شرّير
Impie
مقدمة
العهد القديم
1.
الأشرار تجاه الله
:
2.
الأشرار والصدّيقون
:
3.
جزاء الأشرار
:
العهد الجديد
1.
الشر الحقيقي
:
2.
دعوة الأشرار إلى الخلاص
:
3.
غضب الله على الأشرار
:
مقدمة
يصف لنا الكتاب المقدّس مفردات متنوعة سواء كان في العبرية أم في اليونانية” حالة روحية على عكس روح التقوى. تضيف إلى الاستهانة بالته وبشريعته ط نوعاً من العداوة والتحدِّي
.
ويعلن بولس عن مجيء “إنسان الإلحاد” بالذات، الذي سيناصب العداء، في آخر الأزمنة “كل ما يحمل اسم الله… ويظهر نفسه أنه إله” (2 تسالونيكي 2: 3- 4 و 8)؟ ويضيف قائلاً: “إن سر الإلحاد قد أخذ في العمل” خلال العالم (2: 7). والواقع أنه قد أخذ في العمل، منذ بدء التاريخ، مذ عصى آدم وصية الله (تكوين 3: 5 و22
).
العهد القديم
1.
الأشرار تجاه الله
:
إن الكفر واقع عالمي قائم في البشرية الخاطئة: كما في جبل الطوفان (تكوين 6: 11، راجع- أيوب 22: 15- 17)، وجيل بُناة برج بابل (تكوين 11: 4)،وسكان سدوم (حكمة 10: 6
)…
إلاّ أنّ الكفر يبدو بوضوح خاص عند الشعوب الوثنية عدوة إسرائيل، ابتداء بن فرعون القائم بالاضطهاد (راجع حكمة 10: 20، 11: 9)، إلى الكنعانيين الوثنيين (حكمة 12: 9)، ومن سنحاريب المجدِّف (إشعيا 37: 17) إلى بابل الشامخة بأنفسها (إشعيا 13: 11، 14: 4)، وإلى قائد الاضطهاد أنطيوكس أبيفانس (2 مكابيين 7: 34
).
ومع ذلك فإن شعب الله لا يخلو من الكفر: فأشرارهم المتمردون في الصحراء! مزمور 106: 13- 33)، وأيضاً هم سكان أرض الميعاد الخونة (مزمور 106: 34- 40)؟ وشريرة هي الأمة الخاطئة التي يرسل الله ضدها عبدَة الأوثان لمعاقبتها (إشعيا 10: 6، راجع ا: 4
).
ورغم اهتداء الأمة، سوف يظل أصحاب المزامير والحكماء يندِّدون بقيام الكفر، في وسط الشعب المؤمن حتى ما بعد السبي. ولسوف تشير أزمة المكابيين في الطليعة إلى بعض اليهود المنحرفين (راجع ا مكابيين 2: 23، 3: 15، 6: 21،ا الخ
).
2.
الأشرار والصدّيقون
:
يبدو الجنس البشري، في أدب الحكمة، منقسماً طبقتين: طبقة الصديقين والحكماء، وأمامها طبقة الكفرة والمصابين بالجنون (الماجنين
).
وبين الطبقتين تنازع وحرب قتل الأخ أخيه، تخط بداية الدرامة بين المدينتين. وإذ تبدأ هذه الدرامة في الأصل بقايين وهابيل (تكوين 4: 8…)، تظل تحدث في كل زمان
.
فيستسلم الشرّير لغرائزه: بالمكر، والعنف، والشهوانية، والكبرياء (مزمور 36: 52، حكمة 2: 106)، ويستهين بالله (مزمور 10: 43، 14: ا) وينفعل ضد الصدّيقين والفقراء (مزمور 10: 6- 11، 17: 9- 12، حكمة 2: 10- 20)… وينجح نجاحاً ظاهرياً، قد يستمر أحياناً، فيسب ضيقاً حقيقياً للنفوس المتدينة (مزمور 94: ا- 6، أيوب 21: 7- 13). فإنه بداع من روح العدالة أولاً يطلب المضطهدون من الله هلاك أولئك المنحرفين المسيئين (مزمور 10: 12 18، 31: 18- 19، 109: 6..)، فيتذوقون مقدماً انتقاماً يثير فينا التعجب (مزمور 58: 11
).
3.
جزاء الأشرار
:
إنّ المؤمنين الأوفياء يعرفون جيداً أن مصير الأشرار هو الدمار (راجع مزمور ا: 4- 6، 34: 22، 37: 9- 10 و12- 17 و20). إلا أن هذا التأكيد الهادئ للجزاء الذي ما زال يُصور بنظرة زمنية، يصطدم بوقائع تثير العثار. فثمة أشرار ناجحون (إرميا 12: 21، أيوب 21: 7- 16، مزمور 73: 2- 12)، كما لو كان القصاص الإلهي لا وجود له (جامعة 10: 15، 8: 10- 14
).
إن النظرة النبوية إلى آخر الأزمنة تؤكَد جداً أنه بآخر “الزمان سوف يأتي الملك، المسيح”، لهؤلاء المنافقين (إشعيا 11: 4، مزمور 72: 3)، وأن الله سيفنيهم في ساعة الدينونة، (راجع إشعيا 24: ا- 13، 25: ا 2)، إلا أنها ما قبل هذا اليوم الأخير، لا تُوضح كيف يجب على الأشرار أن يكفِّروا عن جرائمهم
.
ومع ذلك فإنه على المستوى الفردي يجب إيجاد حلّ للمشكلة بالنسبة إلى الجميع، وينبغي الانتظار حتى زمن متأخر لكي يلقى الضوء على المشكلة. ففي عهد المكابيين، نتبين أخيراً أن جميع الأشرار سوف يمثلون شخصياً لدى منبر الله (2 مكابيين 7: 34- 35)، وأنه لن تكون لهم قيامة للحياة (2 مكابيين 7: 14، راجع دانيال 12: 2). ومن ثم يستطيع كتاب الحكمة أن يرسم لنا لوحة عن عقابهم الأخير، ما وراء الموت ” (حكمة 3: 10- 12، 4: 3- 6، 5: 7 – 14
).
وهذا الشهادة المهيبة تصلح مصدراً لتأمل مفيد. فالله، في الواقع، لا يريد الموت للكافر، بل أن يتوب ويحيا (حزقيال 33: 11، راجع 18: 20 27 وأيضاً 33: 8- 19). وسوف ترد مثل هذه النظرة الرحيمة ثانية خلال العهد الجديد
.
العهد الجديد
1.
الشر الحقيقي
:
يشار إلى الحالة الروحية التي يشجبها العهد القديم بتعبير أكثر دقة في العهد الجديد بأسلوبه اليوناني: فهو الشر
(asebeia)
وعدم العدالة
(adikia)
، ورفض الشريعة
(anomia).
إلاّ أنه خلال مجادلات يسوع مع الفرّيسيين يظهر فوراً مفهومان متعارضان لهذه الاستهانة بالله. فبالنسبة إلى الفريسيّين، حجر الزاوية في التقوى يقوم على احترام المراسم.المفروضة في الشريعة والتقاليد، المحيطة بهم؛ وإنّ الجهل في هذا الصدد يعد في ذاته كفراً (راجع بوحنا 7: 49)؛ ومن ثمّ فإنَ يسوع يخطئ عندما يأكل مع الخطأة (متى 9: 11//)، ويصادقهم (متى 11: 19//)، وينزل في بيوتهم (لوقا 19: 7
).
غير أنّ يسوع يعلم جيداً أنَ كل إنسان خاطئ و وأن أحداً لا يستطيع أن يقول من ذاته إنه تقيّ وبار، والإنجيل الذي يأتي به يتيح للخطأة بالذات إمكانية التوبة والخلاص (لوقا 5: 32). ومن ثم سيكون محك التقوى الحقيقية الموقف الذي يختاره الإنسان من هذا الإنجيل
.
2.
دعوة الأشرار إلى الخلاص
:
والمشكلة القائمة هي عينها منذ أكمل المسيح ذبيحته بموته “بأيدي الكافرين” (أعمال 2: 23). مات “بارُّ من أجل فجَّار” (ا بطرس3، 18)، ولو أنه أراد “أن يحصى مع المجرمين” (لوقا 22: 37). وقد مات من أجل قوم كافرين (رومه 5: 6)، لكي يتبرر هؤلاء بالإيمان به (رومة 4: 5
).
هؤلاء هم أبرار العهد الجديد: كافرون بُرِّروا بالنعمة. هؤلاء إذ تعرّفوا في الإنجيل على الدعوة للخلاص، كفوا عن الكفر (تيطس 2: 12)، ليتجهوا نحو المسيح
.
فالكفرة الحقيقيون، من الآن فصاعداً، هم الناس الذين يرفضون هذه الرسالة، أو الذين يفسدونها: المعلمون الكذَبة الذين يثيرون الاضطرابات لدى المؤمنين (2 تيموتاوس2: 16، يهوذا 4 و 18، بطرس 2: ا- 3،3:3- 4). ويستحقون اسم المسيح الدجال (ا يوحنا 2: 22) ة وغير المكترثين الذين يعيشون في جهل إرادي (2 بطرس 3: 5، راجع متى 24: 37، لوقا 17: 26 30)، ومن باب أولى القوات الوثنية التي ستثير ضد الرب الملحدَ الأكبر (2 تسالونيكي 2: 3 و 8). ذلك، هو الإطار الذي يظهر خلاله من الآن فصاعداً الكفر
.
3.
غضب الله على الأشرار
:
على أن عقاب هذا الكفر هو الآن أمر مؤكد أكثر منه في العهد القديم. فيظهر غضب الله ” بصفة دائمة، على كل كفر وظلم للناس (رومة ا: 18. راجع2: 8) وذلك يتحقق بنوع خاصة في الأزمنة الأخيرة والدينونةّ العامة النهائية
.
ندئذٍ سيبيد الرب الكافر بضياء مجيئه (2 تساولونيكي 2: 8) وكل م وكل من يشتركون في سر الكفر سينالهم الخزي والعقاب (يهوذا 15، 2 بطرس 2: 7
).
على أنه إذا ما تأخر العقاب فلأن الله يبدي صبراً على الأشرار لعلهم يتوبون (2 بطرس 2: 9
).
