مدينة داود

 

ويطلق هذا الاسم في العهد القديم على المدينة القديمة أو على الجز الجنوبي الشرقي منها: “وأخذ داود حصن صهيون، هي مدينة داود … وأقام داود في الحصن وسماه مدينة داود” (2صم 5: 7-9
).

ويرجع تاريخ هذا الحصن الجبلي في أورشليم إلى أيام الكنعانيين وأيام إبراهيم (تك 14: 18؛ مز 76: 2). ويشغل حصن صهيون نحو ربع الميل المربع من الحافة شديدة الانحدار بين وادي قدرون شرقاً ووادي التيروبيون غرباً، وشمالاً حتى نقطة التقائهما مع وادي هنوم. وقد تم تحديد الموقع بوجود نبع جيحون الذي كان المورد الوحيد الدائم للمياه في المنطقة، في الجزء الشمالي الشرقي من وادي قدرون. وقد ظن المستكشفون الأوائل أن مدينة داود تقتصر على القمة الممتدة نحو مئة ياردة من إحدى البوابات إلى الجهة الغربيةن إلى الحائط والأبراج في الشرق. ولكن بينما تم حفر قناة في الصخر حتى مياه النبع، إلا أن ذلك يترك قمة القناة خارج السور على بعد نحو ثمانين قدماً شرقاً، وبلا وسيلة دفاع. وقد أثبت علماء الآثار حديثاً أن الأسوار الرئيسية، التي ترجع إلى نحو 1800 ق. م. حتى سقوط أورشليم في يد نبوخذ نصر في 586 ق. م. كانت أقرب إلى قاعدة المنحدر بنحو خمسين ياردة، وكانت المنازل تزدحم على مصاعد الجبل
.

وقد استولى داود على هذه المدينة من اليبوسيين في 1003 ق. م. (2صم 5: 7)، وأطلق عليها اسمه واستقر فيها وجعلها عاسمة لمملكته (2صم 9:5). وقد ضمت المباني التي أقامها فيما بعد قصراً (1أخ 15: 1). وأحضر داود “تابوت الله” إلى مدينة داود (1أخ 15: 1و29)، حيث ظل هناك حتى 959 ق. م. حين نقله سليمان إلى الهيكل الجديد الذي بناه على جبل المريا إلى الشمال من المدينة (1مل 8: 1؛ 2أخ 5: 2). ويبدو أن سليمان قد بنى أيضاً أكروبوليس أو ساحة للقصر بأسوار منيعة على حافة مدينة داود. وبالرغم من أن القصر الذي بناه لابنة فرعون لم يكن هناك (1مل 9: 24) بل بين المريا وصهيون، بسبب قداسة هذه الأماكن لوجود تابوت الرب بها (2أخ 8: 11
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس س سُوح ح

وتسجل الأسفار المقدسة أنه قد دفن في مدينة داود، كل من داود نفسه (1مل 2: 10)، وسليمان (1مل 11: 43)، ومعظم ملوك يهوذا إلى يوثام الذي توفي في 736 ق. م. (2أخ 12: 16؛ 14: 1؛ 16: 14؛ 21: 1و20؛ 24: 25؛ 27 :9)، وبعض الشخصيات الهامة مثل يهوياداع الكاهن (2أخ 24: 16
).

وربما كانت المدافن الموجودة في الطرف الجنوبي للمدينة هي بقايا مدافن أولئك الرجال. وقد حصَّن الملك حزقيا المدينة قبل حصار الأشوريين لها في 701 ق. م. (2أخ 32: 5)، وأدخل الماء إلى الطرف الغربي منها عبر قناة من جيحون (2أخ 32: 30)، وهكذا ضم إلى المدينة بركة سلوام وحديقة الملك في الطرف الجنوبي، داخل أسوار المدينة (نح 2: 15؛ إش 22: 9-11). وقد دمرت قوات بابل المدينة في 586 ق. م
.

وشملت التحصينات التي أقامها نحميا في 444 ق. م. جزءاً من مدينة داود (نح 3: 15؛ 12: 37)، وحدث امتداد فيما بعد إلى التل الغربي لوادي التيروبيون الذي ذكر يوسيفوس خطأ أن قبر داود كان هناك
.

أما العهد الجديد فيطلق اسم “مدينة داود” على “بيت لحم” (لو 2: 11
).

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي