عبادة الشمس

 

لقد أدرك الإنسان منذ أقدم العصور أن الشمس من أعظم القوي في الطبيعة ، ولذلك كانت من أول المعبودات التي اتجه إليها الإنسان (رومية 1 : 25) . فالبابليون والأشوريون عبدوها باعتبارها إلهاً ذكراً باسم “شماش” ، وهو إله العدالة عندهم . وكان الإله “الشمس” يسمي في أوغاريت “شافشو” ، وكانت تقدم له الذبائح بطقوس خاصة ، وكان يُعبد أحيانا فوق السطوح (انظر إرميا 19 : 13 ، صف 1 : 5
) .

وفي مصر عُبدت الشمس في الإله “رع” ، وكان مركز عبادته في مدينة “هليوبوليس” (مدينة أون) ، وكان ” فوطي فارع ” (ومعناه : “عطية رع” ) حمو يوسف كاهناً في معبد رع في أون (تك 41: 45). وقد حاول الملك أمنحتب الرابع (إخناتون ) أن يفرض نوعاً من التوحيد بعبادة قرص الشمس ” أتون ” باعتباره الإله الوحيد مصدر الحياة ، ولكن انتهت تلك الحركة الدينية بموته
.

وكان الحيثيون يعبدون العديد من آلهة الشمس ذكوراً وأناثاً ، وكان أشهرها ” إستانو “. ويمكن الجزم بانتشار عبادة الشمس في فلسطين قبل دخول بني إسرائيل إليها ، وذلك من أسماء الكثير من المدن والقرى ، مثل ” بيت شمس ” (يش 15: 10، 19: 22..الخ)، و” عين شمس ” (يش 15: 7 ،
  15 : 7
،
18 : 17) .
ورغم أن الرب نهي بني إسرائيل عن مثل هذه العبادات (لا 26 : 30 ، تث 4 : 19 ، 17 : 3 ، 2 مل 23 : 5) ، إلا أن البعض منهم انزلقوا إلي عبادتها (أيوب 31 : 26 و 27 ، حز 8 : 15 و 16) ، بل أن منسي-ملك يهوذا ، وابن حزقيا الملك التقي-“سجد لكل جند السماء وعبدها” (2 أخ 33 : 3) . والأرجح أن الخيل ومركبات الشمس “التي أعطاها ملوك يهوذا للشمس عند مدخل بيت الرب” كانت نماذج (أشبه بمركبات الشمس التي اكتشفت عند هرم الجيزة الأكبر) للزورق السماوي الذي كانوا يعتقدون أن الشمس تعبر فيه قبة السماء كل يوم . وقد وجدت نماذج خزفية للخيول والمركبات ، ترجع إلي ما قبل عهد بني إسرائيل في فلسطين ، في مواقع عديدة
.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس هـ هيت ت

وقد قام الملك التقي يوشيا بابادة “الخيل التي أعطاها ملوك يهوذا للشمس …ومركبات الشمس أحرقها بالنار” (2 مل 23 : 11
) .

وقد وجد نموذج من البرونز في سوسة-يرجع إلي القرن الثاني عشر قبل الميلاد-يمثل عبادة “الفجر” ، ويتكون من تمثالين لرجلين عاريين في وضع السجود . يتعبد أحدهما ويداه ممدودتان إلي الأمام ، بينما يمسك الآخر بحوض للماء للتطهير ، وتعلو سطح النموذج المذابح والأعمدة والسواري ، ومرحضة كبيرة وأحواض للسكيب
.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي