عبد الرب

 

تستخدم عبارة ” عبد الرب ” ( أي ” عبد الله ” ) للدلالة على شخص اختاره الرب للقيام بخدمة معينة ، وأهلَّه لها . فتطلق على ” موسى ” ( انظر تث5:34، يش13:1 و 15، 31:8 000 2مل 12:18 ، 2أخ6:24و9 000إلخ ). كما تطلق على “يشوع” (يش 9:24 ، قض8:2 ) ، على ” داود ” (2مل19:8) ، و” دانيال ” ) واصحابه ( دانيال 3: 26 ، 20:6
  )
، و”أيوب ” ( أى 8:42
  )
وغيرهم من الأنبياء والملوك . وتطلق على ” إسرائيل ” ككل ( مز 136 : 22
) .

وكان الرسول بولس يفخر بأنه ” عبد ليسوع المسيح ” ( رو1:1 ، في 1:1 ، تي 1: 1 ) ، وكذلك “يعقوب” ( يع 1:1 )، و”بطرس (2بط 1:1 ) ، ويهوذا (يه 1:1
) .

ولعبارة ” عبد الرب ” في سفر إشعياء أهمية خاصة ففي إشعياء ( ص 40- ص50) نجد أربع قصائد تتحدث عن “عبد ” ولا تذكر اسمه ، فيها لمحات تمزج بين جماعة من الناس وشخص واحد . وتكوِّن قصائد ” العبد ” هذه جزءاً هامل من رسالة التعزية الواردة في الأصحاحات
  40- 66
من إشعياء
.

(
أ)   قصائد العبد : تتحدث أولى هذه القصائد ( إش 1:42 –4 ) عن دعوة ” العبد ” لكي ” يخرج الحق للأمم ” مؤيدا بروح الله ، فهي مهمة لا يمكن أن تفشل . وفي القصيدة الثانية
      (
إش 1:49 – 6 ) تظهر إرساليته واضحة ، فالرب من البطن قد دعاه ، وجعل فمه كسيف حاد 000 ليس لإسرائيل فحسب ، بل جعله نورا للأمم ، وخلاصاً إلى أقصى الأرض
.

وفي إشعياء ( 50:4 –9 ) ، لاتظهر كلمة ” عبد ” ، ولكنها تعتبر القصيدة الثالثة من هذه القصائد ، على أساس لغتها وأسلوبها ، فهنا يتحدث ” العبد ” عن طريقه ، فمع أنه سيتألم كعبد مطيع ، فإن ثقته في الرب ستظل ثابتة . ويمتد هذا الحديث بشيء من الإسهاب في القصيدة الرابعة ( 52 : 13، 53 : 12 ) ، وذلك من وجهة نظر الرب ، ونظر السامعين ( 53 : 1 ) سواء من إسرائيل أو من الأمم . فالعبد سيتألم من أجل خطايا الجميع ، وآلامه سترفع خطايا الآخرين ( 4:53 – 6 ) . ولكن ليست الآلام هي النهاية ، لأن ” مسرة الرب بيده تنجح . من تعب نفسه يرى ويشبع . وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها 0000 وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين ” ( 10:53- 12 ) . والنتيجة هي أن يُرفع إلى اسمى درجات المجد (52: 13-15
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ع عين حاصُور ر

(
ب) من هو هذا العبد : تحديد شخصية العبد في هذه
 
القصائد يثير جدلاً واسعاً بين المفسرين . فكثيراً ما تستخدم كلمة ” عبد ” في إشعياء للدلالة على الأمة الإسرائيلية ككل ( انظر مثلاً إش 8:41) . والقول بأن ” العبد المقصود في هذه القصائد هو ” إسرائيل ” يلائم سياق السفر ككل . ولكن القول بأن ” إسرائيل ” ككل هو ” العبد المتألم ” لا يتفق مع كل الفصول ، كما أنه لا يفسر موضوع الكفارة عن كل الناس عن طريق الآلام . ومما يزيد الأمر صعوبة ، أنه في بعض الفصول ( كما في 3:49و 6 )، يتكلم عن العبد باعتباره ” إسرائيل ” ( 6:49 ) كشخص يقود إسرائيل رجوعاً إلى الرب ( 49: 6 ) . ويفترض البعض أن ” العبد ” يمثل ” مجموع الأمه متضامنه ” حتى ليمكن الحديث عنها كشخص واحد . ولكن حتى هذا الفرض ، لا يمكن ان يفسر ما جاء فى القصيدة الرابعة ( 3:52- 12:53
) .

وفي أواخر القرن التاسع عشر ، زعم البعض أن الإشارة في هذه القصائد ، إنما هي إلى بعض الأشخاص التاريخيين ، مثل إشعياء نفسه ، أو إرميا ، أو الملك حزقيا أو عزيا أ و يهوياكين أو زربابل أو كورش . ولكن الكثيرين من المفسرين الآن لا يقبلون هذه الآراء ، رغم الجمع بين وظائف النبي والملك في هذا العبد
.

ولا تربط قصائد ” البعد المتألم ” في إشعياء ، هذا العبد بشخصية المسيا ، بوضوح كما هى موصوفة في الأصحاحات السابقة من إشعياء ( مثلما في 11:9 ) ، ولكن العهد الجديد يفتح الطريق بقوة لهذا الحق
.

ولا شك فى أن إشعياء النبي – كاتب هذه القصائد – كان يتطلع – بروح النبوة – إلى شخص معين ، يمثل كلا من إسرائيل والرب ، والذي ستكون خدمته هي إتمام عمل الخلاص عن طريق الآلام ، وهو عمل يستلزم إتماماً تاريخياً والشخص التاريخي الذي تنطبق عليه كل هذه النبوات ، إنما هو شخص الرب يسوع المسيح ، وهو ما يعلنه العهد الجديد بكل وضوح ( انظر مت 17:8 ، 17:12 – 21، مرقس 15:10، لو 37:22 ، أع 32:8 و 33 رو 16:10 ، 15: 21
  ) .

هل تبحث عن  الكتاب المقدس أخبار سارة عربية مشتركة عهد قديم سفر طوبيا 12

ويتردد صدى هذه النبوات أيضاً في نبوة زكريا حيث يتكلم عن وداعته واتضاعه ( زك 9:9 و 10 ) ، وعن الثلاثين من الفضة التي دُفعت ( ليهوذا الاسخريوطي ) ثمناً له ( زك 12:11 و 13 ) ، كما يتكلم عن موته وقيامته ومجيئه ظافراً ( زك10:12 ، انظر يو 37 : 19 ، رؤ 1: 7
  )
، وعن ضربه كالراعي فتتبدد الغنم ( زك 13: 7-9
 
، انظر مت 31:26 ، مرقس 14: 27 ) . وواضح أن جميع هذه النبوات قد تمت في الرب يسوع المسيح ،” حمل الله الذي يرفع خطية العالم ” ( يو 29:1
) .

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي