وعود

Promesses

أولاً: الوعود والإيمان

ثانياً: إسرائيل شعب الوعود

1.
الوعود إلى الآباء
:

2.
الوعد والشريعة
:

3.
الوعود المقطوعة لداود
:

4.
الوعود المسيانية
:

5.
الوعود الجديدة
:

6.
وعود الحكمة
:

ثالثاً: وعود السيد المسيح

1.
الأناجيل الازائيّة
:

2.
إنجيل يوحنا
:

3.
الوعد بالروح
:

رابعاً: المسيحيون ورثة الوعود

 

 

أولاً: الوعود والإيمان

الوعد هو أحد الألفاظ الأساسية في لغة الحب، ويقوم،في آن واحد، على الإنباء عن هبة وضمانها، والالتزام بكلمة، والتصريح بتأكيد المستقبل، والتأكد من الذات. وهو في نفس الوقت تحريك لمشاعر الشريك ولرضى قلبه ولسخاء إيمانه
.

إن الله يظهر عظمته الفريدة، بطريقته في بذل الوعد، وبتأكيده بأنه لن يخيّب أحداً أبداً. “ليس الله إنساناً فيكذب، ولا كبني البشر فيندم ” (عدد 23: 19). فالوعد بالنسبة إليه تعالى هو إعطاء مسبق، ولكنه أولاً إعطاء الإيمان القادر على الانتظار حتى تأتي الهبة”، وهو بفضل هذه النعمة، يجعل الأخذ أهلاً للشكر (راجع رومة 4: 20)، ومهيئاً للتعرّف من خلال الهبة، على قلب الواهب
.

والوعود في بني إسرائيل هي ركيزة تاريخ الخلاص، التاريخ الذي يمثَل تحقيق النبوات وأقسام الله (تكوين 22: 16- 18، مزمور 110: 4، لوقا 1: 73). فتلك الأقسام كل عطايا الله لا رجعة فيها (رومة 11: 29، عبرانيين 6: (1- 15). أجل، إن خيانات بني إسرائيل ستجرَ وراءها أحياناً بعض القيود على هذه الوعود، إلا أن هذه الوعود ستضل بفضل البقية”، أو قل بفضل “ابن الإنسان ” (دانيال 7: 13- 15
).

وتبين تعاليم اليهودية، من جهة، الثقة في الوعود، ومن جهة أخرى طابعها الثوابي: فلا مناص إذاً من طاعة الوصايا (4 عزرا 7: 1 و19- 21) لاستحقاق الميراث الموعود به. وأما تعاليم المسيحية، فبالعكس، سوف نرى فيها مبادرة بحتة من قبل الله، وعطيته الموعودة لجميع من يؤمنون بها. إلا أن جماعة قمران، في نفس الحقبة، تحصر في أعضائها المحافظين وحدهم، إتمام الوعود
.

من أجل ذلك، فان القديس بولس، وهو يهمّ ببيان أن المسيحية تؤسس على الإيمان، سيفي الوعد الموجّه لإبراهيم،وافق بيسوع المسيح (غلاطية 3: 16- 29)، جوهر الكتب المقدسة، وجوهر القصد الإلهي. ولذا فإن الرسالة إلى العبرانيين، إذ تحاول أن تظهر أن في العهد القديم تاريخاً للإيمان، وأن تظهر في الوقت نفسه أنه تاريخ للوعود (عبرانيين 11: 9 و 13 و 7 1 و 33 و 39
).

ومن ثمّ فإن خطاب القديس بطرس في العنصرة، حتى في ورود أفكار بولس، مع طابعه القديم جداً، يحدّد ببصيرة لا تخطئ ميزات هبة الروح، وظهور الكنيسة بمثابة الوعد” (أعمال 2: 39)، وإتمام النبوَات (2: 16
).

وبالنسبة إلى اليهودي، الكتاب المقدس هو، تجل كل اعتبار آخر، الشريعة، ومشيئة الله الواجبة الاحترام، مهما كان الثمن. وأما بالنسبة إلى المسيحي، فيصبح قبل أي شيء، كتاب الوعود. وكان بنو إسرائيل هم المؤتمنون على الوعود (راجع رومة 49)، وأما المسيحيون فهم ورثتها (غلاطية 3: 29
).

ويترجم أسلوب العهد الجديد هذا الاكتشاف: فبينما العبرية ليس لديها لفظ خاص للتعبير عن مفهوم الوعد، بل تعرب عنه من خلال مجموعة من الألفاظ، مثل: كلمة، قسم، بركة، ميراث، أرض الموعد، أو في صيغ مثل “إله إبراهيم وإسحق ويعقوب”، و”ذرّية ابراهيم”، فإن العهد الجديد على عكس ذلك، يتضمن لفظاً خاصا بالوعد، (باليونانية
Epangelia)
، يركز على قيمة “كلمة الشرف” هذه بأنها “تصريح”. وهذه الكلمة هي قريبة الصلة بلفظ إنجيل
(Evangelion) “
البشرى السارة
“.

ثانياً: إسرائيل شعب الوعود

إن الإحساس المسيحي، الذي عليه تسلّط الرسالة إلى أهل غلاطية الأضواء بقوة، سيكشف عن هيكل نظامي أساسي في العهد القديم هو أن وجود إسرائيل يرتكز ارتكازاَ فريداً لا يتزعزع على وعد الله
.

1.
الوعود إلى الآباء
:

إن مختلف التقاليد المتجمّعة في سفر التكوين، تتطابق فيما بينها، فتشكل من ذلك كتاب الوعود. إن ابراهيم هو الذي ينال الوعود (تكوين 12: 1 و 7، 13: 15- 17، 15، 17، مزمور 105: 98). إلا أن هذه الوعود سَتطلب دوماً أن يكون هناك وريث وميراث، وذرية كثيرةُ العدد ومجيدة، وأرض وعد خصيبة (راجع تكوين 15: 4 7، 17: 16، 26: 24، 8: 13- 15، 35: 12)، ترتبط دوماً بمصير البشرية جمعاء
.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس س سربونيس س

فإن التقليد اليهودي يجعل من البركة التي وعد الله بها ابراهيم (تكوين 12: 2)، الرد الإلهي على مشروع بابل الكافر، الذي كان يصبو إلى رفع اسم البشرية حتى السماوات (11: 4)، ولكنه يجعل من البركة أيضاً تعويضاً عن اللعنة ، التي حلّت بالأرض بسبب خطيئة الإنسان (3: 17، 4: 11)، وأول رمز ايجابي للرجاء أخذ الله يفتتحه بعد الخطيئة الأولى (3: 15). وفضلاً عن ذلك فإن هذه البركة تشمل “جميع عشائر الأرض ” (12: 3
).

وأما التقليد “الكهنوتي ” فيربط صراحة بركة ابراهيم بالبركة الأولى التي بارك الله بها الخليقة (1: 22 و 28، 17: 6 و 20). أجل إن الختان يبدو وكأنه يجعل حدوداً للوعود. وشعب إسرائيل يستطيع، في الواقع، بهذه الرتبة الطقسية، أن يضم إلى صفوفه كل الجنسيات (34): وبهذا يتم الوعد الذي قطعه الله لإبراهيم، بأن يكون أبا جمهور أمم ” (تكوين 17: 5، سيراخ 44: 19- 22). وإن بركة عشائر سام وابراهيم، بإعدادها ” مملكة أحبار وشعب مقدس ” (خروج 19: 6)، ستحقق مضمون إنعام الوعد، ألا وهو أن يكون “شعب الله
“.

2.
الوعد والشريعة
:

إن الوعود الموجهة للآباء، وهي مظاهر لمبادرة الله ونعمته، تفترضه مسبّقاً بعض المتطلبات. إنها تخاطب الإيمان، أي إنها تحثّ على حياة جديدة، مؤسسة على كلمة” الله، كانطلاق ابراهيم وعشيرته في حضرة الله (17: 1) وطاعته (22: 1-2
).

على أن الشريعة توسعت في هذا المطلب ة فجعلته يشمل كل حياة الشعب. إنها هي ميثاق العهد (خروج 19: 5، 24: 8، يشوع 24: 25- 26)، أي وسيلة بني إسرائيل للدخول في وجود جديد” ومقدس فيحيون كشعب الله، ويستسلمون لقيادته
.

إلاّ أن الشريعة تفترض وجود وعد سابق وتحدد شروطه. فالوعود المقدمة مقابل الطاعة ليست جزاء بر إسرائيل، بل هي تعبير عن سخاء الله المستمد دوماً ليفيض نعمه على ذويه،إلا أنه لا هوادة له إزاء الخطيئة، ولا يمكنه أن يهب ذاته لمن لا يُخضع له مؤمناً
.

3.
الوعود المقطوعة لداود
:

إن حياة إسرائيل لكي ترتكز بجملتها على الإيمان، لا بد لكل منظماته من أن تقوم صلابتها على كلمة الله. فالنظام الملكي، أساس الجماعة الوطنية الطبيعي، والتعبير عن رغبتها في أن تحيا، يبدو عليه وجه المفارقة عند بني إسرائيل. إذ إنه نظام يحتمله الله مجرد احتمال، بل يكاد يكون على كره منه، لأنه يتعرض تعرّضاً خطيراً للنيل من الثقة المطلقة التي يطالب الله بها شعبه (1 صموئيل 8: 7- 9)، وهو في الوقت نفسه، تظلم معد لعظمةٍ ومستقبل ليسا من هذا العالم (2 صموئيل 7
).

إن غلاماً “أخذ من الربض من وراء الغنم سيحظى باسم عظيم أسوة بأسماء العظماء” (2 صموئيل 7: 9). هذا الغلام سيكون المؤسس لأسرة ملكية (7 : 11- 12) ومحظياً عند الله، فيجزل له النعم والخيرات (مزمور 89: 21- 30)، وإن نسله، الجالس وعن يمين الله (مزمور 110: 1)، سيرث الأمم (مزمور 2: 8). وتظلّ الوعود، في أحلك ساعات الانحطاط، وحتى مجيء المسيح، تغذي إيمان بني إسرائيل (إشعيا 11: ا، إرميا 23: 5، زكريا 6: 12، لوقا 1: 32 و 69
).

لقد ظلت الوعود إلى فترة طويلة وعوداً أرضية: ابناً، أرضاً، ملكاً، رخاءً عظيماً، ومع ذلك فإن كتاب التثنية قد سبق وأعطاها طابعاً من السعادة يشفي الغليل. ومع مجيء الأنبياء تتخذ هذه الوعود طابعاً روحياً وتصبح باطنية فتصير في جوهرها ممهداً جديداً: ” إني أجعل شريعتي في ضمائرهم، وأكتبها على قلوبهم”(إرميا 31: 33). على أن هذا العمل يتطلّب، فضلاً عن المعرفة الباطنية، صفح الله، وقلباً جديداً (حزقيال 36: 26- 27، مزمور 51: 12
).

هل تبحث عن  هوت روحى كلمة منفعة 36

وعندما تفقد أورشليم مركزها السامي على وجه التحديد، تولى الأنبياء مخاطبتها بأعجب الوعود، فيتغنى بها أصحاب المزامير: ” الرب حظ قسمتي” (مزمور 16: 5، 73: 26)، ويعدون الفقراء بميراث الله أو بالتطويبات، يختبر الحكماء كل الأبرار: “برجاء مملوء خلوداً” (حكمة 3: 1- 5)، في حين أن الشهداء ينتظرون القيامة (دانيال 2:12-3،2 مكابيين 7
).

4.
الوعود المسيانية
:

إن الوعود المقطوعة للآباء ولداود، تضمن خلود ذريّتهم خلوداً مجيداً، فتبلغ أوجها في انتظار ” ذاك الذي ينبغي أن يأتي ” (إشعيا 26: 25، حبقوق 2: 3-4 طبقاً للسبعينية
).

وقد أعرب الأنبياء، إلى جانب تهديداتهم بالعقاب، عن وعود الرجاء المسياني. فيرى إشعيا في العمانوئيل ، المولود من عذراء، علامة بركة للشعب (إشعيا 7: 14)، ويتغنى بالامتيازات المستقبلية لهذا المولود، الذي من ذرية داود، ” رئيس السلام ” (9: 5- 6)، وملك عادل (11: 11
) .

ويعيّن ميخا، بحسب متى، المدينة التي ينبغي أن يولد بها “من يكون متسلطاً على إسرائيل، وأصوله منذ القديم، منذ أيام الأزل ” (ميخا 5: 1- 5). أما إرميا فيعد بنَبت صديق ” (إرميا 23: 5- 6،: 15- 16، راجع إشعيا 4: 2، زكريا 3: 8- 9، 6: 12)، سيكون مجدا لإسرائيل ومصلحاً للشعب. ويبشر حزقيال بالراعي، الذي يأتي ليرى غنمه، كأني به داود جديد (حزقيال 34: 23-24، راجع 37: 24- 25). ويرى زكريا موكب الفرح يزف المسيح الملك داخلاً أورشليم بحالة متواضعة، حاملاً السلام (زكريا 9: 9- 10
).

5.
الوعود الجديدة
:

في اللحظة التي فقد نجدها إسرائيل كيانه، بسبب فقدانه ملكه، وعاصمته، وهيكله “، وكرامته، يوقظ الله إيمانه بوعود جديدة. إنه تعالى لا يتردد في الاستناد إلى “الأشياء القديمة” التي أنبا بها إسرائيل، وهي صور التهديد بالخراب، الذي وقت بدقة مريعة (إشعيا 48: 3- 5، 43: 18)- فيعدهم “بأشياء جديدة ومكنونات لم يعرفوهـا ” (48: 6، 42: 9، 43: 19)، و بغرائب تفوق كلّ تصور. بيد أن مجمل هذه الغرائب الأوضح تعبيراً هو أورشليم الجديدة، التي ستكون “بيت صلاة لجميع الشعوب ” (إشعيا 56: 7)، وأم ذرية لا حصر لها (54، 3، 60: 4)، وفرح الله وفخره (60: 15
).

6.
وعود الحكمة
:

إن المكانة التي تحتلها وعود الله في كتب الحكمة، تدلّ على مدى اعتماد كل كيان إسرائيل عليها. حقاً إن كل حكمة تتضمن وعداً. لأنها تجمع الاختبارات وترتبها، لتخير الثمار المرتقب مجيهـا منها. إلا أن وجه الابتكار في حكمة بني إسرائيل يقوم على إيجاد البديل لهذا الارتقاب المعتمد على التقديرات المستمدة من الاختبار، وهو رجاء يأتي من خارج تلك التقديرات، أي من الأمانة نحو روح المذهب اليهودي الأصيل، نحو ” عهد الله العلي وشريعة موسى ” (سيراخ 24: 23). إن حكمة إسرائيل تأتيه من العلاء (أمثال 8: 22- 31، سيراخ 24: 2- 4، حكمة 9: 4 و 10)، ومن ثم فإن السعادة الموعود بها (أمثال 8 32- 36)، تفوق الآمال البشرية (حكمة 7 و 8- 11)، فتستهدف ” مرضاة من الرب ” (أمثال 8: 35)، و”محبة الله ” (حكمة 7: 14). ويردّد المزمور 119 صدى هذه الوعود في قلب مستقيم، فيشهد بأن تلك الهبات قد غذّت الإيمان في إسرائيل، واليقين بأن الله وحده يكفي
.

ثالثاً: وعود السيد المسيح

1.
الأناجيل الازائيّة
:

إن يسوع، المسيح الموعود به والذي “جميع مواعد الله كلها فيه ” (2 كورنتس 1: 20)، يقدم نفسه بادئ ذي بدء، وهو موضوع الوعود، كحامل وعود جديدة. إذ يفتتح كرازاته بالإعلان عن الملكوت (متى 4: 23) الذي يعد به، في التطويبات، المساكين والمضطهدين (متى 5: 3 و10، لوقا 6: 0 2 و 23)، ويضمّ إليه تلاميذه، واعداً إياهم بجعلهم صيادي بشر (متى 4: 19)، وبايلائهم السلطان على أسباط بني إسرائيل الإثنى عشر (19: 28
).

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كتاب الحياة عهد قديم سفر حزقيال 13

ويعد بطرس بأن يؤسس عليه كنيسته ، ضامناً له النصر على الجحيم (16: 6 ا- 18)، ويعد كل من يتبعه بمائة ضعف وبالحياة الأبدية (19: 29)، كما يعد من يتبعه بتأييده أمام الآب (10: 32
).

ويسوع يأخذ على عاتقه وعود العهد القديم، الوعود بشعب، وبأرض، وبملكوت وبسعادة. فكلها وعود تتعلق برسالته وبشخصه. إلا أنها لا تتم بعد، ما دانت ساعته لم تأتِ. ولا يمكن إتباع يسوع إلا من خلال الإيمان. على أن الإيمان به هو ملامسة إتمام الوعود، أي إيجادها مقدماً (يوحنا 1: 41 و45
).

2.
إنجيل يوحنا
:

يوضّح بدقة إلى أيّ مدى بمثل يسوع، بشخصه وأعماله، إن الوعود حاضرة من الآن في العالم حضوراً حياً. فهو تحقيق ما ينتظره الإنسان، وكل ما وعد به الله شعبه، الحق، والحياة، والخبز”، والماء الحي، والنور، والقيامة ، ومجد الله. إلا أنه يكون كله في الجسد، ولا يستطيع أن يهب ذاته إلا في الإيمان. إنه أكثر من وعد، إنه عطية من الآن، لكنه “معطى للإيمان، حتى أن من يؤمن به… ينال الحياة الأبدية” (يوحنا 3: 16
).

3.
الوعد بالروح
:

إن “وعد الآب” ( لوقا 24: 49، أعمال 1: 4) هو الروح، الذي “إذ يملأ المسكونة ويوحد بين كل الخليقة” (حكمة 1: 7)، يشمل أيضاً كل الوعود (غلاطية 3: 14). لذلك فلكي يكون معطى لنا، لا بد ليسوع أن يتمّم عمله على الأرض (يوحنا 17: 4)، وأن يحث خاصته حتى النهاية (13: 1)، وأن يعطي جسده ودمه (لوقا 22: 19-20
).

عندئذ ستفتح له كنوز الله كلها، ويستطيع أن يعد بكل شيء. فيمكننا أن نسأل باسمه الآب… كل شيء”. ونحن على يقين من أن نستجاب (يوحنا 14: 13- 14). إن “كل شيء” هذا، هو “روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله ” (14: 17)، لأنه لا يستطيع أن يؤمن، وهذا الروح هو غنى الآب والابن، الغنى الحي (16: 15). وعندما ” تم كل شيء”، حنى يسوع رأسه، و”أسلم الروح ” (19: 30)، فأوفى بكل وعوده، ومن ثمً يستطيع أن يعد تلاميذه بأن يكون معهم “إلى انقضاء الدهر”، ما دام قد أعطاهم ” الآب والابن والروح القدس ” (متى 28: 19-20
).

رابعاً: المسيحيون ورثة الوعود

إن المسيحيين، وهم ينالون الروح القدس، ينعمون بكل الوعود (أعمال 2: 38- 39). ولما كانت ” هبة الروح القدس أفيضت أيضاً على الوثنيين ” (10: 45)، فإن ذلك يعنى أن هؤلاء الذين كانوا فيما مضى “غرباء عن عهود الموعد” (أفسس 2: 12)، قد صاروا في المسيح “شركاء في وعده ” (أفسس 6:3
).

ولما كان الوعد موجهاً دوماً إلى الإيمان (رومة 13:4)، فإنه يظل ” جارياً على ذرية ابراهيم كلها… على من ينتمون إلى إيمان إبراهيم، وهو أب لنا جميعاً” (4: 16)، المختونين والقلف (4: 9
).

إن المسيحيين “وقد اغتنوا (بالمسيح) بكل غنى”، “فصار لا يعوزهم شيء من الهبات ” (1 كورنتس 1: 5 و 7)، ليس لهم بعد أن يرغبوا في شيء، لأن الروح فيهم امتلاك دائم حيّ، ومسحة، وختم. ومع ذلك فهو ما يزال بعد سوى “عربون ميراثنا” (أفسس 1: 14)، راجع 2 كورنتس ا: 22، 5: 5)، 1 باكورةِّ… افتداء أجسادنا ” (رومة 8: 23)، وصلاته فينا لا تزال ” أنيناً ” و” رجاء ” (8: 23- 24
).

فالمسيحيون ما زالوا يحجَون نحو”وطن أفضل ” (عبرانيين 11 : 16)، وعلى مثال ابراهيم، يصبون إليه “بالإيمان والصبر! (6: 12- 15). وحتى اليوم الأخير يكون الوعد الوسيلة التي بها تكون محبة الله معروضة على محك الإيمان
.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي