فاران

 

ومعناها “موضع المغاير”، وهي برية شاسعة في أقصى جنوبي فلسطين، بالقرب من قادش برنيع. ويرجح كثيرون من العلماء أنها كانت تقع في الشمال الشرقي من شبه جزيرة سيناء. ويقول آخرون إنها هي “برية التيه” في وسط
 
هضبة سيناء. ويقول “بينو روتنبرج
” (Rothenberg Beno)
في كتابه عن “برية الله”، إن “برية فاران” كان الاسم القديم لكل شبه جزيرة سيناء في العصور الكتابية، حيث إننا نقرأ في سفر التثنية (33: 2)، ونبوة حبقوق (3:3) أن الرب جاء أو “تلألأ من جبل فاران “لمعونة شعبه، ويجمع بين فاران وسعير وتيمان. وتقول دبورة النبية: “يا رب، بخروجك من سعير بصعودك من صحراء أدوم” (قض 5: 4)، مما يرجح الظن بأن هذه الأسماء جميعها كانت تطلق على هذه الصحراء الشاسعة، وقد لجأ إليها داود بعد موت صموئيل النبي (1صم 25: 1
).

ويبدو أن الأدوميين كانوا يقيمون أساساً في العربة وإلى الغرب منها حتى
 
أيام داود الملك الذي أخضعهم “ووضع محافظين في أدوم كلها” (2صم 8: 13 و14)، وكانوا قد أقاموا لهم حصونا على حدودهم الشرقية في مرتفعات شرقي الأردن في القرن الثالث عشر قبل الميلاد. ولكن كانت بلادهم في زمن موسى تنحصر في النقب وتتخطاه إلى برية فاران
.

ونقرأ في سفر التكوين أن كدر لعومر ملك عيلام وحلفاءه، ضربوا “الحوريين في جبلهم سعير إلى بطمة فاران التي عند البرية” (تك 14: 6)، وأن إسماعيل –بعد أن طرده إبراهيم- “سكن في برية فاران” (تك 21: 21
).

وبعد ذلك حل بنو إسرائيل في “برية فاران” (عد 10: 12). ومن هذه البرية أرسل موسى الجواسيس (عد 12: 16) لاستكشاف أرض كنعان (عد 13: 3). وقد عاد الجواسيس بعد إتمام مأموريتهم إلى “برية فاران، إلى قادش” (عد 13: 26). كما نقرأ في سفر التثنية (1: 19-22) أن موسى أرسل الجواسيس من قادش، فإذا كانت “قادش” هذه هي “عين القدرات” على الحدود الحالية بين مصر وإسرائيل، فلابد أن “فاران” كانت على الجانب الغربي من وادي عربة، الأخدود العظيم
.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد قديم سفر العدد أوريجانوس 12

كما نقرأ أن هدد الأدومي –الذي أقامه الرب خصماً لسليمان- بعد أن أقام هو ومن معه في مديان، “أتوا إلى فاران، وأخذوا معهم رجالاً من فاران وأتوا إلى مصر” (1مل 11: 18
).

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي