كنيسة

 

كنيسة كلمة سريانية معناها مجمع أو اجتماع، وكلمة “كنيسة” في العهد الجديد مترجمة عن الكلمة اليونانية “إكليسيا” ومعناها “جماعة مدعوة لغرض ما” وهي تشير دائماً إلى جماعة ولا تشير أبداً إلى مكان للعبادة، وهي غالبية الحالات تشير إلى جماعة محلية من المؤمنين
·

أولاً: استخدام الكلمة قبل العصر المسيحي:مع أن كلمة “كنيسة” أصبحت كلمة مسيحية، إلا أنها كانت تستخدم قبل العصر المسيحي للدلالة على أي جماعة دعيت لغرض معين، مثل دعوة المواطنين في مدينة معينة لمناقشة شئون مدينتهم العامة، وقد استخدمتها الترجمة السبعينية للعهد القديم لترجمة كلمة “كهال” العبرية التي كانت تدل على جماعة إسرائيل كشعب الله، وبهذا المعنى قال استفانوس – أول شهداء المسيحية – عن موسى: هذا هو الذي كان في الكنيسة في البرية (أع 7 :38) وقد وردت كلمة” إكليسيا” في العهد الجيد في اليونانية 115 مرة ترجمت في ثلاث مرات منها إلى “محفل
” 
أي اجتماع (أع 19: 32 و 39 و 41). وكانت الكلمة عند اليوانايين تشير إلى جماعة لها حكم ديمقراطي ذاتي، وعند اليهود تشير إلى جماعة لها حكم ديمقراطي ذاتي، وعند اليهود تشير إلى جماعة دينية يخضع أعضاؤها للملك السماوي، وعند المسيحيين تحمل كلا المعنيين، فهي تشير إلى اجتماع من جماعة أحرار يجتمعون في ديمقراطية دينية ولكنهم يدركون تماماً أن حريتهم تنبع من طاعتهم لمليكهم السماوي
.

ثانياً – استخدام المسيح لكلمة “كنيسة”:كان الرب يسوع هو أول من أستخدم هذه الكلمة في الإشارة إلى جماعة المؤمنين به، وذلك في تعقيبه على اعتراف بطرس – في قيصرية فيلبس – بأن المسيح هو “أبن الله الحي” إذ قال الرب ” على هذه الصخرة (صخرة الإيمان بي) أبني (سأبني) كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوي عليها” (مت 16: 116-18

وقد بدأ بناء الكنيسة منذ يوم الخمسين بحلول الروح القدس على التلاميذ (أع 2 :1-3)· “وكان الرب يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون” (أع 2 :47) والكنيسة مبنية من “حجارة حية بيتاً روحياً” (1 بط 2 : 5). ” على أساس الرسل والأنبياء” ( أف 2 : 20). وهذا الأساس هو الرب يسوع المسيح نفسه، فإنه لا يستطيع أحد أن يضع أساساً غير الذي وضع، الذي هو يسوع المسيح ( 1 كو 3 : 11

ثالثاً: استخدام كلمة كنيسة في العهد الجديد
:

أ   في الأناجيل: لا ترد هذه الكلمة في الأناجيل إلا في إنجيل متى 16: 18، وهو ما سبقت الإشارة إليه، وفي نفس الإنجيل 18: 7 ويظن البعض أن كلمة كنيسة في متي 18 : 17 تشير إلى ما كان قائماً في ذلك الوقت، أي إلى المجمع اليهودي، ولكن ما جاء بعد ذلك من إعطاء التلاميذ الحق في الربط والحل، وتأكيده لهم أنه حيثما اجتمع أثنان أو ثلاثة
 
باسم، فهناك أكون في وسطهم (مت 18: 19 و 20)، يدل على أن المقصود بالكنيسة هنا هم جماعة المؤمنين بالمسيح، التي ذكر الرب (مت 16:18)، أنه سيبنيها وسيكون لها كجماعة سلطة ذاتية في القبول والتأديب لأعضائها
·

ب  في سفر أعمال الرسل: في أعمال الرسل، كلمة “كنيسة” اسم علم لجماعة المؤمنين بالمسيح في مفهومين متميزين· فاستخدمت للدلالة على جماعة المؤمنين في مكان معين، مثل الكنيسة في أورشليم (أع 5: 11، 8: 1 ، 15: 22)، وفي أنطاكية (أع 13: 1، 14: 27، 15: 3)، وفي قيصرية (18: 22

ويبدو استخدام الكنيسة بهذا المفهوم المحلي، واضحاً في الرسائل إلى الكنائس السبع في سفر الرؤيا (رؤ 1، 2، 3

كما تستخدم للدلالة على الكنيسة بعامة، أي للدلالة على جميع المؤمنين في كل مكان وعلى مدى الأجيال
·

جـ- في رسائل الرسول بولس: نجد هذين المفهومين واضحين في رسائله، فيكتب إلى “كنيسة التسالونيكيين” (1 تس 1:1) و”إلى الكنيسة التي في كورنثوس” (1كو 1: 2، 2 كو 1 : 1) بل ويستخدم الكلمة في الإشارة إلى جماعة محدودة أو عائلة مسيحية (ارجع إلى رو 16 : 5 ، 1 كو 16 : 19، كو 4 : 15، فل 2) وهو استخدام يذكرنا بقول الرب نفسه: حيثما اجتماع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم (مت 18: 20

كما يستخدمها الرسول بولس للدلالة علي الكنيسة العامة، كما في قوله: كونوا بلا عثرة لليهود واليوناني ولكنيسة الله (1 كو 10: 32)، وفي كلامه عن مواهب الروح القدس فقد وضع أناساً في الكنيسة أولاً رسلاً (1 كو 12: 28

ويتعمق الرسول بولس في مفهوم الكنيسة، فيقول إنها “جسد المسيح” وإن المسيح هو رأسها (أف 1 : 22 و 23، كو 1 : 18و 24) وهي الوسيلة التي بها يعرَّف بحكمة الله المتنوعة حسب قصد الدهور الذي صنعه في المسيح يسوع ربنا (أف 3:9 – 11) وأنها عروس المسيح التي “أسلم نفسه لأجلها، لكي يقدسها، مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة، لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب” (أف 5:52 – 72 ). وليست هذه هي صورة الكنيسة التي نراها عليها الآن على الأرض بانقساماتها وضعفاتها ونقائصها في الإيمان والطاعة والمحبة، ولكنها صورة الكنيسة الجامعة المقدسة عمود الحق وقاعدته (1 تي 3: 15) التي ستكون عليها عندما يكون العريس السماوي قد طهرها تماماً بغسل الماء بالكلمة، إنها الصورة المثالية الكاملة التي ستكون عليها الكنيسة بعمل الروح القدس المستمر فيها، ليجعل الجسد متوافقاً مع الرأس، فتصبح العروس لائقة بعريسها السماوي (أف 3: 21و رؤ 19: 7و8

هل تبحث عن  مريم العذراء رحلة العائلة المقدسة إلى مصر المحمدية ة

رابعاً: خصائص الكنيسة
:

1-
الإيمان: هناك خصائص بارزة تتميز بها الكنيسة، وأولى هذه الخصائص “الإيمان” فتعقيباً على اعتراف بطرس بإيمانه بأن المسيح هو ابن الله، وعد المسيح أنه “على هذه الصخرة (صخرة الإيمان) أبني “سأبني كنيستي” (مت 16:18). ولم يصرح المسيح بذلك إلا عندما وجد رجلاً عنده إيمان، فقد كان بطرس مثالاً مسبقاً، لكثيرين، سيكون لهم نفس الإيمان بالرب (2 بط 1:1) سيبني بهم الرب كنيسته، فالكنيسة – أساساً – مجتمع ليس من المفكرين أو العاملين بل ولا حتى من العابدين، بل من “المؤمنين” فعبارة الذين آمنوا، تستخدم مرادفاٍ لأعضاء الكنيسة المسيحية (كما في أع 2 :44، 4: 32، 5 :14،1، تي 4 :12) وكانت المعمودية تمارس ختماً للإيمان وإعلاناً له (أع 2 :41،8 :12 و30،رو6 :4)· وكان هذا الإيمان شيئاً أكثر من القبول العقي، إذ كان إمساكاً شخصياً بالمخلص الشخصي، ورباط الاتحاد الحيوي للمؤمن بالمسيح، إذ صار في المسيح خليقة جديدة (رو 6 :4، 8 :1و2،2كو5 :17

1- 
الشركة: إذا كان الإيمان هو الخاصة الأساسية للمجتمع المسيحي، فإن الشركة هي الخاصة الثانية التي تميز هذا المجتمع، فهي تلازم الإيمان الذي لكل مؤمن بالمسيح، ومن ثم يربط كل المؤمنين معاً كأعضاء في الجسد الواحد
  (
رو5 :12،1كو12 :27) رأسه هو المسيح الذي منه كل الجسد بمفاصل وربط متوازراً ومقترناً ينمو نمواً من الله (كو،2:19

ومنذ البداية وضحت هذه الشركة في تسميه المؤمنين بالأخوة (أع 9 :30، 1 تس 4 :10 ··· الخ) كما كان المؤمنون يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات (أع 2 :42) وقد بلغ من قوة هذه الشركة أن كان عندهم كل شيء مشتركاً (أع 2 :44،4 :32) ثم أخذت هذه الشركة صورة الشركة في الخدمة (2كو8 :4) وأعمال الخير التي يبعث إليها الإيمان المسيحي (عب 13 :16)· وتأخذ هذه الشركة أروع صورها في عشاء الرب فهو وليمة محبة وشركة في جسد المسيح ودمه
·

2-
وحدة الكنيسة: مع أن الكنائس المحلية تأسست حيثما كرز بالإنجيل، وكل كنيسة كان لها كيانها الخاص المستقل، إلا أن وحدة الكنيسة كانت حقيقية واضحة منذ البداية، فالاتصالات بين الكنيسة في أوشليم والكنيسة في انطاكية (أع 11: 22، 15: 2) ، والمجمع الذي انعقد في أورشليم (15 :6-8). ويمين الشركة التي أعطاها الرسل لبولس وبرنابا (غل 2 :9)، وجهود الرسول بولس التي لم تهدأ لإيجاد روابط قوية وخدمات متبادلة بين المؤمنين من الأمم واليهودية (2كو 8). كل هذه تثبت أنه مع تعدد الكنائس وتباعدها جغرافياً ،إلا أنها كانت جميعها كنيسة واحدة، وتتجلى هذه الحقيقة في رسائل الرسول بولس التي كتبها وهو في السجن في رومية، حيث يرى الكنيسة جسداً واحداً، رأسه المسيح فيقول جسد واحد وروح واحد، وتتجلى هذه الحقيقة في رسائل الرسول بولس التي كتبها وهو في السجن في رومية، حيث يري الكنيسة جسداً واحداً، رأسه المسيح، فيقول “جسد واحد وروح واحد، رب واحد إيمان واحد معمودية واحدة، إله وأب واحد للكل، الذي على الكل وبالكل وفي كلكم “(أف 4:4-6، كو1 :18،3 :11) ولا يفوتنا أن نلاحظ أن هذه الوحدة أمر يجب أن يكون منظوراً، فقد طلب المسيح من الأب في صلاته أن “يكون الجميع واحداً، ليؤمن العالم أنك أرسلتني” (يو 17:21). ولكنها ليست وحدة مصطنعة نتيجة جهود الناس بل هي نتيجة الإيمان المشترك العامل بالمحبة، المتبادل (أف 4 :3 و23، 2كو9، غل 5 :6

3-
التكريس: كانت إحدي الخصائص البارزة في كنيسة العهد الجديد، تكريس أعضائها للرب، فكثيراً ما يطلق عليهم وصف قديسين وللكلمة معناها الموضوعي، إذ كانت هذه القداسة تتضمن انفصالهم عن العالم لاختيار نعمة الله لهم ويكتب الرسول بطرس للمؤمنين أما أنتم فجنس مختار وكهنوت ملوكي، أمة مقدسة شعب اقتناء (1بط2 :9)· ولكن كلمة قديسين تحمل مع هذا المعنى من التكريس الكهنوتي الظاهر فكرة القداسة الأدبية قداسة لا تقوم على أساس مركزنا في المسيح فحسب، بل تتضمن القداسة العملية ، التكريس لله، الذي يتجلى في السلوك والأخلاق، ومما لاشك فيه، أن المؤمنين يدعون قديسين حتي ولو لم تظهر فيهم دلائل القداسة العملية، فيكتب الرسول بولس
إلى الكنيسة في كورنثوس الكنيسة – التي وجد فيها الكثير مما يستوجب اللوم “إلى كنيسة الله التي في كرونثوس المقدسين في المسيح يسوع المدعوين قديسين مع جميع الذدين يدعون باسم ربنا يسوع المسيح في كل مكان” (1كو 1: 2 مع 6 :11)، ولكنه يكتب ذلك ليس لأن التكريس لله هو دعوتهم ومركزهم كمؤمنين فحسب، ولكن لأنه كان متيقناً من أن عملية التقديس الحقيقي عملية مستمرة فيهم في أجسادهم وفي أرواحهم التي هي لله (1كو6 :20)، “لأن الذين هم في المسيح هم خليقة جديدة” (2 كو 5 :71)” يجب أن يظهروا ذواتهم من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف الله
  (2
كو 7:1
)
،
 
فبولس ينظر إلى أعضاء الكنيسة نظرته إلى الكنيسة ذاتها بعين النبوة فلا يراهم كما هم بل كما يجب أن يكونوا، بغسل الماء بالكلمة، أو بعبارة أخرى تقديس متواصل لأعضائها، حتى تكون الكنيسة مقدسة مظهرة حتي يستطيع المسيح أن “يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب” (أف 5 : 26و27
).

هل تبحث عن  هوت روحى كلمة منفعة 65

4- 
القوة: كانت القوة الروحية من خصائص الكنيسة فعندما وعد الرب يسوع أن يبني كنيسته، قال لبطرس: “وأبواب الجحيم لن تقوى عليها، وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات، أي امتياز فتح أبواب الملكوت لليهود (أع 2: 11) وللأمم (أع 10: 34
  – 38
،
15 :7)
، كما أعطاه سلطان الربط والحل، أي المنع من الدخول للملكوت والسماح بذلك، على أساس تمييزه الروحي، وقد منح الرب هذا السلطان للتلاميذ بعامة (مت 18 :1 و18 :20). وقد مارست الكنيسة ككل هذا السلطان (أع 15 :4و22) وقد اتسع سلطان فتح أبواب الملكوت في الإرسالية العظمى: “أذهبوا وتلمذوا جميع الأمم” (مت28:19.) وقد فهمت الكنيسة الرسولية أن هذه الإرسالية غير قاصرة على التلاميذ الأحد عشر، بل موجهة إلى كل أتباع المسيح بلا تمييز (أع 8: 4.···)، وهكذا أعطى الرب للكنيسة سلطة مزدوجة لإجراء التأديب لأعضاء الكنيسة وفتح أبواب الملكوت لكل من يؤمن ولكنهم كانوا يدركون تماماً أن هذه السلطة المزدوجة “للتعليم والتأديب” إنما هي مواهب ممنوحة من الرب، فكانت الكنيسة تكرز للأمم وتعلمهم لأن المسيح قد أمرها بذلك، ولكنها في كل ممارساتها لسلطانها، كانت تعتمد علي الرب الذي تستمد السلطة منه، إذ كانت تؤمن بأن المسيح معها على الدوام إلى انقضاء الدهر (مت 28 :20) وأن القوة التي لها إنما تستمدها من الأعالي (لو 24 :49

خامساً تنظيم الكنيسة
:

أ  ليس هناك بيان مفصل واضح – في العهد الجديد – عن تنظيم الكنيسة، ولكن نستطيع أن نعرف الكثير من مفهوم كلمة “إكليسيا” (الكنيسة) ذاتها واستخدامها في الترجمة السبعينية لنقل معني كلمة “كهال” العبرية التي كانت تستخدم للدلالة على “جماعة إسرائيل” (شعب الله قديماً) فكما سبق القول فإن كلمة “الكنيسة” تستخدم للدلالة على الكنيسة بعامة، أي جميع المؤمنين في كل مكان، وعلي مدى الأجيال (عب 12 :23، ارجع أيضاً إلى أف 1 :22، 3 :10، 5 :22 – 27، كو
  1 :24)
، كما تستخدم للدلالة على كنيسة محلية (ارجع إلى أع 8 :1، 11 :22و26،
  15 :4
،
16:5
،
20 :17
، رو 16 :4، 1كو1 :2،6 :4،11 :16، غل 21و22 ··· الخ
).

بالتنظيم الداخلي
:

1-    
تتكون الكنيسة – كما سبق القول – من أشخاص اعترفوا بإيمانهم بالمسيح مخلصاً ورباً، وتجددوا واعتمدوا (ارجع إلى أع 2 :41و44و47، 8 :12، رو1 :8،6 :4،10 :9و10، 1كو 1 :2، لو 1 :2و4، 1تي 16 :12.·· الخ) ويدعون “قديسين” وابناء الله وإخوة ومقدسين في المسيح يسوع
·

2- 
كانت الكنيسة جماعة منظمة دائمة فلم تكن مجرد جماعة من أفراد غير مترابطين أو غير منتظمين، فيستحيل أن نتصور أن الكنيسة في أنطاكية مثلاً: كانت تتكون من أفراد متفرقين و يجتمع البعض منهم في أوقات غير محددة، ولأغراض عابرة ورسائل الرسول بولس للكنائس في رومية وكورنثوس وغلاطية وأفسس وغيرها، وإنما كانت موجهة لجماعات محددة ومنظمة
·

3-  
الخدام في الكنيسة: كان هناك نوعان من الخدام، فكان هناك الخادم المتجول والخادم المحلي·وكان على رأس الخدام المتجولين: الرسل (1كو 12 :28، أف 4 :11)، فكان للرسول علاقة عامة مع كل الكنائس، ولم يكن من المحتم أن يكون واحداً من الأحد عشر، فعلاوة على متياس (أع 1 :26) كان هناك بولس وبرنابا (1كو 9: 5
 
و 6) ويعقوب أخو الرب (غل 1
:  19)
واندرونوس ويونياس (رو 16 :7) وكان من اللازم أن يكون الرسول قد رأى الرب بعد قيامته (أع 1 :22، 1كو 9 :1) وأن يكون قد صنع علامات الرسول، من آيات وعجائب وقوات (2كو 12 :12) وكان عليه أن يشهد بكل ما رآه وسمعه، وأن يكرز بالإنجيل (أع 1
:  8
،
1
كو 1 :17) وأن يؤسس كنائس ويهتم بها (2 كو 11 :28). ومن هذه الشروط التي كان يجب أن تتوفر في الرسول، نفهم أن هذه الخدمة انتهت بانتهاء الرسل
·

ويأتي بعد الرسل “الأنبياء” (1كو 12 :28، أف 4: 11 ) ويبدو أنه كان “للنبي” علاقات مع مختلف الكنائس، ولم يكن يشت فيه أن يكون قد رأى الرب، ولكن كانت خدمته تقتضي أن يكون لديه إعلانات (أف 3 :5) ولكن ليس ثمة دليل على أنه كان له أختصاص إداري
·

هل تبحث عن  م التاريخ مجامع الكنيسة مجامع مسكونية المجامع المسكونية والهرطقات 56

وبعد الأنبياء يأتي المبشرون والمعلمون (أف 4 :11) وكانت خدمة المبشر خدمة متجولة، أما المعلم فكانت خدمته محلية، وكان يجب أن يكون مقتدراً وصالحاً للتعليم·وبعد ذلك تأتي مواهب شفاء وأعوان وتدابير وأنواع وألسنة (1 كو 12: 28 ) ولعل الأعوان تشير إلى خدمة الشمامسة (الرجا الرجوع إلى مادة “شماس

وكان يقوم بالخدمة في الكنيسة المحلية “الأساقفة والشمامسة إذ يكتب الرسول بولس إلى الكنيسة في فيلبي: “إلى جميع القديسين في المسيح يسوع الذين في فيلبي مع أساقفة وشمامسة (في 1: 1). وكان “الأسقف” يسمى أيضاً “شيخاً”، كما كان يسمى “راعياً
”  (
أف 4 :11). ويتضح من أع 20 :17-28 أن “القس” هو “الشيخ” وهو “الأسقف” أيضاً فمن يسمون قسوساً (أع 20 :17) هم الذين يوصيهم أن يحترزوا لأنفسهم و”لجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه (أع 20 :28) فهم الرعاة أيضاً (انظر أيضاً تي 1 :5 و7) كما يدعوهم بطرس الرسول ناظراً (1بط 1 و 2) (الرجا الرجوع إلى مادة “أسقف

4- 
المسئوليات الكنسية
:

الأحكام الكنسية: في مت 18 :17 أوكل الرب يسوع المسيح إلى الكنيسة الحكم النهائي في دائرة الكنيسة، فعندما تتخذ الكنيسة إجراء يصبح نهائياً فليست هناك جهة أخرى لاستئناف الحكم إليها ففي كنيسة كورنثوس ارتكب احد الأشخاص خهطية معينة، ويكتب إليهم الرسول بولس أن تتولى النظر في الأمر الكنيسة مجتمعة إذ أنتم وروحي مجتمعون مع قوة ربنا يسوع المسيح أن يسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع، فأعزلوا الخبيث من بينكم (1كو 5 :4-13) فالقرار يجب أن يصدر من الكنيسة مجتمعة
·

ويكتب في الرسالة الثانية إلى نفس الكنيسة مشيراً إلى هذه القضية قائلاً: مثل هذا يكفيه هذا القصاص الذي من الأكثرين (2 كو 3 :6) أي أن القرار بالقصاص صدر من الأغلبية كما يوصيهم بقبول هذا الشخص المخطيء بعد أن أبدى الحزن المفرط والتوبة، ويطلب من الكنيسة مجتمعة ايضاً قائلاً: “تسامحونه بالحري وتعزونه··· تمكنوا له المحبة” (2كو 2 :7-9) وهذا الإجراء يتضمن أن قبول عضو جديد يجب أيضاً أن تقوم به الكنيسة مجتمعة
·

**
على الكنيسة أن تنتخب المسئولين فيها، فقد حدث هذا عند انتخاب السبعة في الكنيسة في أورشليم (أع 6
:  3 – 13)
كما في حالات أخرى (أع 15 :22، 1 كو 16 :3، 2كو 18-3، في 2 :25) ويبدو لأول وهلة أن ما جاء في أع 14 :23، تي 1 :5، يتعارض مع ما سبق ذكره، حيث نقرأ أن بولس وبرنابا انتخبا لهم قسوساً في كل كنيسة ثم صليا بأصوام واستودعاهم للرب الذي كان قد آمنو به (أع 14 :23)، ولكن يكاد العلماء يجمعون على أن بولس وبرنابا أقاما القسوس (أي الشيوخ) الذين اختارتهم الكنائس أي أنهما صادقا على من انتخبهم أعضاء الكنائس المعنية
·

***
على الكنيسة ممارسة المعمودية وعشاء الرب، ويعطي الرسول بولس التوجيهات للكنيسة في كورنثوس يما يختص بعشاء الرب وهو لا يوجهها لأفراد معينين في الكنيسة، بل إلى الكنيسة ككل: “كونكم تجتمعون فحين تجتمعون كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم ··· تخبرون ··· حين تجتمعون ···· كل لا تجتمعوا للدينونة” (1كو
  11 :17-34)·

5- 
الإدارة الذاتية المستقلة
:

كانت كل كنيسة تتولي أمورها بنفسها، فيكتب الرسول بولس إلى الكنيسة في كورنثوس قائلاً “ليكن كل شيء بلياقة وحسب ترتيب” (1 كو 14: 40) فهو يوكل لكل كنيسة أمورها، كما هو واضح من الرسائل إلى الكنائس السبع (رؤ 2، 3

لكن هناك تخصيصاً لأنواع معينة من الخدام، ولأن هذه الخدم تتطلب تنظيماً للتنسيق بينها فقد استجد في حياة الكنيسة بعد كتابة الكتاب المقدس مما أعطى وجوداً لتمييز انواع خدم، كما لوجود تدرج في نظام الإدارة والمحاكم
·

لقد علَّمنا الرب يسوع أنه يجب على المؤمنين أن يكونوا مواطنين صالحين (مت 22 :15-22) وكذلك أوصى الرسول بولس (رو 13 :1-7) والرسول بطرس (1 بط 2
:  13-16)
كما علَّم المسيح أن ملكوته ملكوت روحي، إذ قال: “مملكتي ليست من هذا العالم” (يو 18:36
).

6- 
علاقات التعاون
:

بينما تستقل كل كنيسة بشئونها الداخلية حسب تعليم العهد الجديد، إلا أنها ترتبط بسائر الكنائس بعلاقات المحبة الأخوية والتعاون، كما يتضح ذلك من رو 15 :26و27، 2كو 8،9، غل 2: 10، رو 15 :1، 3 يو8· ومبدأ التعاون الفعَّال في مثل هذه الأحوال، لا يقف عند حدود، فيمكن للكنائس أن تتعاون في الكرازة والتعليم، وفي الخدمات الاجتماعية حيث يتسع المجال لأنواع عديدة من هذه الخدمات، فما أكثر المجالات التي يمكن أن تتعاون فيها الكنائس تطوعاً لتحسين ظروف الحياة وأحوال المعيشة وبخاصة للمعوزين
والأرامل والأيتام
·

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي