سنة

1)
السنة الشمسيّة والسنة القمريّة. يميّزون عادة نمطين، حسب ما يرتكز الكلندار على الشمس أو على القمر. في السنة الشمسيّة 365 يومًا وربع اليوم تقريبًا مع عدد من الأشهر. في مصر، هناك 12 شهرًا، وكل شهر : 30 يومًا مع 5 أيام إضافيّة. في الكلندار الغريغوري (أي الكلندار اليولياني الذي صحِّح)، تعرف السنة 12 شهرًا : 28 (أو 29)، 30، 31 يوميًا. والسنة القمريّة ترتكز على الشهر القمري : 29 يومًا ونصف اليوم تقريبًا. وهي تتألّف من 354 يومًا. وهذا الفرق الذي يتنامى سنة بعد سنة، أبعد كل توافق بين الشهر وفصول السنة. وإذ أرادوا أن يتجنّبوا هذه المسافة، دمجوا السنة القمريّة مع السنة الشمسيّة فأقحموا شهرًا إضافيًا بحيث يكون الشهر القمري في الوقت عينه من السنة. 2) الحقبة القبل منفاوية. كان لبني اسرائيل، شأنهم شأن شعوب الشرق، كلندار من هذا النمط. تأسّس على القمر (مز 104 :19)، ولكنه كان يصحَّح بين وقت وآخر بحيث يقع الشهر في الوقت عينه من كل فصل من فصول السنة. يبدأ الشهر مع القمر (ي ر ح يعني القمر والشهر، رج سي 43 :6-8؛ كلندار جازر). ولكن في نهاية الحقبة الملكية، سمّي الشهر “ح د ش” (القمر الحديث، القمر الجديد)، لأن الأيام كانت تعدّ بالنسبة إلى القمر الجديد (الهلال، غرّة القمر). ويبرز الطابع القمري للسنة الاسرائيليّة في أن بداية كل شهر تحدّدها مراقبة مباشرة للقمر الجديد، وفي أنهم كانوا يحتفلون بالهلال وبالبدر، شأنهم شأن سائر الشعوب الشرق. ونشير إلى أن الاعياد الكبرى لدى اليهود تعيّد في البدر. مثلا، عيد الفصح. تألّفت السنة (ش ن هـ ) الاسرائيلية من 12 شهرًا قمريًا (1مل 4 :7؛ 1أخ 27 :1-15؛ رج إر 52 :31؛ حز 32 :1؛ دا 4 :26). في الحقبة القديمة، كانت السنة تبدأ في الخريف (خر 23 :16؛ 34 :2 في ما يتعلّق بعيد القطاف. رج في ما يتعلّق بالحملات العسكرية في “عودة السنة، أي في الربيع، 2صم 11 :1؛ 2مل 16 :12). وهذا ما يقابل تقريبًا نظام السنة الزراعيّة، لأن مختلف محاصيل الأرض (ما عدا الزيتون) يُجمع ويُحفظ في نهاية شهر أيلول. وهذا النظام في العالم الزراعي ( الزراعة) قد طبع بطابعه حياة بني اسرائيل. ووُجدت كلندارات زراعيّة تدلّ على النشاط الرئيسيّ في كل شهر (لويحة جازر). ولكن في بداية الحقبة الملكيّة في اسرائيل، ارتبطت أسماء الاشهر التي من أصل كنعانيّ بظواهر طبيعيّة : في الواقع، نحن لا نعرف بشكل أكيد سوى اشهر أبيب (اذار – نيسان). بول (تشرين الاول – تشرين الثاني)، ايتانيم (ايلول – تشرين الاول). ويُضاف “ج ب ع ل” (شباط- اذار؛ خر 9 :31) و”ا ف ي ل و ت” (تسمية أخرى لشهر نيسان – ايار؛ خر 9 :32). كانت السنة واحدة في يهوذا واسرائيل، وكذلك أسماء الأشهر. غير أن السلطة السياسية قرّرت إقحام شهر إضافيّ كي تبقى السنة مرافقة للفصول. لهذا، اختلفت السلطة السياسيّة بين مملكة وأخرى. فاختلفت السنة الاسرائيلية عن السنة اليهوذاوية شهرًا واحدًا (1مل 12 :32). والطريقة التقليديّة التي بها تبدأ السنة في الخريف، والتي بها تُسمّى الاشهر انطلاقًا من الظواهر الطبيعية، سوف تزول في نهاية الحقبة الملكيّة (ربّما في القرن 7). فنهاية 1-2 مل، إر، و اوستراكات عراد (في نهاية الحقبة الملكية) لا تستعمل بعد “ي ر ح”، بل “ح د ش”. وزال الاسم الخاص بكل شهر، وأعطي رقم : الشهر الاول، الشهر الثاني… وما عادت السنة تبدأ في الخريف، بل في الربيع كما في السنة الرافدينيّة في ذلك العصر. واوستراكات عراد تشهد أن هذا التبدّل في الكلندار قد تمّ في فلسطين قبل المنفى. 3) الحقبة المنفاويّة والفارسيّة. وجاء المنفى والتدوين الكهنوتي فأكّدا هذا التبدّل الاساسيّ في الكلندار، وبدأا ينشران التسمية البابليّة لمختلف اشهر السنة : نيزان، إيار، سيوان، تموز، آب، ايلول، تشري، مرحشوان، كسلو، طيبيت، شباط، ادار. وحين يُقحم شهر ثالث عشر يزاد شهر ادار. في زمن المنفى، برز تأثير الاسترولوجيا الرافدينيّة في التدوين الكهنوتيّ مع الاهتمام بتأريخ الأمور، فكان لنا بشكل عابر عدد أيام السنة الشمسيّة : “كل مدى حياة اخنوخ كان 365 سنة” (تك 5 :23). ويبدو أنه حدث في بابلونية (480 ق.م.) أن تحدّدت دورة من 19 سنة تتضمّن 7 أشهر ادار لكي تتطابق السنة الشمسيّة مع السنة القمريّة. لم يُعترف بهذه الدورة ولم يطبّق هذا القرار إلا بعد منتصف القرن 4 ق.م.، في الكلندار اليهودي. ولكن قد يكون طُبّق بشكل غير رسمي في بعض الأماكن. 4) الحقبة الهلنستية. مع الحقبة الهلنستية، نرى استعمال الكلندار السلوقي مع أسماء أشهر مكدونيّة نجدها في الكتب البيبليّة المتأخّرة (2مك 11 :21، 30، 33، 38؛ طو 2 :12 : دستروس. لسانتكس، ديوس كوريتوس). أما كتابات قمران وبعض النصوص البيعهديّة التي نُسخت في الجماعة الاسيانيّة (1 أخن؛ يوب) فتدلّ على كلندار آخر، يختلف عن الكلندار الكهنوتي والكلندار السلوقي : هو كلندار شبه شمسي (364 يومًا) يرتكز على الاسبوع. في السنة 52 اسبوعًا، وثلاثة فصول (كل فصل 14 اسبوعًا) مع أشهر من 29، 30، 31 يومًا. مع مثل هذا الكلندار كانت الاعياد تقع دومًا في اليوم عينه من الاسبوع. 5) السنة الدينيّة. إن السنة الدينية التي ترافق الاعياد المرتبطة في الأصل بالنشاط الزراعي والرعائي، حافظت على نفسها مع بعض تحوّلات طفيفة وتكيّفات، على مرّ تاريخ هذه النظرات المختلفة إلى السنة. مثلاً، عيد الفصح الذي فيه يُذبح حمل من القطيع، والذي انضمّ إلى عيد الفطير (خر 21 :1-20)، وتقدمة الحزمة الأولى (لا 23 :10) في بداية حصاد الشعير، قد حدِّد وقتُها في بدر الربيع، أو الرابع عشر من شهر أبيب، الشهر الاول في السنة (خر 12 :2؛ لا 23 :5) وهو يقابل شهر نيزان ( آذار – نيسان) (اس 3 :7). أما كلندار الأعياد اليهوديّة فهو كما يلي : 14-15 نيزان : الفصح. 15-21 نيزان : عيد الفطير. 16 نيزان : بداية حساب سبع مرات سبعة أيام حتى عيد الاسابيع. 6 سيوان : عيد الأسابيع. 1 تشري : السنة الجديدة. 10 تشري : يوم التكفير. 15-22 تشري : عيد المظال. 25 كسلو : عيد التدشين. 14 آذار : فوريم. هناك يومان يصومون فيهما : 17 تموز، 9 آب، وهما بعلاقة مع دمار الهيكل. وهناك حقبة من التهيئة تسبق الفصح، وهي أربعة اسابيع من شهر ادار. من الممكن أن تكون التهيئة للفصح تبدأ في الشهر الحادي عشر (شباط) المسمّى السنة الجديدة للاشجار في المشناة. مثل هذه الحقبة تشبه زمن الصوم في الكلندار المسيحيّ. كما أن هناك حقبة أخرى من التهيئة (الاستعداد) لعيد المظال : شهر ايلول كله، وكان الشهر الخامس. في التوراة، يُذكر موت هرون في اليوم الأول من الشهر الخامس (عد 33 :38). وموت موسى في اليوم الأول من الشهر الحادي عشر (تث 1 :3). ارتبط السامريون ربّما بهذين التاريخين فاحتفلوا بـ “زمّوت”، بالالتقاءات، شهرين قبل الفصح وشهرين قبل عيد المظال. 6) السنة الطقسيّة. على مستوى الفصول. تنقسم السنة الطقسيّة في فلسطين إلى فصلين (تك 8 :22؛ مز 74 :17) : الفصل الحارّ والجافّ (ق ي ص) الذي يقابل الصيف (رج القيظ في العربية)، وفصل الامطار (س ت و، شتاء في العربية؛ نش 2 :11) أو الفصل البارد (ح ر ف، رج الخريف) الذي يقابل الخريف والشتاء. وكان الاغنياء يكيّفون حياتهم خلال هذين الفصلين، فيبنون البيت الصيفي والبيت الشتويّ (عا 3 :15؛ رج إر 36 :22). 7) السنة الملكيّة. أما السنة الملكيّة فكانت تبدأ بشكل عام مع مجيء الملك الجديد وتتويجه، ولو حصل ذلك قبل موت والده. وحسب إشارات مختلفة، إن سنة التتويج تُحسب “سنة أولى”. والاشارة إلى سنة معيّنة بالنسبة إلى ملوك يهوذا أو ملوك اسرائيل (رج اوستراكات السامرة) أو ملوك الفرس بعد المنفى (رج برديات وادي داليه) أو رؤساء الكهنة الحشمونيين، كانت الطريقة العاديّة في تأريخ الوثائق الاداريّة في فلسطين القديمة. وبفضلها نستطيع أن نرتّب الكرونولوجيا. 8) السنة السبتية. ش ن ت. ش ب ت و ن. لا 25 :5. نظام توراتيّ يرتبط بالسنة السابعة. ماذا تقول فيه المعطيات البيبليّة؟ حسب شرعة العهد، ترتاح الأرض في السنة السابعة بحقولها وكرومها وزيتونها، وتُترك الغلّة (ش م ط ) للفقراء والحيوان (خر 23 :10-11). وبعد ست سنوات من الخدمة، يحرَّر العبد العبري (الذكر وحده) إلا إذا اختار أن لا يترك سيّده (خر 21 :1-6). حسب سفر التثنية نجد الشريعة عينها في ما يتعلّق بالعبيد دون التمييز بين ذكر وأنثى. ويُطلب من السيِّد أن لا يرسل عبده فارغ اليدين (15 :12-8). ولكن النص لا يذكر راحة الأرض. بالإضافة إلى ذلك، تحدّد السنة السابعة (15 :9؛ 31 :10). هي سنة الاعفاء (15 :1-3). وحدّد لا 25 السنة السبتية بالنظر إلى دخول أرض الميعاد (آ1) التي ترتاح من أجل الرب (آ2-4). ترتاح الحقول والكروم ويوزَّع طعامُها على الجميع (آ6-8)، والرب هو الذي يؤمّن الطعام الكافي لثلاث سنوات، خلال السنة السادسة (20-22). أما تحرير العبيد وسائر الاجراءات الاجتماعيّة فقد جُعلت في سنة اليوبيل (آ8-17، 23-35). إن لهذا النظام جذورًا قديمة وسابقة لاسرائيل. فقد مارس الشرق الاوسط تعطيل الأرض وأخذ شعب اسرائيل بهذه العادة. واهتمّ بوضع حدّ للعبوديّة بسبب الديون (2مل 4 :1؛ نح 5 :1-5)، وتنظيم الدين بالربى (لا 25 :35-37؛ تث 23 :20-21؛ خر 22 :24). ولكن إلى ايّ حدّ طبِّق هذا التشريع؟ تحدّث إر 34 :8-16 عن تحرير العبيد على أساس تث 15 :12-13 ليلاحظ أن هذا الاجراء لم يُعمل به. وكذا نقول عن تعطيل الأرض. فهذا لم يحدث إلاّ خلال المنفى (2أخ 36 :21؛ لا 26 :34-35، 43
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس س سجَّس س

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي