لامك

 

اسم عبري معناه “شاب قوي” ، وهو
:

( 1 )-
لامك بن متوشائيل من نسل قايين ، وقد اتخذ لنفسه امرأتين ، وهي أول حالة يذكرها الكتاب المقدس لتعدد الزوجات . وكان اسم إحداهما “عادة” واسم الأخرى “صِلَّة” . وولدت “عادة” له “يابال” الذي كان أبا لساكني الخيام ورعاة المواشي ، واسم أخيه “توبال” الذي كان أباً لكل ضارب بالعود والمزمار . وولدت “صِلَّة” له “توبال قايين” الضارب كل آلة من نحاس وحديد ، “وأخته نعمة” ومما يستلفت الانتباه أن لامك هذا مبتدع تعدد الزوجات ، كان رجلاً عنيفاً عاتياً ، كما يتضح مما قاله لزوجتيه : “إني قتلت رجلاً لجرحي وفتى لشدخي . إنه ينتقم لقايين سبعة أضعاف ، وأما للامك فسبعة وسبعين” ( تك 4 : 18 – 24 ) . فهو لا يسلم أموره لله ، ويضع ثقته فيه ، بل يتكل على الأسلحة من النحاس والحديد التي اخترعها أولاده، وكأن هذه الأسلحة التي عززت قدرات الإنسان الجسمانية ، وقد أصبحت إلهه الذي يتكل عليه
.

وهناك تفسيران للشعر الذي ذكره لزوجتيه : ( 1 ) أنه يذكر حادثاً وقع فعلاً ، ويبَرر جريمة القتل التي ارتكبها ، بأنه إنما كان يدافع عن نفسه . ( 2 ) إنه كان يهدد كل من يخطر في باله أن يعتدي عليه ، حيث أن أولاده قد اخترعوا هذه الأسلحة التي تمكنه من التغلب على خصمه . فإن كان يُنتقم لقايين سبعة أضعاف ، فإنه يُنتقم للامك سبعة وسبعين ، فقد انتشى بقوة هذه الأسلحة ، وامتلأ بالثقة في نفسه ، فلم يعد يشعر بأنه في حاجة إلى معونة من الله ، أو حماية منه ، فكان شعره قمة في الغرور والغطرسة . وفي لامك هذا بلغ نسل قايين ذروة الابتعاد عن الله والاتكال على الذات . وشتان بين غرور لامك وشهوته للانتقام وما قاله الرب لبطرس أن يغفر لأخيه المخطيء إليه “سبعين سبع مرات” ( تمت 18 : 21 و 22
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس س سيخية ة

 

( 2 )-
لامك بن متوشالح بن أخنوخ من نسل شيث ، وقد ولد نوحاً ، وهو ابن مئة واثنتين وثمانين سنة . وقد دعا ابنه “نوحاً قائلاً : هذا يعزينا عن عملنا وتعب أيدينا من قبل الأرض التي لعنها الرب” . وكانت كل أيام لامك هذا “سبع مئة وسبعا وسبعين سنة

(
تك 5 : 21 – 31 ، 1أخ 1 : 3 ) . فقد أحس لامك هذا بتعب العمل في الأرض وقلة إنتاجها ، تنيجة لعنة الله لها ، بسبب سقوط آدم ( تك 3 : 17 – 19 ) ، وكان يتطلع إلى مجيء النسل الموعود ، وتوقع أن يكون الابن المولود له ، هو هذا النسل ، فدعاه “نوحاً” أي “عزاء
” .

ويرى بعض النقاد أن لامك بن متوشائيل ( تك 4 : 18 ) هو نفسه “لامك بن متوشالح” ( تك 5 : 22 ) ، حيث يزعمون أن سلسلتي النسب في تك 4 ، تك 5 ، هما في الأصل سلسلة واحدة ، أُخذتا من مصدرين مختلفين ( حسب نظريتهم المزعومة عن تعدد المصادر لأسفار التوراة ) . ولكن من السهل ملاحظة الاختلافات بين الشخصيتين، بين لامك الجبار المزواج المحب للانتقام ، وبين لامك الذي رجا أن يكون ابنه نوح هو الذي سيرفع لعنة آدم ( تك 5 : 29 ) . وقد كان فعلاً أحد أجداد الرب يسوع المسيح مخلص العالم ( لو 3 : 36
).

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي