 ، 28 : 24
).

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي