مخطوطات نحل
عابر سنة 1960 و1961، وعلى أثر ظهور مواد قديمة في سوق الاثريات، وقد جاءت من بريّة يهوذا، قامت بعثة بالتنقيب في مغاور برية يهوذا، جنوبي عين جدي، فوجدت بقايا من البرونز والحديد الثاني والحقبة الرومانيّة. كما وجدوا بشكل خاصًا آثارًا تعود إلى ثورة ابن الكوكب (132-135). هذه الحقبة الأخيرة في الاقامة في هذا الموقع، قدّمت، شأنها شأن مربّعات، أهم البقايا الاركيولوجيّة التي حُفظت لنا : هناك النقود وعدد من الاواني. وخصوصًا مخطوطات تعود إلى “مغارة المخطوطات” في نحل سليم، و”مغارة الرجس”، و”مغارة الرسائل” في نحل عابر. كانت أجزاء أولى باعها البدو من قبيلة تعميرة. ثم كُشف غيرها. فنجد فيها تعويذات (خر 13 :2-16)، وأجزاء من مخطوطات بيبليّة عبريّة (مز 16؛ عد 27 :7-8)، ورسائل دوّنها ابن الكوكب (أو رفاقه) في العبريّة أو الاراميّة. هناك رسالة دوّنت على شقفة خشب مع اسم المرسل : سمعان ابن الكوكب، أمير اسرائيل. هذه الرسائل هي تعليمات حربيّة تحمل تهديداً لمن لا ينفّذها. ونجد أيضًا : ارشيف باباتا، ابن سمعان. وقد جُعل في كيس من جلد. وُجدت فيه 35 بردية : 6 في الانباطي، 3 في الارامية، 17 في اليونانيّة، 9 في اليونانية مع توقيع بالحرف الارامي أو الانباطي. يتضمّن هذا الارشيف سند ملكيّة. كما نجد : لفيفة من جلد لترجمة يونانيّة للانبياء الصغار (هو 2 :8؛ عا 1 :5؛ يوء 1 :14؛ يون 3 :2-5؛ نا 1 :9؛ 2 :8-9؛ زك 3 :1-2؛ 4 :8-9؛ 8 :21). ووُجدت على برديات يونانيّة لوائح اسماء علم وأرقام مع رسائل وعقود دوّنت في الانباطيّة الجرّارة. الأجزاء البيبليّة مهمّة من أجل النقد النصوصيّ وتاريخ السبعينيّة. أما أرشيف باباتا فيعكس الوضع اللغوي المتشعِّب في اليهودية، في بداية القرن الثاني ب.م. وهذا ما تدل عليه ممارسات قانونية نقرأها في وادي مربعات أو في المشناة. وأخيرًا هذه الوثائق هي مرجع تاريخي مهمّ جدًا لدراسة الثورة اليهودية الثانية ومملكة الانباط في تلك الحقبة
.
