يوحنا الرسول

 

(i)
هو يوحنا بن زبدى الذى كان صياداً فى بحر الجليل (مرقس 1: 20.19، لو 5: 10) وأمة سالومة (مت 27: 56 مع مرقس 15: 40)، ولا نعلم شيئا عن خلفية أبيه زبدى الدينية أو عن علاقته بأحداث الانجيل، أما “سالومة” أمه فقد كانت إحدى النساء اللواتى تبعن الرب يسوع حتى إلى الجلجثة
.

(ii)
حياته المبكرة: الأرجح أن يوحنا كان أصغر من أخيه يعقوب (مث 4: 21). ويبدو أن يوحنا كان من عائلة ميسورة الحال. وذلك لأن زبدى أباه كان لديه أجرى (مرقس 1: 20)، كما أن أمه سالومة كانت إحدى النساء اللواتى كن يخدمن الرب يسوع من أموالهم (لو 8: 3)، وكان ليوحنا بيت خاص فى أورشليم (يو 19: 27)، كما أنه كان معروفاً عند رئيس الكهنة (يو 18: 15). وقد منع يوحنا واحداً كان يخرج الشياطين باسم الرب يسوع” لأنه لم يكن يتبع الرب يسوع معهم، فقال له الرب: “لا تمنعوه لأن من ليس علينا فهو معنا” (لو 9: 50.49). وقد طلب يوحنا وأخوه يعقوب من الرب أن يدعمها يقولان “أن تنزل نار من السماء لتفنى قرية للسامريين لأنهم لم يقبلوا دخول السيد إليهم (لو 9: 54) كما طلب يعقوب ويوحنا وأمهما من الرب يسوع أن يعطيهما أن يجلس أحدهما فى يمينه، والآخر على يساره فى ملكوته (مت 20: 20-28، مرقس 10: 35-445). كما كان يوحنا ويعقوب وبطرس وأندرواس مع الرب يسوع على جبل الزيتون- على انفراد- عندما تكلم عن تدمير الهيكل، وسألوه متى يكون ذلك؟ (مرقس 13: 1-4). كما أن الرب أرسل “بطرس ويوحنا” ليعدا لفصح له وللتلاميذ (لو 22: 8). وكان يوحنا متكئا فى حضن الرب يسوع عندما قال لهم” إن واحداً منكم سيسلمنى، فأومأ إليه سمعان بطرس أن يسأل من عسى أن يكون الذى قال عنه” (يو 13: 21- 25
).

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كينج جيمس إنجليزى KJV عهد قديم سفر المكابيين الأول I Maccabees 10

وقد أخذ الرب معه “بطرس ويعقوب ويوحنا إلى بستان جثمانى، ورأوه وهو “يدهش ويكتئب. فقال لهم: نفسى حزينة جداً حتى الموت” (مرقص 14: 33.32
).

وعندما قبض على الرب يسوع وأخذوه إلى المحاكمة، تبعه يوحنا وبطرس، ودخل يوحنا مع الرب يسوع إلى دار رئيس الكهنة. إذ كان يوحنا معروفاً عنده. واستطاع يوحنا أن يُدخل بطرس معه (يو 18: 15, 16). وكان يوحنا التلميذ الوحيد الذى وقف عند الصليب إذ تركه الآخرون وهربوا. وقد عهد الرب إليه بأمه قائلاً له: “هوذا أمك. ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته” (يو 19: 25-27). ويبدو من المقارنة بين مت 27: 56، ومرقس 15: 40 مع يو 19: 25، أن سالومه أم ابنى زبدى كانت أخت مريم أم يسوع (أى أن العذراء مريم أم يسوع كانت خاله يوحنا، فهى لم تكن غريبة عنه
).

(iv)
زمالته لبطرس : رغم من حدث من انكار بطرس للرب، إلا أن يوحنا لم يقطع صلته به، بل ظل مرافقاً له، فقد جاءت إليهما مريم المجدلية- فى صباح يوم القيامة، وقالت لهما: أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه”. فخرج بطرس ويوحنا وأيتا إلى القبر راكضين، وسبق يوحنا بطرس، وجاء أولاً إلى القبر، فانحنى ونظر الأكفان موضوعة، ولكنه لم يدخل. ثم جاء سمعان بطرس يتبعه ودخل القبر ونظر الأكفان موضوعة، ورأى “المنديل الذى كان على رأسه ليس موضوعاً مع الأكفان، بل ملفوفاً فى موضع وحده، فحينئذ دخل أيضاً التلميذ الآخر الذى جاء أولا إلى القبر، فرأى وآمن” (يو 20: 1-8). وقد ظلا على الأقل ثمانية أيام فى اورشليم (يو 20: 26)، عادوا بعدها إلى بحر الجليل، إلى مهنتهما، صيد السمك (يو 21: 1). وعندما ظهر لهم الرب عند بحر طبرية، كان يوحنا هو أول من أدرك أنه الرب المقام، وفى الحال ألقى بطرس بنفسه فى البحر ليصل إلى الرب (يو 21: 4-7). وقد أبدى بطرس اهتمامه بيوحنا بسؤاله للرب: وهذا ما له؟”.؟

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد جديد إنجيل لوقا بنيامين بنكرتن 21

(v)        
يوحنا فى سفر أعمال الرسل: نجد الارتباط بين بطرس ويوحنا مستمراً، فكلاهما شاهدا صعود الرب إلى المجد وكلاهما اشتركا فى اختيار متياس ليحل محل يهوذا الاسخريوطى، وكلاهما كانا مع سائر التلاميذ عند حلول الروح القدس يوم الخمسين. ونراهما كليهما يصعدان معاً إلى الهيكل فى ساعة الصلاة التاسعة (أ ع 3: 1) وكلاهما وُضعا فى حبس للحقيق معهما لمنادتهما للشعب فى يسوع بالقيامة من الأموات” بعد شفاء الرجل الأعرج من بطن أمه عند باب الهيكل. ثم أمرهما رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ” ألا لا ينطقا البتة ولا يعلما باسم يسوع” ولكنهما أجابهم بالقول: “نحن لا يمكننا أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا”. وأخيراً أطلقوهما (أع 4: 1-22
).

ولا شك فى أن يوحنا كان مع الرسل عندما القى رئيس الكهنة ومن معه، القبض عليهم ووضعوهم فى حبس العامة، ولكن ملاك الرب فى الليل فتح أبواب السجن وأخرجهم، وقال: أذهبوا قفوا وكلموا الشعب فى الهيكل بجميع كلام هذه الحياة (أع 5: 12-23
).

وقد بقى يوحنا مع الرسل فى أورشليم رغم الاضطهاد العظيم الذى وقع على الكنيسة فى أورشليم
.

ولما سمع الرسل الذين فى أورشليم بما عمله فيلبس فى السامرة، وكيف قبلت كلمة الله، أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا (أع 8: 1و 14-17
).

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي