كركميش

 

(1)-
موقعها: يرجح أن معناها “قلعة كموش” (وكموش هو معبود الموآبيين) . وكانت مدينة هامة في الشمال الغربي من بلاد النهرين على أعالي الفرات، وعلى الضفة الغربية منه. وكانت تقع في نقطة استراتيجية بالقرب من المخاضة الرئيسية في أعالي الفرات، فكانت تمر بها المتاجر ما بين الشرق القديم، كما كانت مركزاً إدارياً هاماً في الامبراطورية الحثية التي وجدت في رأس شمرا (أوغاريت

(2)
تاريخها القديم: ورد ذكر كركميش في الوثائق الاشورية والبابلية والمصرية القديمة منذ بداية الألف الثانية قبل الميلاد، وذلك في قائمة وُجدت في “سبَّار ” ترجع إلى عهد “آمي صدوقا” (حوالي 1900 ق·م) . وقد غزاها تحتمس الثالث في القرن الخامس عشر قبل الميلاد. ثم استولي عليها “سبلو لوماس” ملك الحثيين في 1340 ق·م . وبعد ذلك جاء ذكرها في قصائد الشاعر المصري القديم “بنتأور” الذين يشير إلى شعب كركميش المتحالفين مع شعوب أرفاد وحلب وجوزان ليكونوا جزءاً من جيوش ملك الحثيين “حاتوسيل” الذي دارت معركة قادش الشهيرة بينه وبين فرعون مصر رمسيس الثاني
·

وأول ملك اشوري ذكر كرميش هو تغلث فلاسر الاول (حوالي 1268 ق·م) إذ يذكر أنه اجتاح البلاد “من أرض شوحو (الشوحيين) إلى كركميش في بلاد حتو” (الحثيين) في يوم واحد
·

بعد ذلك جذبت المدينة أنظار ملك أشور” اشور ناصربال الثاني” (884 – 859 ق·م) الذي بدأ في الثامن من شهر إيار في نحو 870 ق·م . في غزو تلك المنطقة واخذ “ابن بيت حياني” – بعد ذلك بقليل – من سنجارا (حوالي 875 – 825 ق·م) ملك كركميش الذي وصفه بأنه “ملك الحثيين”. وكانت هذه الجزية تتكون من عشرين وزنة من الفضة وأمتعة كثيرة من الذهب، ومائة وزنة من النحاس 520 وزنة من الحديد وأثاث ومركبات وخيل – أي أنه أخذ كنزاً ضخماً، كما اخذ منه شلمناسر الثاني (859 -824 ق،م) ابن اشور ناصر بال، جزية ضخمة نشت على الغطاء البرونزي لبوابات “بالاوات” وكانت تتكون من “وزنتين من الذهب، 70 وزنة من الفضة 80 وزنة من البرونز، 100 وزنة من الحديد، 30 وزنة من الانسجة الارجوانية· 500 قطعة سلاح، وابنته ومهرها، ومائة فتاة من بنات عظمائه، 500 ثور، 5.000 شاة كما فرض عليه جزية سنوية، ويسجل النقش صفين طويلين من حملة الجزية. وفي الصف الاسفل موكب الاميرة التي تبدو أن أباها كان برفقتها لمقابلة ملك اشور ويذكر “شمس هدد” بن شلمنأسر الثاني – كركميش بأنها على الحدود الغربية لامبراطوريته
·

هل تبحث عن  شبهات الكتاب المقدس عهد قديم سفر التكوين نهاية كل بشر قد أتت ومع ذلك إستثنى نوح ح

وبعد سقوط الامبراطورية الحثية في 1200 ق·م احتفظت كركميش بثقافتها الحثية، واصبحت مدينة حثية مستقلة. ورغم دفعها الجزية لملوك اشور – كما سبق القول – فكثيراً ما كانت تشتعل الحروب بينها وبين أشور
·

وفي 717 ق·م دمر سرجون الثاني ملك أشور (722 – 705 ق·م) المدينة وأسر ملكا “بزيريس”، ونقل سكانها منها، وأسكن الاشوريين مكانهم (ارجع إلي اشعياء 10 :9). ولكن المدينة نهضت مرة اخرى واستعادت اهميتها بعد سقوط نينوى في 612 ق·م

ولكن احتلها بعد ذلك (في 609 ق·م) نخو الثاني فرعون مصر (ارجع إلى 2أخ 35 :20) وجعل منها مركزاً إدارياً لحكم سورية على مدى بضع سنوات، إذ إنه في يونيو 605 ق·م هزمه نبوخذ نصر الثاني ملك بابل واستولى على المدينة، كما تدل على ذلك الوثاق البابلية (ارجع ايضاً إلى إرميا 46 :2

(3)
الاكتشافات الاثرية: يسمى موقع مدينة كركميش القديمة، الآن” جرابلس” على بعد نحو 63 ميلاً إلى الشمال الشرقي من مدينة حلب على الضفة الغربية لنهر الفران. وقد قامت بعثة اثرية من المتحف البريطاني فيما بين 1876 ، 1879، وفيما بين 1912 ، 1914 بالتنقيب في أطلال المدينة فاسفر التنقيب في الموسم الاول (في 1878) عن اكتشاف تماثيل حثية ونقوش هيروغليفية حثية، وفي الموسم الثاني في (1913) اسفر التنقيب عن اكتشاف قلعة حثية على قمة التل الذي ترقد المدينة القديمة اسفله وكان يحميها سور تخترقه بوابات اثرية ضخمة بين الابراج، والجزء الأسفل من جدران هذه الابراج، كان يمتلئ بالتماثيل والنقوش الحثية، كما كشف عن بقايا هيكل وقصر
·

وتبدو المدينة على شكل ساحة مربعة غير منتظمة عند سفح القلعة، وتنفتح في القطاع الجنوبي للمدينة سلسلة من البوابات، كما وجد سلم أثري ضخم يصل ما بين الساحة والقلعة من الجهة الشمالية
·

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب عهد قديم سفر الملوك الثانى 11

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي